الشَّارقة في 15 نوفمبر/وام/ استضاف معهد أفريقيا، جامعة الدِّراسات العالمية، (GSU) في الشَّارقة، أمس مؤتمرا علميا بعنوان “الاتِّجاهات الجَّديدة في الاقتصاد السِّياسي الأفريقي”، والذي يستمر ثلاثة أيام بمشاركة خبراء عالميين.
يقدم الحدث مناقشات نقدية حول مستقبل الاقتصاد السِّياسي في أفريقيا، والتي تتمحور حول الإرث الفكري للأستاذ الرَّاحل ثانديكا مكنداويري، أحد أكثر الاقتصاديين السِّياسيين تأثيرا في أفريقيا.
وقالت الشيخة حور القاسمي رئيسة جامعة الدِّراسات العالمية، في كلمتها الافتتاحية، إن المؤتمر يسعى إلى تكريم ثانديكا مكانداوير، والتّأمُّل في أهمية انجازاته العلمية في الاقتصاد السِّياسي الأفريقي اليوم وفي المستقبل، لافتة إلى أن المؤتمر يضم حوالي 22 باحثا، بما في ذلك زملاء مكانداويري وأصدقاؤه، إضافة إلى العلماء النَّاشئين الذين تأثَّروا في نشاطاتهم الأكاديمية بأبحاثه العلمية.
من جهته قال البروفيسور صلاح محمد حسن مدير الجامعة، عميد معهد أفريقيا (GSU)، إن المؤتمر يأتي في لحظة حاسمة بالنِّسبة لأفريقيا، حيث يستمر دور القارة في الاقتصاد العالمي في التَّطوُّر في خضم تحدِّيات جديدة.
ويتيح المؤتمر منصَّة فريدة للتَّفكير في الأبحاث الرَّائدة لمكنداويري، التي أعادت تشكيل الفهم التَّقليدي للتَّنمية الإفريقية، مع التأكيد على دور أفريقيا، وتظلُّ أعماله العلمية لا غنى عنها للعلماء وصانعي السِّياسات والمؤسَّسات.
وقال قريف تيشلوا رئيس قسم العلوم الاجتماعية وأستاذ مشارك في الاقتصاد السِّياسي في جامعة الدِّراسات العالمية، ومعهد أفريقيا ، منظم المؤتمر، إن ثانديكا مكانداويري كان أكثر من مجرد عالم من الدَّرجة الأولى، فقد نجح أيضا في إعادة تشكيل كيفية فهم الاقتصاد السِّياسي الأفريقي بشكل جذري.
ويشهد الحدث مشاركة يجتمع فيه أكثر من 25 متحدِّثا متميِّزًا من المؤسَّسات الرَّائدة في دولة الإمارات العربية المتَّحدة وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الشَّمالية لإلقاء الكلمات الرَّئيسة وجلسات النِّقاش والحوارات من مؤسَّسات مرموقة مثل جامعة كورنيل، وجامعة ستيلينبوش، ومركز دراسات التَّنمية الأفريقية (CODESRIA)، وجامعة جنوب أفريقيا، وجامعة هوارد، وجمعية الاقتصاد التَّنموي الدَّولي.
ومن أبرز نقاط المؤتمر التي يسلط الضوء عليها الكلمة الرَّئيسة الافتتاحية حول تفكيك الاستعمار الفكري في أفريقيا التي قدمها بول تامبا زيليزا مستشار أول للمبادرات الإستراتيجية في جامعة هوارد، فيما يقود عبدالله حمدوك الرَّئيس التَّنفيذي لمركز التَّنمية والاستثمار في أفريقيا (CADI)، نقاشًا حول بناء مجتمعات أكاديمية تقدمية في أفريقيا ، ويقدم فيجاي برشاد المدير التَّنفيذي لمعهد ترايكونتينتال للبحوث الاجتماعية الكلمة الرَّئيسية الثَّانية، هل يمكننا بناء معارف علمية لشعبنا؟، والتَّجول على شاطئ ديربان مع تانديكا ماكنداويري في عام 2001، من أجل إعادة إحياء الإنتاج الفكري في الجنوب العالمي.
وتقدم بومولا قوبدو ماديكيزيلا أستاذة كرسي دراسات تاريخ العنف والصّدمات في المؤسَّسة الوطنية للبحوث في جنوب أفريقيا، الكلمة الرَّئيسة الختامية حول الصَّدمة التاريخية وإنتاج المعرفة.
أما قدوين مورونقا الأمين التَّنفيذي لمجلس تطوير البحوث الاجتماعية في إفريقيا (CODESRIA) يقدِّم عرضا عن المنهجيات المستندة إلى الواقع، وهي القوة الكامنة وراء أعمال تانديكا ماكنداويري.
كما يتضمن المؤتمر خمس جلسات نقاش يرأسها أعضاء من هيئة التَّدريس في معهد أفريقيا، مع التَّركيز على الموضوعات الحاسمة في الاقتصاد السِّياسي الأفريقي.
ومن المتوقع أن تسفر هذه المناقشات عن سلسلة من الأوراق السِّياسية والعلمية التي يمكن أن تؤثِّر على الإستراتيجيات الاقتصادية الأفريقية في السَّنوات المقبلة.