وقّعت كلية الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية في الشارقة اتفاقية جديدة مع الجامعة الأميركية في واشنطن العاصمة، لإطلاق مسار أكاديمي بنظام 4+1 لطلبة أميركية الشارقة المتخصصين في علوم البيئة والاستدامة. ويتيح هذا البرنامج للطلبة المؤهلين الحصول على درجة الماجستير في علوم البيئة من الجامعة الأميركية في واشنطن خلال عام إضافي واحد فقط بعد إنهائهم دراسة البكالوريوس في الجامعة الأميركية في الشارقة.

تبني الاتفاقية على أكثر من عشرين عامًا من العلاقات المؤسسية بين الجامعتين، والتي تعود في تاريخها إلى تأسيس الجامعة الأميركية في الشارقة. جاءت هذه الاتفاقية  بمبادرة من الدكتورة فاتن سمارة، أستاذة في قسم الأحياء والكيمياء وعلوم البيئة في الجامعة الأميركية في الشارقة، والتي هي أيضًا أستاذة منتسبة في قسم علوم البيئة في الجامعة الأميركية في واشنطن. وقد ساهمت عضويتها في المؤسستين في إتمام هذه الشراكة، إلى جانب دعم عدد من أعضاء الهيئة التدريسية في تخصص علوم البيئة.

وقالت الدكتورة سمارة: “يرمز إطلاق هذه الشراكة الجديدة في الأسبوع ذاته الذي يصادف فيه يوم الأرض إلى التزام مجتمعنا بتهيئة المسارات التي تمكّن الطلبة من التقدّم نحو الريادة البيئية. يحصل الطلبة الذين يختارون هذا المسار على الأدوات والمعارف والرؤى العالمية اللازمة لمواجهة التحديات البيئية المُلحّة وبناء مستقبل أكثر استدامة”.

تُعد الجامعة الأميركية في واشنطن من المؤسسات الأكاديمية المرموقة، حيث أنها من بين أفضل مئة جامعة في الولايات المتحدة وفق تصنيفات “أخبار الولايات المتحدة”، كما تحتل المرتبة الثانية في تصنيف مجلة “ذا برينستون ريفيو” للجامعات الخضراء في الولايات المتحدة.

وقالت الدكتورة هناء سليمان، عميد مساعد في كلية الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية في الشارقة: “تشعر قيادة الكلية بسعادة كبيرة لرؤية هذه الشراكة تتحقق. فهي تعكس التزامنا بتوفير تجربة أكاديمية غنية لطلبة الكلية تتجاوز الحدود. نحن نفخر بالتعاون مع مؤسسة عالمية مرموقة مثل الجامعة الأميركية في واشنطن ضمن هذا المسار المشترك بنظام 4+1، والذي يسهم في تسريع الانتقال إلى مرحلة الدراسات العليا لطلبتنا بعد الانتهاء من بكالوريوس علوم البيئة والاستدامة، وهو ما يمنح الطلبة فرصة قضاء عام دراسي في مركز عالمي للسياسات والأبحاث البيئية”.

يمكن لطلبة أميركية الشارقة، بموجب هذه الاتفاقية، الانتقال إلى الجامعة الأميركية في واشنطن لمدة عام واحد لاستكمال دراسة الماجستير شرط استكمالهم شهادة بكالوريوس علوم البيئة والاستدامة في أربع سنوات في أميركية الشارقة. ويمكن للطلبة المؤهلين تحويل ما يصل إلى تسع ساعات معتمدة من أميركية الشارقة نحو درجة الماجستير، بما في ذلك مساقين على مستوى الدراسات العليا ومشروع التخرج من دراستهم  في السنة الأخيرة في الجامعة الأميركية في الشارقة. كما يُشترط حصول الطالب أو الطالبة على معدل تراكمي لا يقل عن ثلاث نقاط من أربع. ويحصل الطلبة الذين يتم قبولهم في البرنامج،  بناءً على هذه الاتفاقية، على منح دراسية تصل إلى خمسين بالمئة من الرسوم الدراسية، مما يقلل بشكل كبير من كلفة الدراسات العليا في الولايات المتحدة.

وقالت الدكتورة فيكي ويلكنز، نائب رئيس الجامعة الأميركية في واشنطن: “نحن متحمسون لتوسيع شراكتنا مع الجامعة الأميركية في الشارقة من خلال هذا المسار المعجّل للحصول على درجة الماجستير في علوم البيئة. يزوّد هذا البرنامج الطلبة بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة التحديات المعقّدة في مجال الاستدامة في الحاضر والمستقبل. معًا، يمكننا أن نُسهم في إعداد الجيل القادم من القادة ممن سيدفعون عجلة التقدّم البيئي على المستوى العالمي”.

يستطيع الطلبة المتقدمون للبرنامج اختيار أحد المسارين: مسار بحثي يركّز على بحوث علوم البيئة، أو مسار غير بحثي يركّز على السياسات البيئية والدعوة لها. ويتميز كلا المسارين بالتعلم المتعدد التخصصات والتطبيق العملي، ويجمع بين العلوم والسياسات والاقتصاد وقضايا الاستدامة العالمية. وبعد التخرج، يستفيد الطلبة من موقع واشنطن العاصمة كمركز دولي للأبحاث والدعوة والسياسات البيئية، ومن سوق العمل النشط فيها، حيث تبدأ الرواتب في المناصب المبتدئة من ستين ألف دولار سنويًا وتصل في المناصب العليا إلى أكثر من مئة وأربعين ألف دولار سنويًا، وفقًا لمنصة “إنديد” المتخصصة في سوق العمل.

يذكر أن خريجو برنامج الماجستير في علوم البيئة من الجامعة الأميركية في واشنطن يعلمون في مؤسسات مثل وكالة حماية البيئة، والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، ومجموعة البنك الدولي، وهيئة الحفاظ على الأسماك والحياة البرية في فلوريدا. كما يشارك أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة في أبحاث متقدّمة تشمل نظم الغذاء، والمرونة المناخية، والتحليل الجغرافي، والسمّية البيئية، ما يجعلها وجهة متميزة للطلبة الراغبين في متابعة مسيرتهم الأكاديمية أو المهنية في البحث العلمي.