التراث الشعبي.. خزان لا ينضب من الحكايات

شبكة أخبار الإمارات ENN

الشارقة: محمدو لحبيب

احتضن مسرح المجاز بالشارقة مساء أول أمس، ندوة ضمن المجلس الرمضاني الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، بعنوان «الواقعية وحدود الخيال في الأعمال الروائية»، وقد حضر الندوة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، وطارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وراشد الكوس المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين ولفيف من المثقفين والمهتمين بالرواية.
أدارت الندوة الإعلامية ريم سيف المعمري، وحاضر في محاورها الروائيان نورة النومان، وسلطان العميمي.
وجرى النقاش خلال الندوة حول محاور عديدة من أبرزها: البدايات الأولى لكتّاب الرواية (الأسباب والإلهام ومصادر الدعم وطرق الانتشار)، وأسباب كثافة الإنتاج الروائي حالياً، والفروق الجوهرية بين الرواية القائمة على التجربة الذاتية والرواية القائمة على الحكاية الخارجية، والخصائص المميزة للرواية القائمة على الواقع الاجتماعي.
سلطان العميمي استهل حديثه بالإشارة إلى تزايد عدد الكتاب الروائيين الإماراتيين في السنوات الأخيرة، وأن هذا التكاثر تصاحبه الكثير من معارض الكتب والمهرجانات الأدبية، ما يجعل التطور كبيراً والإقبال على الرواية وقراءتها يتزايد، وفي ما يتعلق بالبدايات وتقييمها قال إنه لا ينبغي أن نحاكم البدايات الروائية بمنطق رؤيتنا للرواية اليوم، فقد حدث تطور كبير، وسنظلم الرواد إن حاكمناهم بهذه الطريقة، فقد كانت بنية المجتمع والثقافة التقليدية تفرض عليهم ذلك الشكل الذي كتبوا به.
وفي ما يتعلق بورش الكتابة الإبداعية قال العميمي إنه ينبغي أولاً أن نزرع الوعي الأدبي في الكتّاب الجدد حتى يفهموا ماهية الأدب، ويكونوا على وعي باختياراتهم الموضوعية والجمالية، كما أنه أصبح من الضروري وجود «المحرر الأدبي» الذي يتولى وضع اللمسات الأخيرة على رواية الكاتب، ويعدها للنشر، وأكد العميمي أن وظيفة المحرر الأدبي هي اليوم وظيفة شائعة في العالم، وليس فيها عيب.
وفي علاقة الرواية بالتراث الحكائي قال العميمي: إن الإمارات تمتلك مخزوناً كبيراً من «الخراريف» التي هي إحدى الحاملات التراثية للثقافة والهوية، وهي كنز ثمين للكتاب يمكن أن يستقوا منه إبداعات كبيرة، لكنها حتى الآن لم تستغل كما ينبغي، كما أنها لاتزال تراثاً شفهياً لم تستغل بعد، وقال العميمي إنه في روايته «غرفة واحدة لا تكفي» أخذ إحدى الحكايات ووظفها ولقيت استحساناً من القراء.
الكاتبة نورة النومان قالت إن هناك نقلة جديدة في الكتابة الروائية، والحلقة المفقودة التي تحتاج إليها دور النشر قبل أن يحتاج إليها الكاتب هي وجود تأهيل عن طريق ورشات لتعلم الكتابة والتحرير الأدبي.
وركزت نورة على أنه ينبغي الاهتمام بمجال الكتابة للأطفال واليافعين وتوخي الحرص والدقة في ذلك المجال.
وتناولت النومان تجربة الاستفادة من الموروث الشعبي والحكايات المحلية «الخراريف»، ونوهت إلى أن المجتمع الإماراتي وثقافته يوفران تربة خصبة للكاتب كي يطور، ويستغل ذلك الموروث ويصنع منه أعمالاً أدبية يمكن أن تتحول إلى دراما تلفزيونية، وهو ما من شأنه أن يقنع المشاهد الذي لم يقرأ العمل الأدبي بالتحول إلى قارئ، وربما أيضاً يدفعه فعل القراءة إلى الكتابة وتكتمل الدائرة عندئذٍ.
واستعرضت نورة النومان تجربتها الشخصية في كتابة روايات الخيال العلمي، وقالت إنها تعلمت من أخطائها في روايتها الأولى، واستفادت من ملاحظات الناشر عليها، واستطاعت التغلب على تلك النواقص في رواياتها التي تلت ذلك.
وفي مجال الواقعية الروائية قالت النومان: إن أي عمل أدبي يحتاج للإبداع وأنه يمكن تصنيف العمل الأدبي في إطار الواقعية حتى ولو لم يكن متطابقاً مع الواقع، وشددت على أن الكاتب الروائي الواقعي قد يكتب عن مواقف وشخصيات يرفضها المجتمع، و تدخل في إطار المستهجن ، ككتابته عن شخصيات قاتلة أو شريرة.
وركزت النومان على أن العمل الأدبي يجب أن يكون مقنعاً في تصويره للشخصيات ومتكاملاً وأن الإبداع لا سقف له.
وعن مستقبل الرواية الإماراتية قالت نورة النومان إنها ترى أن البيئة الحاضنة للنشر الروائي متوافرة، من خلال دور النشر والإجراءات القانونية المشجعة على الكتابة والتأليف، وأن على الكتّاب الإماراتيين الاشتغال على تجويد أعمالهم وتمحيصها، وأن الأمور مبشرة بشكل عام بمستقبل أفضل للرواية الإماراتية.
وفي نهاية الندوة كرم الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي المشاركين في الندوة.


Read more

شاهد أيضاً