أبوظبي في 28 نوفمبر /وام/ أعلنت “القابضة” (ADQ)، وهي شركة استثمار سيادية عالمية، تركز على الاستثمار في البنية التحتية الأساسية وسلاسل الإمداد، عن إبرام اتفاقية مع شركة Finnforel، المتخصصة في تقنيات الاستزراع المائي ومقرها فنلندا، بهدف دراسة جدوى إنشاء مزرعة لتربية الأسماك في منطقة برية في دولة الإمارات، بطاقة إنتاجية تصل إلى 3 آلاف طن سنوياً. وبموجب الاتفاقية، من المتوقع أن تتعاون “القابضة” (ADQ) مع شركة Finnforelبهدف استزراع أسماك السلمون المرقّط التي تعيش في المياه الباردة، من خلال تقنية إعادة التدوير لنظام الاستزراع المائي (RAS). وتستخدم هذه التقنية أنظمة ترشيح بيولوجي متطورة تساعد على التحكم بجميع العوامل البيئية الأساسية، وتوفر بيئة صحية داخلية مناسبة لعيش السمك، كما تقوم بإعادة تدوير واستخدام المياه ضمن نظام مغلق يضمن جودة المياه وعدم وجود مخلفات عضوية فيها. وتساهم التقنية في تحسين إنتاج الأسماك طوال العام بغض النظر عن الظروف البيئية الخارجية. وعند اكتمال الدراسة، سيشكل تطوير مزرعة تربية الأسماك أول تطبيق لتقنية RAS على نطاق واسع في الإمارات، ما يسهم في تعزيز قطاع الأغذية والزراعة في الدولة. وستعتمد المنشأة على مفهوم الاستزراع المائي الداخلي الفريد الخاص بشركة Finnforel. يذكر أن شركة Finnforel تأسست عام 2015 وتتخصص في تقنيات الاستزراع المائي المبتكرة، كما تدير حالياً منشأتين تعملان بتقنية RAS في فنلندا بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 3 آلاف طن سنوياً. وتعتمد الشركة استراتيجية متكاملة تبدأ من مرحلة التفريخ وصولاً إلى عمليات الاستزراع والتعبئة، كما تتميز بكفاءة عالية وتسعى لمضاعفة قدراتها الإنتاجية عبر التوسع عالمياً بحلول عام 2032. وبهذه المناسبة، قال منصور الملا، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة في “القابضة” (ADQ): “يعكس تعاوننا مع شركة Finnforel التزامنا بتوظيف أحدث التقنيات التي تساهم في تعزيز الإمكانات المحلية لإنتاج الغذاء في أبوظبي، إذ تلبي الواردات غالبية الطلب المحلي على البروتين في الإمارات، ونحن نعمل على سد الفجوات في سلسلة التوريد عبر اعتماد أساليب جديدة لإنتاج مأكولات بحرية عالية الجودة وذات قيمة غذائية تسهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.” من جانبه، قال بيكا فيلياكاينين، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لمجموعة Finnforel: “نتطلع من خلال تعاوننا مع “القابضة” (ADQ) إلى بدء مسيرة جديدة من النمو والنجاح. يؤكد واقع إنتاج الأغذية حول العالم ضرورة تعزيز الأمن الغذائي، حيث سيتعين على جميع الدول في المستقبل القريب إنتاج معظم الأغذية محلياً، بما في ذلك الأسماك الطازجة. وتتمثل مهمتنا في بناء شبكة من المنشآت المحلية القائمة على نهجنا المتكامل والناجح، والتي تضمن إنتاج الأغذية بطريقة مستدامة ومسؤولة”. وكان تقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) قد أشار إلى أن الأغذية المائية تشكل 15% من البروتينات الحيوانية حول العالم. وبلغت حصة الفرد من الاستهلاك العالمي الظاهري للأغذية المائية 20.6 كلغ في عام 2021، حيث ارتفعت هذه الحصة بنسبة تفوق الضعف خلال السنوات الستين الماضية. وتتوقع “الفاو” أن يرتفع الاستهلاك بنسبة 12% بحلول عام 2032. وفي عام 2022، تخطت تربية الأحياء المائية لأول مرة في التاريخ مصائد الأسماك الطبيعية كمصدر رئيسي لإنتاج الحيوانات المائية، حيث حققت رقماً غير مسبوق وصل إلى 94.4 مليون طن.