في إطار حرص إمارة الشارقة على تعزيز مكانة القرآن الكريم في المجتمع، وتحت رعاية المنتدى الإسلامي، اختُتمت صباح اليوم الأحد الموافق 2025/05/، فعاليات اليوم الثاني من الندوة العلمية “أساليب تعليم القرآن الكريم للطفل بين التاريخ والمعاصرة”، والتي أقيمت في مقر المنتدى الإسلامي بالشارقة، وشهدت حضوراً علمياً وثقافياً مميزاً من نخبة المختصين والمهتمين بتعليم القرآن الكريم وعلومه.
استُهلت جلسات اليوم الثاني بمحور علمي ثري قدمه فضيلة الدكتور محمد عبطان، الواعظ في دائرة الشؤون الإسلامية بالشارقة، وناقش من خلال مداخلته العلمية موضوع “جهود المسلمين لحفظ القرآن – دراسة في الآثار والفوائد”، مستعرضاً السياق التاريخي لرحلة تعليم القرآن الكريم في العصور الإسلامية الأولى، ومبيناً كيف شكّل حفظ القرآن ركيزة أساسية في تربية الأجيال، وحماية الهوية الإسلامية، ونقل القيم الروحية والأخلاقية. كما أكد د.عبطان على دور حلقات التحفيظ التقليدية في ترسيخ مكانة القرآن الكريم في المجتمعات المسلمة، داعياً إلى ضرورة التوازن بين الأصالة والتحديث في أساليب التعليم.
أما الجلسة الختامية، فقد كانت بإدارة الأستاذة صبيحة النمر، مقرئة القراءات بمجمع اللغة العربية في الشارقة، وتناولت محور “أحدث الأساليب والممارسات في تعليم القرآن”، مقدمةً عرضاً تفصيلياً للتقنيات الحديثة التي يمكن توظيفها في تعليم القرآن للأطفال، بما يشمل الوسائط المتعددة، والتطبيقات الذكية، ومنصات التعليم عن بعد، واستعرضت نماذج ناجحة من مؤسسات قرآنية استطاعت دمج التقنيات الرقمية بأساليب التدريس التقليدية، ما ساهم في زيادة إقبال الأطفال على الحفظ والتعلم بأسلوب جذاب ومؤثر.
وخلصت الندوة إلى جملة من التوصيات الهامة، أبرزها:
- حث للوالدين إلى إلحاق أبنائهم بالمراكز التعليمية متخصصة بتعليم القرآن الكريم بإمارة الشارقة، والتي تجمع بين الأساليب التقليدية والرقمية الحديثة.
- تشجيع طلبة البحوث والدراسات الإسلامية المتعلقة بإبتكار طرق تعليم القرآن للأطفال، مع التركيز على الأبعاد النفسية والتربوية.
- تعزيز حلقات التعاون بين المؤسسات التعليمية والجهات التطبييقية المعنية بتعليم القرآن لتطوير المناهج والأساليب.
- تنظيم دورات تدريبية متخصصة للمعلمين والمقرئين للمراجعة ولتأهيلهم على القراءات القرآنية لاستخدام الوسائل التقنية الحديثة.
- دعم المبادرات المجتمعية عبر المؤسسات المجتمعية مثل الأندية الثقافة الرياضية، ومراكز الطفولة، والناشئة بالإمارة، بهدف نشر ثقافة حفظ القرآن وتعليمه للأطفال في بيئات متنوعة ومحفزة وآمنة.
وقد عبر المشاركون عن شكرهم وامتنانهم للمنتدى الإسلامي في الشارقة على تنظيم هذه الندوة العلمية النوعية، التي أثرت النقاشات وأسهمت في تطوير رؤية جديدة لتعليم القرآن الكريم في ظل تحديات العصر.