المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ينظّم ورشة تدريبية لبناء قدرات الفنانين في رسم الحكايات الشعبية الإماراتية

شبكة أخبار الإمارات ENN

ضمن المرحلة الثانية من مشروع “كتب صُنعت في الإمارات” الذي ينظّمه المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، استضاف “بيت الحكمة” في الشارقة على مدار ثلاثة أيام، ورشة عمل لرسامي كتب الأطفال الإماراتيين، تحت إشراف الفنان التشكيلي مجدي الكفراوي، وبهدف التعبير البصري عن الحكايات الشعبية الإماراتية التي تم جمعها وإعادة كتابتها من قبل المؤلفين الإماراتيين في المرحلة الأولى من المشروع التي اختتمت في سبتمبر الماضي.

وكان المجلس الإماراتي لكتب اليافعين قد أطلق مشروع “كتب – صُنعت في الإمارات” عام 2012 بهدف تشجيع تطوير كتب إماراتية الصنع للأطفال واليافعين، كُتبت ورسمت بأنامل إماراتية لتعكس القيم والتقاليد وثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة. ويسعى المشروع إلى بناء قدرات ومهارات الكُتّاب والرسامين الإماراتيين الشباب، تحت إشراف مجموعة من أبرز الرسامين والمؤلفين والخبراء المشهورين على مستوى العالم. 

وقالت مروة العقروبي، رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: “يأتي هذا المشروع ضمن جهودنا المستمرة لتعزيز المحتوى الأدبي والفني الذي يعكس الهوية الإماراتية، ويقدّم للأطفال واليافعين قصصاً مستوحاة من تراثهم الثقافي الغني. ومن خلال دمج الفن بالسرد القصصي، نهدف إلى إحياء الحكايات الشعبية الإماراتية بأسلوب بصري جاذب يعكس روحها الأصيلة ويُقربها من الأجيال الجديدة”.

وأضافت: “يُعد تمكين المواهب المحلية من الُكتّاب والرسامين، أحد الأهداف الرئيسية لهذا المشروع، حيث نعمل على تزويدهم بالمهارات والخبرات التي تعزز قدرتهم على إنتاج أعمال عالية الجودة. ونأمل أن تسهم هذه الورشة بفتح آفاق جديدة للمبدعين الإماراتيين في مجال كتب الأطفال، وتمكينهم من تقديم قصصنا التراثية للعالم بأسلوب مبتكر ومتميّز، لتعزيز مكانة الأدب الإماراتي في المشهد الثقافي المحلي والدولي. من خلال هذه المبادرات، يسعى المجلس الإماراتي لكتب اليافعين إلى توفير بيئة داعمة للمواهب الأدبية والفنية، وتحفيز الإنتاج الأدبي الموجه للأطفال واليافعين”.

وخلال الورشة، تمكّن الرسامون المشاركون من صقل مهاراتهم الفنية، مع التركيز على إبراز التفاصيل الصغيرة المرتبطة بالحكايات الشعبية الإماراتية، بحيث يتم سرد هذه القصص عبر الفن كما هو بالكتابة. ونجح المشاركون عبر ما تضمنته الورشة من تمارين عملية ونقاشات مستفيضة وتقييمات احترافية، في التعرّف على كيفية تجسيد روح هذه الحكايات مع التأكيد على أصالة الهوية الإماراتية والعناصر التراثية الدقيقة وتوظيف الفن في سرد الحكايات الشعبية.

وحرص المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في النسخة الحالية من المشروع على التركيز على الحكايات الشعبية الإماراتية (الخراريف)، لجمعها وتوثيقها وإعادة كتابتها لتناسب الأطفال والشباب، وذلك بإشراف خبراء في التراث الإماراتي وأدب الأطفال، وتضمنت المرحلة الأولى عملية جمع الحكايات الشعبية الشفهية من كبار السن والكتب والدراسات السابقة، مثل منشورات معهد الشارقة للتراث، مع استبعاد الحكايات التي تم جمعها وكتابتها بالفعل في إصدارات سابقة من المشروع. 

وفي المرحلة التالية نظّم المجلس ورشة لمراجعة القصص المجمعة للتأكد من دقتها وتوثيقها بشكل صحيح، وإعادة كتابة القصص لتناسب الفئات العمرية المختلفة، ومن ثم تم إرسال النصوص للمراجعة وتلقي الملاحظات من الخبراء. وبعد ذلك عمل الفريق على تنقيح النصوص لتحقيق النسخة النهائية، قبل تنظيم الورشة الأخيرة لرسم الحكايات، ومن ثم سيقوم المجلس بتنظيم معرض لهذه الأعمال بحضور عدد من دور النشر المحلية لتسهيل عملية شراء الحقوق ونشر الأعمال. 

ويُشكّل هذا المشروع استمراراً لجهود المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في تطوير كتب الأطفال واليافعين بدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال برامج تدريبية ومشاريع مبتكرة تُسهم في الارتقاء بجودة المحتوى المحلي. ومن المقرر أن يشهد المشروع خلال المراحل المقبلة المزيد من التعاون بين الكُتّاب والرسامين، بما يضمن خروج القصص الإماراتية بأسلوب إبداعي يعكس التراث الثقافي الغني ويتناسب مع اهتمامات القرّاء الصغار.

شاهد أيضاً