الشارقة في 13 أغسطس / وام / تعمل إمارة الشارقة على بناء بيئة ذكية وآمنة تعزز استقلالية كبار المواطنين، وتسهم في رفع مستوى رفاههم، من خلال الدمج المتوازن بين التكنولوجيا الحديثة والرعاية المجتمعية.
ويأتي هذا التوجه في إطار الرؤية المستقبلية للرعاية الاجتماعية في الإمارة، حيث يتم تطوير نماذج مبتكرة تُمكّن كبار السن من الاستفادة من الخدمات بسهولة وفاعلية، بما يضمن لهم جودة حياة كريمة ومستدامة.
وتولي إمارة الشارقة أهمية كبيرة لدور كبار السن في المجتمع، ليس فقط من خلال توفير خدمات الرعاية، بل أيضا عبر دعم مشاركتهم المجتمعية، وتفعيل حضورهم في مختلف الفعاليات الثقافية والتعليمية والرياضية.
كما يتم تصميم برامج تدريب رقمية تراعي قدراتهم، بهدف تعزيز مفهوم “الشيخوخة النشطة” وتمكينهم من التفاعل الإيجابي مع المنظومة الرقمية في الإمارة.
وتأتي هذه الجهود ضمن إستراتيجية شاملة تقودها الشارقة، وفق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لترسيخ مكانتها مدينة مراعية للسن، تقوم على رؤية إنسانية شاملة، تستند إلى الابتكار، والشراكة المجتمعية، وجودة الحياة.
وفي إطار تعزيز جودة حياة كبار المواطنين، تواصل الشارقة تطوير منظومة رعاية متكاملة تستثمر في التقنيات الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعي، ضمن مساعيها لتقديم خدمات ذكية وشاملة تلبي احتياجات هذه الفئة.
وانسجاما مع الإستراتيجيات الاجتماعية والصحية في الإمارة، والتي تهدف إلى تسهيل وصول كبار السن إلى الخدمات وتحسين مستوى الرعاية المقدمة لهم، شهد ملتقى “خدمات كبار السن” الذي نظمته دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة عام 2024، تحت شعار “الذكاء الاصطناعي في خدمة كبار السن”، طرح مجموعة من التوصيات الهادفة إلى تطوير هذه الخدمات.
وتضمنت أبرز التوصيات، تعزيز التعاون مع القطاع الخاص لإطلاق برامج تقنية متخصصة، وتشكيل لجان استشارية تضم كبار السن للمشاركة في صنع القرار، وتوسيع نطاق استخدام الأدوات الذكية في الرعاية الصحية، إلى جانب تطوير منصات رقمية تربط بين مقدمي الخدمات الطبية والاجتماعية.
واستجابة لهذه التوصيات، طورت الشارقة عددا من المنصات الذكية التي تُسهّل تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية، من أبرزها “المستشار الاجتماعي الافتراضي”، الذي يمكن كبار السن من التواصل مع مقدمي الخدمات من منازلهم عبر وسائل مرئية وصوتية، و”الجليس الافتراضي”، الذي يستخدم شاشات تفاعلية داخل المنازل لتقديم الدعم التمريضي والنفسي، وتطبيق “ليمب” وهو منصة رقمية للتمارين التأهيلية المنزلية، تتيح للأخصائيين تصميم برامج علاجية ومتابعة تنفيذها عن بعد، مما يعزز كفاءة الرعاية الصحية المنزلية.
وبالتوازي مع التطوير الرقمي، تواصل الشارقة توفير خدمات ميدانية داعمة تشمل، العيادات الطبية المتنقلة، وخدمات التمريض المنزلي، وتوصيل الأدوية لكبار السن، وخدمة “مشوار” لنقلهم إلى المراكز الصحية، وخدمة “إجابة” التي تتيح إنجاز المعاملات الحكومية من المنزل، والتي انطلقت عام 2022.
كما تواصل الإمارة تعزيز المشاركة المجتمعية لكبار السن من خلال إشراكهم في مختلف الفعاليات الثقافية والرياضية والتعليمية، إلى جانب توفير برامج تدريب رقمية مصممة بما يتناسب مع قدراتهم، بما يساهم في دمجهم الفاعل في المجتمع وتحقيق الرفاه الشامل.