أطلق المجلس الثقافي البريطاني أحدث تقاريره بعنوان ” استدامة شراكات التعليم العابر للحدود في مصر وقطر والإمارات العربية المتحدة” في خلال فعاليات أقامتها جامعة ميدلسيكس دبي، وحضر فيها أساتذة ومتحدثون متميزون من الجامعات والمؤسسات التعليمية الرئيسة لقراءة النتائج ومناقشة مستقبل التعاون المستدام في مجال شراكة التعليم العابر للحدود.
يسلط التقرير الصادر بتكليف من المجلس الثقافي البريطاني والذي قامت بإجراء البحث وقدمته مجلة تايمز للتعليم العالي،الضوء على الدور الفعال لدولة الإمارات العربية المتحدة في تطوير التعليم العالي على مستوى العالم، بالإضافة إلى تأكيده على أهمية الشراكات الدولية. تخلل الفعاليات تقديم عروض من قبل مارتن دالتري (مدير المجلس الثقافي البريطاني في الإمارات العربية المتحدة) وأمير رمضان (المدير الإقليمي للمجلس الثقافي البريطاني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، إلى جانب مشاركات من قبل البروفيسور تانيا كيريازي (نائب مدير جامعة ميدلسيكس في دبي) وبين بيلي (المدير العام لجامعة برمنغهام في دبي)، وفينيسا نورثواي (المدير التنفيذي للتعليم والحياة الطلابية بجامعة هيريوت-وات) وعصمت أبو شهاب (خبير في التعليم الدولي والتعليم عبر الوطني). ركز المتحدثون على ضرورة بناء شراكات فعالة ومستدامة وعلى دور الإمارات المؤثر في الارتقاء بالمشهد العالمي للتعليم العالي.
كما تضمنت الفعاليات عرض مجموعة قصص ملهمة من خريجي جامعة ميدلسيكس دبي وجامعة هيريوت-وات وكلية ستراثكليد لإدارة الأعمال وجامعة برمنغهام وجامعة برادفورد. أشادت هذه القصص بالتأثير الإيجابي للتعليم عبر الوطني. ركزت حلقة النقاش الأخيرة على رؤية الإمارات لمستقبل التعليم العالي الدولي؛ بحيث قام كل من الدكتور نيتش سوغناني (مدير التعليم العالي في هيئة تنمية التعليم العالي) وحسين الشماع (مدير قسم الامتثال والترخيص فيدائرة رائس الخيمة للمعرفة ) وفيكي ستوت (الرئيس التنفيذي لوكالة الجودة) ببحث الفرص المستقبلية للشراكات الدولية في هذا المجال.أشار التقرير إلى جامعة ميدلسيكس دبي على أنها نموذج ناجح للتعليم العابر للحدود ، باعتبارها أكبر فرع دولي لجامعة بريطانية في الإمارات العربية المتحدة مع أكثر من 6300 طالب من أكثر من 120 جنسية. تُعَدُّ جامعة ميدلسيكس دبي رائدة في تطوير التعليم العالي من خلال تقديم برامج متنوعة تتماشى مع أولويات دبي الاقتصادية وتُعِدُّ الخريجين للانخراط في سوق العمل العالمي.
شارك في الاجتماع عدد من الأسماء البارزة في قطاع التعليم حيث تبادلوا الآراء حول تفعيل أطر التعليم العابر للحدود المستدام وتجارب الخريجين والرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة فيما يتعلق بالشراكات الدولية. ارتكز الحوار على أهمية بناء شراكات منصفة تساهم في إنشائها جميع الأطراف المعنية، بالإضافة إلى الحاجة لزيادة فرص التعارف ومشاركتها.
المعلومات والاستنتاجات الأساسية
يشير التقرير إلى دور الإمارات المهم في التعليم العابر للحدود ، خاصة في ضوء تسجيل 21825طالبًا في برامج المملكة المتحدة للتعليم العابر للحدود في 2022-2023. لا تزال الإمارات العربية المتحدة تشكل وجهة بارزة للتعليم الدولي في ظل اقتصادها المزدهر وتنوعها الاقتصادي الاستراتيجي، وتركيزها على تعزيز فرص العمالة الإماراتية. مع تزايد الطلب على التعليم العالي، شهدت البلاد اقبال 10380 طالبًا على الدراسات العليا في 2022-2023؛ والجدير بالذكر أن 38٪ من طلاب الدراسات العليا في الإمارات العربية المتحدة لجؤوا إلى اعتماد أشكال التعلم المرنة، مما يعكس الطلب المتزايد على خيارات التعليم السهلة المنال. كما تسلط النقاط الأساسية الواردة في التقرير الضوء على التحول الذي شهدته الإمارات، وخاصة دبي، على مدى العقدين الماضيين، إذ أنها أصبحت مركزًا إقليميًا وعالميًا رئيسيًا للتعليم العابر للحدود ، بحيث إستضافت أكثر من 237000 طالبًا دوليًا في العام 2023؛ بالإضافة إلى تواجد تسع شركات بريطانية عالمية في دبي وحدها، مما يجعلها غنية بالعروض الشاملة والمتخصصة على حد سواء.
أفاد مدير المجلس الثقافي البريطاني في الإمارات العربية المتحدة، مارتن دالتري، تعليقًا على نشر التقرير:
“تؤكد نتائج هذا التقرير على دور الإمارات المتنامي كدولة رائدة إقليميًا في مجال التعليم مع توسع انخراطها في التعليم العابر للحدود. يجدد المجلس الثقافي البريطاني التزامه بتعزيز شراكات التعليم عبر الوطني المستدامة، بما يضمن إستمرار إزدهار الإمارات في قطاع التعليم على مستوى العالم. إن الاستثمار الاستراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة في التعليم وتركيزها على تنويع اقتصادها من خلال التعليم يؤثر بشكل بارز على جذب المواهب الدولية إليها ودفع عجلة الابتكار وتعزيز فرص عمل الطلاب.”
أضاف نائب مستشار جامعة ميدلسيكس ومدير جامعة ميدلسيكس دبي، الأستاذ سيدوين فيرنانديز:
“ تفخر جامعة ميدلسيكس دبي بلعب دور كبير في النهوض بالتعليم عبر الوطني داخل الإمارات ودعم شراكات التعليم العابر للحدود, التي تلبي الاحتياجات المحلية والعالمية. باعتبارنا أحد رواد وأكبر فروع الجامعات العالمية في البلاد، فإننا نركز باستمرار على الاستدامة المالية والتسجيل الملحوظ للطلاب وتقديم برامج متنوعة تتماشى مع الأولويات الاقتصادية لدبي. يؤكد هذا التقرير من جديد على أهمية التعاون الدولي في تعزيز تجارب الطلاب وتبادل الثقافات والمساهمة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة.”
أعطت الفعاليات الافتتاحية في حرم جامعة ميدلسيكس في دبي المشاركين فرصة الاطلاع و مناقشة الأفكار الرئيسية حول مستقبل التعليم العابر للحدود في الإمارات العربية المتحدة، مع التأكيد على الحاجة إلى شراكات مستدامة والتعاون بين المؤسسات العالمية بما يتناسب مع الأولويات التعليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة. إن المجلس الثقافي البريطاني ملتزم بدعم رؤية الإمارات التعليمية من خلال تعزيز الاستدامة طويلة الأمد وتعزيز الابتكار والتعاون العالمي في مجال التعليم العالي.