وقعت مؤسسة الشارقة للفنون مذكرة تفاهم مع متحف الثقافة البصرية «إم+»، يوم الأحد 24 مارس/ آذار 2024، خلال قمة هونغ كونغ الثقافية الدولية التي نظمتها هيئة منطقة غرب كولون الثقافية.
وتأتي هذه المذكرة التي وقعتها كلٌّ من الشيخة نوار القاسمي مدير مؤسسة الشارقة للفنون، وسوهانيا رافيل مديرة متحف «إم+» كجزءٍ من مبادرة أوسع لإنشاء شراكات طويلة الأمد بين هيئة منطقة غرب كولون الثقافية و21 مؤسسة فنية وثقافية رائدة من جميع أنحاء العالم.
وأكّدت القاسمي خلال حفل التوقيع على أهمية الشراكات الفنية مع مؤسسة عالمية مرموقة مثل «إم+»، قائلةً: «تضع هذه المذكرة إطاراً لعملنا المستقبلي معاً، وتؤكد التزامنا في مؤسسة الشارقة للفنون بإنتاج وعرض الفن المعاصر، فمنذ تأسيسها في عام 2009، عملت المؤسسة على تعميق وفهم الدور التغييري للفن، ونحن ملتزمون ببناء المزيد من الجسور عبر مجتمع الفنون الدولي، وتعزيز شراكاتنا في هونغ كونغ التي تعتبر واحدة من أكثر المناطق الثقافية حيوية على مستوى العالم».
وأشارت إلى أن التعاون بين المؤسستين يعود إلى عام 2023 حيث قامتا بتكليف مشترك لإنتاج عمل «مقبرة الطاووس» للفنان أمار كانوار، والذي عُرض خلال «بينالي الشارقة 15»، ويعرض حالياً في متحف «إم+» ضمن معرض «شانشوي: أصداء وإشارات»،
يستكشف «مقبرة الطاووس» رحلة الموت الحتمية وتأثيراتها وتشابكاتها التي تنعكس على الأحياء من خلال صور الطبيعة وقصص قصيرة شبيهة بالحكايات تنتقل عبر سبع شاشات، ناسجاً العديد من البنى السردية مثل الفولكلور التقليدي، والخيال التأملي، والمذكرات الشخصية لإحياء الفلسفات القديمة عند التعامل مع صعود أشكال جديدة من العنف والقمع المعاصر، كما يلجأ الفنان إلى استخدام أساليب التحرير والإعداد المختلفة، ليقدم وجهة نظر شعرية يمكن من خلالها النظر في أساليب جديدة للمقاومة والمصالحة والسياسة.
كما تشارك المؤسسة ضمن أسبوع هونغ كونغ للفنون الذي يقام على هامش القمة، بجلستين حواريتين، تحمل الأولى عنوان: «التقييم الفني باعتباره ممارسة تعاونية: تمثيل منطقة جنوب شرق آسيا وغيرها في سياق الشرق الأوسط» أما الثانية فتقام تحت عنوان: «كيف نبني بينالي معاً».
وبالإضافة إلى مؤسسة الشارقة للفنون، قامت مؤسسات أخرى بتوقيع مذكرات تفاهم مع «إم+»، بما في ذلك متاحف مثل مركز بومبيدو في فرنسا، ومتحف بيكاسو الوطني في باريس، والمركز الوطني للفنون في طوكيو، اليابان، ومتحف ليوم للفنون، ومؤسسة سامسونج للثقافة في كوريا، ومتاحف قطر، ومتحف تيت في المملكة المتحدة. علاوة على ذلك عُقدت أيضاً شراكة مع معهد غيتي كونسيرفيشن في الولايات المتحدة للمساهمة في جهود الحفظ، وكذلك مع مراكز أرشيفية سينمائية مثل أرشيف الأفلام الآسيوية في سنغافورة وأرشيف الأفلام في تايلاند.
حول متحف الثقافة البصرية «إم+»:
يختص متحف الثقافة البصرية باقتناء الفنون البصرية والتصاميم والعمارة وصور التحريك والثقافة البصرية من هونغ كونغ خلال القرنين العشرين والحادي والعشرين، ويعمل على عرضها وتقديمها. يقع المتحف في منطقة غرب كولون الثقافية، ويعدّ أحد أكبر متاحف الثقافة البصرية الحديثة والمعاصرة على مستوى العالم، ويطمح إلى أن يكون ضمن نخبة المؤسسات الثقافية الرائدة عالمياً. يعبّر إم+ عن نوع جديد من المتاحف التي تعكس الطابع الاستثنائي لزماننا ومكاننا، وتبني على التوازن التاريخي التي تتميز به هونغ كونغ بين المحلي والعالمي، بهدف التعبير عن آسيا القرن الحادي والعشرين بطريقة مميزة ومبتكرة.
حول منطقة غرب كولون الثقافية:
تعد منطقة غرب كولون الثقافية من أكبر المشاريع الثقافية وأكثرها طموحاً على مستوى العالم، حيث تتمحور رؤيتها حول إنشاء حي ثقافي جديد حيوي في هونج كونج على مساحة أربعين هكتاراً من الأراضي الواقعة بالقرب من ميناء فيكتوريا، وتضم المنطقة مجموعة متنوعة من المسارح ومنصات الأداء والمتاحف، وتستهدف إنتاج واستضافة العديد من المعارض والفعاليات الثقافية والأدائية، مستفيدة من مساحات مفتوحة عامة تمتد على ثلاثة وعشرين هكتاراً، بما في ذلك ممشى الواجهة المائية الذي يمتد على مساحة 2 كيلو متر.
حول مؤسسة الشارقة للفنون
تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.