المؤتمر الدولي الثالث للدراسات الإسلامية يختتم أعماله في أبوظبي ويصدر توصياته.

شبكة أخبار الإمارات ENN

 اختتمت في أبوظبي اليوم أعمال المؤتمر الدولي الثالث للدراسات الإسلامية، الذي نظمته جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، تحت عنوان “المواطنة والهوية وقيم العيش المشترك”، وبمشاركة شخصيات علمية بارزة وقيادات دينية مؤثرة، تمثل مؤسسات أكاديمية ودينية مرموقة في مختلف دول العالم، وجاء المؤتمر استجابة لحاجة متجددة في الفكر المعاصر إلى مراجعات شاملة لمفاهيم المواطنة ومتطلباتها، باعتبارها منظومة شاملة من القيم والأحكام والإجراءات، تتجلى فيها علاقات الإنسان بوطنه ودولته وتاريخه وشركائه في العيش.

وأكد المشاركون في ختام المؤتمر أن المواطنة في فكر صاحب السّموّ الشّيخ محمّد بن زايد آل نهيّان رئيس الدّولة -حفظه الله- تجاوزتْ مستوى الطّرح النّظريّ المجرّدِ إلى مستوى التّجسّد في سياساتٍ تشريعيّة مُلزِمةٍ، ومبادراتٍ عمليّةٍ واقعيّةٍ، أسهمت في بناء المواطن الإماراتيّ، المعتزّ بهويّته الوطنيّة، والوفيّ لقيادته الرّشيدة، والمتفاني في خدمة وطنه، والعملِ في سبيل تقدّمه وريادته في مختلف المجالات.

وأشاروا إلى أن نجاحَ التّجربة الإماراتيّة في المواطنة يشهدُ به استيعابُها لمختلف الجنسيّاتِ والثّقافات والأديان، وتعتبر مصدرُ إلهام للمجتمعات والشّعوبِ، يفتحُ أمامَها باب الأمَل في مداواةِ أدواء الفُرقةِ والاختلاف، بقيم الانتماء الوطنيّ الحاسمِ لأسبابِ الفتنة والفسادِ، والضّامنِ للتّماسكِ والتّلاحمِ، والمحقّق للتّسامحِ والتّسالُمِ والتّعايُش والاستقرار. 

وناقشت مداولات المؤتمر على مدار يومين ثلاثة محاور رئيسية شملت، المواطنة والانتماء: مداخل فلسفية وأبعاد قيمية، والمواطنة في الواقع المعاصر، والمواطنة ورهانات المستقبل: الفرص والآمال.

وأصدر المؤتمر في ختام أعماله عددا من التوصيات تضمنت: العناية بالفتوى والخطاب الديني وفق قواعد علمية تراعي مقاصد الشريعة، وعلى رأسها حفظ الوطن، وتحقيق العدل، مع تحصين منصات الإفتاء عن غير المؤهلين، إلى جانب العنايةُ بقيمِ المواطنةِ وثقافةِ السّلامِ في البرامج والمناهج التّربويّة والتّعليميّة، في مختلف المراحل الدّراسيّة بالدولة، وإطلاق مشروع دليل المواطنة والهوية الوطنية وقيم العيش المشترك، ليكون مرجعًا للباحثين وطلاب الجامعات، تشرف عليه جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين للجامعة، حيث يطلق الشروع عام 2026م، إضافة إلى إنشاءُ منصّة إلكترونيّة متخصّصة في المواطنة وقيم العيش المشترك، تعنى بمتابعة ما يرتبط بها من مستجِدّ القضايا، وبحثها من منظورِ مختلِف التّخصّصات، وبالمناهج والمقاربات المتنوعة، كما تضمنت التوصيات إطلاق برنامج تدريبيّ للأئمة والوعّاظِ، يتلقّون فيه تكوينًا متينًا في الهوّيّة الوطنيّة، وكيفيّة استثمار الخطاب الدّينيّ في تعزيزها، على أن يتوّجَ بنيل المتخرّجين منه شهادةَ دبلومٍ معتمدةٍ، وإدراج مفهوم “أمن الهوية” ضمن البرامج التعليمية، من خلال المؤتمرات والورش الأكاديمية، وأخيرا إطلاق ورش علمية تفاعلية تحت عنوان “المواطنة والهوية وقيم العيش المشترك” مع الشركاء الاستراتيجيين من الجامعات والمراكز البحثية في مختلف أنحاء العالم.

وقال سعادة الدكتور خليفة مبارك الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، إن المؤتمر حقق نجاحا كبيرا في أهدافه ومضامينه العلمية والفكرية، وذلك من خلال المشاركة الواسعة في أعماله من الخبراء والعلماء والأكاديميين من داخل الدولة وخارجها، وأشاد بدورهم في إثراء فعالياته ومداولاته بعلمهم وخبرتهم، مشيرا إلى أن التوصيات التي خرج بها المؤتمر من شأنها تعزيز مجالات البحث والدراسة في مجال المواطنة والهوية وقيم العيش المشترك، وتعريف الأوساط العلمية والأكاديمية بمبادرات جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية المرتبطة بمفهوم المواطنة، في أبعادها الفلسفية والدينية والتربوية.

وأكد الظاهري حرص الجامعة على متابعة التوصيات وتنفيذها على أرض الواقع، معربا عن شكر الجامعة وتقديرها لجميع المشاركين الذين حضروا إلى العاصمة أبوظبي لتقديم عصارة فكرهم وخبرتهم في هذا المجال الحيوي.

شاهد أيضاً