أكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة أن العلاقات المصرية الإماراتية تمثل نموذجا فريدا للعلاقات التاريخية بين بلدين عربيين على المستويين الرسمي والشعبي، وأن هذه العلاقات تتسم بالانسجام على كل المستويات وكذلك في أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وقال معاليه إنه كانت لدى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة قناعة راسخة بمكانة مصر ودورها في المنطقة، وهو الذي أرسى هذه العلاقات المميزة التي تستمر بالنمو والتطور في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وأضاف إن هذه استراتيجية راسخة وثابتة، وإن أصدق تعبير عن قوة العلاقات ومتانتها بين الإمارات ومصر يتجلى من خلال التواصل العفوي بين الشعبين وتقارب وجهات النظر حول مختلف المواضيع.
وقال الجابر في حوار مع صحيفة «الأخبار» المصرية نشرته بعددها الصادر أمس إن التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر في المجال العسكري ليس جديداً، بل هو يعود إلى أيام حرب أكتوبر وهناك تاريخ مشترك يجمع جيشي البلدين الشقيقين.
وحول التدريبات العسكرية بين مصر والإمارات التي جرت مؤخرا في الإمارات وهل هذه التدريبات رسالة مصرية – إماراتية للمحيط الإقليمي، أشار معاليه إلى أن هذه التدريبات تمثل أحد أوجه التعاون الاستراتيجي بين دولة الإمارات ومصر وتؤكد العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، وتسهم في تطوير وإثراء الخبرات العسكرية للجيشين، وتفتح آفاقا جديدة للتعاون المشترك من أجل حفظ أمن المنطقة، موضحاً أن حزمة المساعدات الإماراتية إلى مصر منذ 30 يونيو الماضي تسير إلى التركيز على مشروعات البنية التحتية والخدمية .. منوها بأن توجيهات القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة تتمثل في التركيز على الجوانب التي تترك أثرا إيجابيا وملموسا وسريعا على المواطن المصري.
وقال الجابر إنه التقى في زيارته الأخيرة للقاهرة المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء المصري وبحثا سير العمل والتقدم في تنفيذ المشاريع وتطرق النقاش إلى جهود إنعاش الاقتصاد المصري وإنه أكد لرئيس الوزراء المصري أن توجيهات القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة هي الوقوف دوما بجانب مصر.
وفيما يلي نص الحوار:
كيف تقيمون العلاقات المصرية – الإماراتية على كافة المستويات؟
تمثل العلاقات المصرية الإماراتية نموذجا فريدا للعلاقات التاريخية بين بلدين عربيين على المستويين الرسمي والشعبي حيث تتسم هذه العلاقات بالانسجام على كافة المستويات وكذلك في أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكانت لدى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة قناعة راسخة بمكانة مصر ودورها في المنطقة.
وهو الذي أرسى هذه العلاقات المميزة التي تستمر بالنمو والتطور في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهذه استراتيجية راسخة وثابتة، ويتجلى أصدق تعبير عن قوة العلاقات ومتانتها بين الإمارات ومصر من خلال التواصل العفوي بين الشعبين وتقارب وجهات النظر حول مختلف المواضيع.
استضافت القاهرة منتدى الاستثمار الخليجي في ديسمبر 2013، فماذا تحقق مما تم الاتفاق عليه في الملتقى خاصة فيما يتعلق بزيادة الاستثمارات الخليجية في مصر بصفة عامة والإماراتية بصفة خاصة؟
نُظم الملتقى بالتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية وكان الهدف منه بحث كيفية تطوير قوانين الاستثمار وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق المصرية، وكان هذا المنتدى بمثابة رسالة طمأنة للمستثمرين العرب والأجانب من خلال ما تبناه من مواضيع وطروح تتمحور حول كيفية تطوير قوانين الاستثمار وكيفية تهيئة الأرض لواقع استثماري جديد يقوم على الشفافية وضمان حقوق رؤوس الأموال، بما يجعل من مصر مركزا رائدا لجذب الاستثمارات وتدفقها.
وبطبيعة الحال فإن نتائج المنتدى تحتاج إلى بعض الوقت وكما تابعتم فقد تم بالفعل تعديل بعض الأنظمة، وهذه عملية تحتاج إلى متابعة وحوار وعمل مستمر من أجل مواصلة تعزيز وتحسين المناخ الاستثماري.
حزمة المساعدات
كيف تسير حزمة المساعدات الإماراتية في مصر منذ 30 يونيو وفى أي مجالات، مع الوضع في الاعتبار أن المساعدات الإماراتية تسير إلى التركيز على مشروعات البنية التحتية والخدمية؟
تركيز المشروعات على البنية التحتية والخدمية يعكس اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بمصالح الشعب المصري في المقام الأول فالاهتمام بهذه المشروعات يأتي في إطار ارتباطها المباشر باحتياجات المواطنين المصريين، وتشمل المشروعات الإنمائية العديد من المجالات مثل الطاقة والتعليم والإسكان والصحة والنقل والمواصلات حيث تساعد هذه القطاعات في الارتقاء بمستوى الخدمات التي يستفيد منها المواطن المصري في مختلف المحافظات والمناطق بما فيها المناطق الريفية.
ففي قطاع الإسكان بدأنا العمل ببناء 50 ألف وحدة سكنية يستفيد منها 250 ألف شخص وفي مجال التعليم نقوم ببناء 100 مدرسة توفر خدمات تعليمية لـ67 ألف طالب وتسد 7 في المائة من النقص في المباني المدرسية في مصر، وفي مجال الرعاية الصحية افتتح مستشفى الشيخ زايد في منشية ناصر، ويجري بناء خطين لإنتاج اللقاحات والأمصال وبناء 78 عيادة صحية يستفيد منها 780 ألف شخص وتسد 20 في المائة من النقص للعيادات.
وفي مجال تعزيز الأمن الغذائي يجري العمل على بناء صوامع لتخزين مليون ونصف طن من القمح والحبوب بما يوفر2,4 مليار جنيه سنويا نتيجة التلف في المحاصيل بسبب سوء التخزين، وفي قطاع النقل نعمل على بناء 4 جسور و41 مزلقانا للمساهمة في تخفيض الحوادث ومن المتوقع أن يستفيد 3 ملايين مواطن مصري من هذه الجسور والمزلقانات.
وفي مجال مشاريع البنية التحتية بدأنا باستكمال شبكات الصرف الصحي في 151 قرية يستفيد منها 1.7 شخص وتسد 12 في المائة من النقص، وفي قطاع المواصلات يجري العمل على توفير 600 حافلة تغطي 30 في المائة من احتياجات المواصلات العامة في محافظة القاهرة الكبرى.
وفي مجال الكهرباء ستنفذ مشاريع للطاقة المتجددة في المناطق غير المرتبطة بالشبكة، كما ساهمت دولة الإمارات في تزويد احتياجات مصر من الوقود والمحروقات خلال الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2013 وكذلك خلال الربع الأول من عام 2014 حيث يسهم تأمين موارد الطاقة في استمرار خدمات المواصلات والنقل والأنشطة الاقتصادية والصناعية وتوليد الكهرباء.
الاستفادة من المساعدات
كيف تقيمون طريقة مصر في الاستفادة من المساعدات الإماراتية، خاصة في ظل المتابعة المستمرة والدائمة والتي قد تصل إلى لقاءات شهرية مع المسؤولين المصريين والإماراتيين؟
توجيهات القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة هي بالتركيز على الجوانب التي تترك أثرا إيجابيا وملموسا وسريعا على المواطن المصري وجرى الاتفاق بين الجانبين المصري والإماراتي على تحديد المشاريع بحيث تحقق أكبر فائدة لأوسع شريحة ممكنة من المجتمع المصري، وتتماشى هذه المشاريع مع خطط واستراتيجيات الحكومة المصرية والتي تركز على البنية التحتية وإمدادات الطاقة والقطاعات الخدمية كالتعليم والصحة والإسكان والنقل، ونلمس تعاونا كبيرا من الزملاء في الحكومة المصرية، حيث تركز اللقاءات والاجتماعات دوما على الدفع قدما بتنفيذ المشاريع والاطمئنان على سير العمل في المشروعات وذلك بهدف إنجازها في أقرب وقت ممكن لتحقق الفائدة المنشودة منها للمواطن المصري.
*هل تعتقدون أن حكومة الدكتور حازم الببلاوي كانت متعاونة معكم بما فيه الكفاية؟ وما هو تقييمكم لأدائها؟
عملت حكومة الدكتور حازم الببلاوي في ظل ظروف صعبة ودقيقة للغاية وتحملت الكثير من الضغوط والأعباء في هذه المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر، وكان هناك تعاون ممتاز وجهود مشكورة من جانبهم سواء بشأن المشاريع أو بالنسبة للمبادرات التي عملنا عليها سويا مثل تنظيم المنتدى الاستثماري المصري الخليجي، ومجال عملنا مع الحكومة المصرية هو تنفيذ حزمة المشاريع الإماراتية وبحث سبل التعاون في كل ما من شأنه المساهمة في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
وقوف مع مصر
ما هو المأمول من وجهة نظركم من الحكومة الجديدة برئاسة المهندس ابراهيم محلب من خلال اطلاعك على الأوضاع الحالية في مصر؟
طبعا عملنا مع المهندس ابراهيم محلب منذ أن كان وزيرا للإسكان في الحكومة السابقة، والتقيته في زيارتي الأخيرة إلى القاهرة وهنأته على توليه مهام رئاسة الوزارة، وخلال اللقاء بحثنا سير العمل والتقدم في تنفيذ المشاريع كما تطرق النقاش إلى جهود إنعاش الاقتصاد المصري وأكدت له أن توجيهات القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة هي بالوقوف دوما بجانب مصر.
ماذا عن المشاكل التي واجهت الاستثمارات الإماراتية في مصر خلال الفترة الماضية؟
جميع دول العالم لديها بعض التحديات، والمهم أن يستمر العمل في تحديث وتطوير الأنظمة واللوائح للتصدي لهذه التحديات وتعزيز المناخ الاستثماري واستقطاب المزيد من رؤوس الأموال، وبتقديري فإن المشاكل التي تواجه الاستثمارات في مصر ليست عصية على الحل، وأنتم تتابعون الأخبار وتعرفون إيلاء الاهتمام لتطوير المنظومة القانونية الاستثمارية خلال الفترة الماضية ومن الضروري أن تخضع أي بيئة استثمارية إلى مبادئ الحوكمة والإدارة الرشيدة والابتعاد عن البيروقراطية، ويقيني أن الأشقاء في مصر لديهم تصميم أكيد على النجاح في جذب القدر الأكبر من الاستثمارات.
طابع استراتيجي
هل تعتقد أن فترة العام التي قضاها النظام السابق في حكم مصر أثرت بالسلب على العلاقات بين مصر والإمارات؟
كما سبق أن أشرت فإن العلاقات المصرية الإماراتية كانت وستظل دوما قوية، وهي ذات طابع استراتيجي، وهناك أمثلة كثيرة على استمرار العلاقات والتعاون دون انقطاع، فالاستثمارات الإماراتية في مصر لم تخرج سواء كانت من قبل القطاع العام أو الخاص ولم تتأثر العمالة المصرية في الإمارات.
وكما تعرفون فقد تم افتتاح مستشفى الشيخ زايد الذي نفذه صندوق ابوظبي للتنمية في منشية ناصر في الموعد المحدد في أكتوبر من عام 2013 وهذا يؤكد أن العمل استمر في التشييد والبناء والتجهيز دون انقطاع رغم التغيرات العديدة في المشهد السياسي المصري في تلك الآونة، وأقول بوضوح إن العلاقات الوطيدة التي تجمع بين دولة الإمارات ومصر قائمة على أسس راسخة وهي أكبر بكثير من اختزالها في فترة قصيرة ولا يجوز النظر إليها من زاوية ضيقة.
تم الإعلان مؤخرا عن تدريبات عسكرية بين مصر والإمارات، هل تعتقدون أن ذلك مجال مختلف للتعاون بين البلدين؟.. وهل هذه التدريبات رسالة مصرية – إماراتية للمحيط الإقليمي؟
التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر في المجال العسكري ليس جديدا بل هو يعود إلى أيام حرب أكتوبر وهناك تاريخ مشترك يجمع جيشي بلدينا الشقيقين .. وتمثل هذه التدريبات أحد أوجه التعاون الاستراتيجي بين دولة الإمارات ومصر وهي تؤكد على العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين وتسهم في تطوير وإثراء الخبرات العسكرية للجيشين وتفتح آفاقا جديدة للتعاون المشترك من أجل حفظ أمن المنطقة.
وصفة العلاج
في رده على سؤال حول وصفة العلاج للأزمة الاقتصادية المتفاقمة في مصر منذ 25 يناير حتى الآن قال سلطان بن أحمد سلطان الجابر: إن النمو الاقتصادي يأتي نتيجة لتوفر عدة عوامل ولكنه يحتاج قبل كل شيء إلى الاستقرار الأمني والسياسي ثم يجب النظر في العوامل الأخرى مثل تمكين الموارد البشرية وتوفير الأنظمة والقوانين الداعمة للنمو الاقتصادي ووضع خطة متكاملة لإنعاش الاقتصاد، ومع تحقيق الاستقرار وتنفيذ المراحل المتبقية من خريطة المستقبل يمكن تفعيل خطة الإنعاش مع التركيز على الاستفادة من العوامل والمزايا التنافسية والتي يوجد الكثير منها في مصر بدءا بالموارد الطبيعية والقدرة على التصنيع والإمكانات السياحية وصولا إلى الكفاءات الفكرية والعلمية، ونحن واثقون من القدرات الكبيرة للأخوة في مصر وأنها يمكن أن تكون من أهم الوجهات الاستثمارية في العالم. وام
صحيفة البيان