الثلاثاء، ١ نوفمبر ٢٠٢٢ – ٦:١٩ م
شنغهاي- الصين في الأول نوفمبر/وام/ عقدت اليوم القمة العالمية للصناعة والتصنيع بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “اليونيدو” والاتحاد الصيني للاقتصاد الصناعي “CFIE” جلسة نقاش افتراضية ضمن سلسلة جولاتها الترويجية – GMIS Connect – لتسليط الضوء على أفضل الممارسات التي تتبعها “المنارات الصناعية” الصينية ودور تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تعزيز التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة حول العالم.
وتمتلك الصين ما يزيد عن 30% من الشركات المدرجة على قائمة مرافق شبكة “المنارات الصناعية” العالمية، القائمة المعترف بها من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي، وتضم مرافق التصنيع الرائدة على مستوى العالم في توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتعزيز الاستدامة وتحسين العوائد المالية والتشغيلية.
ونظمت القمة العالمية للصناعة والتصنيع جلسة نقاش افتراضية بعنوان “دور الثورة الرقمية في تعزيز التنمية الصناعية في الصين”، وجمعت الجلسة كبار الخبراء الصناعيين الذين ساهموا في بناء وتشغيل مجموعة من أهم “المنارات الصناعية” في جمهورية الصين الشعبية.
وشهدت الجلسة مشاركة خبراء من كل من “إس إيه آي سي ماكسوس” و”رووت كلاود تيكنولوجيز” وسيمنس، والذين أكدوا على أن اتباع نهج يرتكز على العميل والاستفادة من البيانات ضروري لتعزيز القدرة التنافسية والاستدامة للقطاع الصناعي. كما تضمنت الجلسة نقاشات حول كيفية توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بشكل أوسع في نظام الإنتاج وعبر سلسلة القيمة لتعزيز التنمية الصناعية المستدامة. كما تطرق المتحدثون إلى الطرق التي يمكن من خلالها دعم المصانع التقليدية وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من توظيف التكنولوجيا المتقدمة والمنصات الرقمية في أعمالها بما يساهم في تحقيق النمو.
وبدأت جلسة النقاش بكلمات رئيسية ألقاها كل من، برناردو كالزاديلا سارمينتو، مدير إدارة الإنتاج العادل والمعايير المستدامة والتجارة في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “اليونيدو” وشيونغ مينج، نائب الرئيس التنفيذي والأمين العام للاتحاد الصيني للاقتصاد الصناعي، ونمير حوراني، المدير التنفيذي للجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع.
و قال برناردو كالزاديلا سارمينتو، مدير إدارة الإنتاج العادل والمعايير المستدامة والتجارة في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “اليونيدو”: تتمتع الصين بإمكانيات هائلة لتحقيق تنمية صناعية شاملة ومستدامة بما يتماشى مع الهدف 9 من أهداف التنمية المستدامة، وتؤيد الصين بقوة التنمية المرتكزة على الإنسان والقائمة على الابتكار، وتلتزم اليونيدو بمواصلة العمل مع الصين ومع كافة الدول الأعضاء من أجل ضمان تحقيق التحول الرقمي وتوظيفه بما يضمن بناء مستقبل مستدام ويساهم في تحقيق الازدهار.
بدوره قال شيونغ مينج، نائب الرئيس التنفيذي والأمين العام للاتحاد الصيني للاقتصاد الصناعي: يسعدنا المشاركة في استضافة سلسلة من جلسات النقاش الافتراضية التي تنظمها القمة العالمية للصناعة والتصنيع بالتعاون مع اليونيدو لتبادل أفضل الممارسات والابتكارات والتجارب والإنجازات التي حققها القطاع الصناعي الصيني خلال رحلته الطموحة لتحقيق التحول الرقمي، ونأمل أن نسلط الضوء على التجربة الصينية للمساعدة في تحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة عالميًا.
من جهته، قال نمير حوراني، المدير التنفيذي للجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع إن المنارات الصناعية الصينية تعتبر مثالاً رائدًا على الدور الذي تلعبه تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تطوير القطاع الصناعي وتعزيز استدامته ، وتسلط نقاشات اليوم الضوء على العوامل التي مكنت الصين من تحقيق نمو متسارع في اقتصادها الرقمي، وتعزيز والفرص، وتطوير الصناعات.
ودعا مدير الجلسة، تشياولي زاو، رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لليونيدو في شنغهاي، المشاركين إلى تبادل وجهات نظرهم حول كيفية تعزيز القدرة التنافسية للمنارات الصناعية من خلال توظيف التقنيات بتكلفة منخفضة وكفاءة عالية، والاستفادة من حلول الحد من الانبعاثات الكربونية كأداة لتعزيز نمو الأعمال.
وسلط الدكتور هاو جينغشيان، المدير العام لشركة “إس إيه آي سي ماكسوس للسيارات” ونائب كبير المهندسين لمجموعة “إس إيه آي سي”، الضوء على إدراج مصنع نانجينغ كأول مصنع صيني للسيارات ضمن قائمة “المنارات الصناعية” العالمية من خلال تطبيق نهج يركز على المستهلك، ودمج التخصيص الذكي على نطاق واسع عبر مجموعة منتجاته.
وتقوم شركة “رووت كلاود تيكنولوجي”، منصة إنترنت الأشياء الرائدة في الصين، بتحويل مصنع ماكينات الحفر التابع لمجموعة ساني إلى أول منارة صناعية للصناعات الثقيلة في العالم. وأكد هوانغ لوتشان، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للعمليات في رووت كلاود تيكنولوجي، أنه من الضروري توظيف التقنيات المتقدمة بشكل تدريجي في المشاريع لتقليل التكاليف وتعزيز الكفاءة، مشيرًا إلى أنه من الضروري تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وإعادة توظيفها في تحسين الإنتاج.
وقال: تتجاوز قيمة إنتاج الفرد في مصنع ماكينات الحفر التابع لشركة “ساني” 10 ملايين يوان صيني. كما تضاعفت قيمة إنتاج الفرد للمجموعة ككل بنحو 10 أضعاف، بزيادة قدرها 6 ملايين يوان صيني تقريبًا خلال العقد الماضي.
بدورها تدير سيمنس منارة صناعية في تشنغدو، وتقوم ببناء منارة صناعية رقمية متقدمة جديدة في نانجينغ باستخدام طريقة تصميم رقمي من شأنها أن تساهم في تحسين القدرة الإنتاجية بشكل كبير. وأشار الدكتور زو تشياوزون، نائب الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس الصين والمدير العام لشركة سيمنس أدفانتا الصين، إلى أن رواد الصناعة يعكفون على بناء منصات الإنترنت الصناعية الخاصة بهم لتلبية احتياجات الشركات الصغيرة والمتوسطة ودمج قدراتها الإنتاجية في أنظمة الإنتاج الخاصة بهم.
وشدد الدكتور تشياوزون على أهمية اتباع نهج شمولي عند تطوير الرقمنة أو التنمية المستدامة منخفضة الكربون، مع التركيز على كامل سلسلة القيمة خارج أرض المصنع. وقال: “فيما يتعلق بأهداف الحد من الانبعاثات الكربونية، فإن الجزء الأكبر أو ما يعادل 80% من الانبعاثات لا ينتجها المصنع، بل إنها تنتج عن خطوات التصنيع التي تسبق والتي تلي العمليات الخاصة بالمصنع. كما أن البصمة الكربونية المتولدة أثناء إنتاج منتج ما تمثل فقط حوالي 20% من إجمالي الانبعاثات التي يولدها المنتج خلال كامل عمره الافتراضي، في حين أن 80% من الانبعاثات تكون انبعاثات غير مباشرة ناتجة عن شراء المواد الخام، وتكاليف النقل لتسليم المنتج، والاستخدام النهائي للمنتج وإعادة تدويره.
وتعتبر جلسة النقاش الافتراضية هي الأولى من سلسلة الجولات الترويجيةGMIS Connect التي تنظمها القمة العالمية للصناعة والتصنيع بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) والاتحاد الصيني للاقتصاد الصناعي “CFIE”. يمكن للراغبين مشاهدة الجلسة من خلال التسجيل على الرابط التالي: https://bit.ly/3SW4HJH.
عماد العلي/ أحمد النعيمي