«الوداع يا بونابرت».. مفتاح يسري نصرالله إلى العالمية

شبكة أخبار الإمارات ENN

يذكرك بالمخرج الكبير يوسف شاهين، وكأنه تشرب منه حبّه للسينما وروحه وأفكاره غير التقليدية والتي تميل نحو «الفلسفة» والتعمق في القصص وفي الرؤية الإخراجية. حتى في ملامحه تجد شبهاً ما، بينه وبين «الأستاذ» يوسف شاهين الذي عمل معه وتعلم منه الكثير. إنه المخرج يسري نصرالله الذي ولد في مثل هذا اليوم 26 يوليو/ تموز 1952 في القاهرة.
هو من المخرجين المتميزين، المختلفين في رؤيتهم وأعمالهم، السالكين خط صناعة الفن السابع بحرفية عالية، المؤمنين بأن السينما هي عالم الأحلام والإبهار والمشاعر والفكر والفلسفة.. ومثل شاهين أحب بيروت فعمل فيها كمساعد مخرج في بداية حياته المهنية، وكتب في جريدة «السفير» اللبنانية كناقد سينمائي. درس الاقتصاد في جامعة القاهرة، ثم انتقل إلى تحقيق حلمه في المعهد العالي للسينما، ليولد منه مخرجاً سينمائياً صاحب بصمة مميزة.
قد لا ينتبه كثيرون إلى محطة مهمة في حياة نصرالله الفنية، وهي «الوداع يا بونابرت» في عام 1985، حيث تولى المخرج الشاب تأليف العمل، وقام بكتابة السيناريو والحوار له يوسف شاهين. ووقف يسري إلى جانب «الأستاذ» ليعمل معه خلف الكاميرا مساعداً، بينما يخرج شاهين رائعته هذه والتي دخلت تاريخ السينما العالمية لاحقاً، وتم تصنيف العمل كأحد أهم الأفلام التي تؤرخ لمرحلة الاحتلال الفرنسي لمصر، رغم أن نصرالله وشاهين لم يسردا التاريخ، بل قدّما رؤية مختلفة، فيها الكثير من الأبعاد الإنسانية والاجتماعية، وجعلا من نابليون بونابرت إحدى الشخصيات المهمة لكنها ليست الرئيسية في الفيلم الذي كان مفتاح المخرج الشاب إلى العالمية.
في 1990 عمل يسري نصرالله مخرجاً منفذاً لفيلم يوسف شاهين «إسكندرية كمان وكمان» وشارك في كتابة السيناريو أيضاً، وهو الذي سبق أن وقف أمام كاميرا أستاذه في العام 1982 كممثل في فيلم «حدوتة مصرية». يحمل في أفلامه فكراً سياسياً ورسائل اجتماعية كثيرة، وكانت انطلاقته مع أول فيلم خاص به تأليفاً وإخراجاً، «سرقات صيفية» عام 1988، والذي يعتبر سيرة ذاتية، تستند إلى قصة حقيقية مقتطفة من حياة يسري نصرالله. الفيلم عرض لأول مرة في افتتاح تظاهرة تصف أشهر المخرجين في مهرجان «كان السينمائي الدولي» في فرنسا، وتنقل بين أهم المهرجانات حول العالم ليحصد عدداً من الجوائز.

شاهد أيضاً