الأحد، ٢٠ مارس ٢٠٢٢ – ٣:٥٣ م
من – ريم الهاجري .
أبوظبي في 20 مارس / وام / تحتفي مؤسسات الدولة الثقافية والشعرية بـ ” اليوم العالمي للشعر ” الذي يوافق 21 مارس من كل عام و يعد مناسبة تجمع الشعراء والمبدعين والمثقفين والمفكرين في حب اللغة العربية والانتماء إلى الثقافة العربية وتراثها الشعري العظيم.
وتعزز دولة الامارات دورها في هذا المجال عبر دعم المشاريع الثقافية و الشعرية إيمانا منها بأن الشعر أحد ركائز ترسيخ الهوية الثقافية والتراث وتعمل على تشجيع أنشطة بيوت الشعر فضلا عن كونها نافذة مفتوحة على آفاق الامتداد الثقافي للحوار بين الشعوب والثقافات لاسماع أصوات شعرائها لأصوات تشاركهم اللسان لتبقى منارة في تعزيز الحراك الثقافي العربي.
و أكد عدد من الشعراء بهذه المناسبة أن الشعر العربي الفصيح بكل أشكاله وأنواعه خطا خطى واسعة نحو العالمية بل وأصبح له حضور على المنصات الثقافية والفكرية .. لافتين إلى المسافات التي يقطعها الشعر العربي بالتحديد حول العالم بما فيه من رسائل وقيم ثقافية ومعرفية وجمالية .
وفي البداية قال الشاعر نبيل عماد :” في هذا الصددد يمثل موضوع الترجمة الشعرية أبرز القضايا المتعلقة بالترجمة وأكثرها إثارة للنقاش بين أطراف متعددة من شعراء ونقاد ومترجمين وقراء وقد ناقشها في الماضي هوراس والجاحظ ومؤخرا اهتم بها جاكبسون وميشونيك ودارت حولها مجموعة من الأحكام المسبقة قسمت المهتمين إلى قسمين اثنين.
و نوه إلى إمكانية ترجمة الشعر وهذا أمر قائم في الواقع ولا يحتاج إلى دليل عليه ويكفي برهانا عليه ذلك الكم الهائل من القصائد التي تترجم إلى عدد من اللغات العالمية الحية ..و أكد أن للشعر العربي خصوصية تختلف كثيرا عن آداب الأمم الأخرى، فهو يمتاز بنظام إيقاعي وموسيقي فريد فلا نكاد نجد شعرا يعول على الموسيقى كما عول الشعر العربي، إضافة إلى طبيعة بنائه وتراكيبه التي تجعل من هذا الشعر شعرا محليا لا يكاد ينفذ إلى غير الناطقين بالعربية، على الرغم من بعض التجارب التي حققت عالمية مثل الشاعر الكبير بدر شاكر السياب حين نقل تجربته إلى فضاء عالمي، ولا تزال قصائده ميدانا فسيحا للدراسات النقدية والترجمة، فهو استطاع بذكائه أن يجعل قصيدته مرنة أمام الترجمة، وقابلة للنقل من العربية إلى كثير من اللغات من خلال طرحه موضوعات إنسانية، وتعكزه على تراكيب ومعان مشتركة بين الإنسان العربي وغير العربي، لهذا كانت قصائده عابرة لفكرة المكان واللسان.
و أشار إلى أنه بسبب نظمنا الشعري الدقيق جدا لا نجد شاعرا عربيا حصل على جائزة نوبل في العصر الحديث.. وليس السبب في قلة التراجم أو قصورها، إنما الأمر عائد إلى طبيعة الشعر العربي التي تستعصي على الترجمة بمعناها الحرفي، فإذا نجحت الترجمة في نقل المعنى، كيف ستحافظ على الإيقاع، وإذا حافظت على الإيقاع، كيف تحتفظ بالمعنى؟.
غير أن الشاعر وليد الصراف قال إن الشعر لا يترجم بل هو نار تنطفئ في الطريق بين لغتين وأوضح أنه مع ذلك نجد العالم كله يعرف طاغو، راينر ماريا ريلكه، وجاك بريفير، وقبلهم شكسبير وقبله هوميروس ولا يعرف شاعرا عربيا واحدا.. وقال :” نعم ترجم للبياتي وأدونيس وشعراء آخرين وأصبحت الترجمة من السهولة بمكان لكن في حقيقة الأمر ما من مثقف في العالم قرأ المتنبي نفسه وهو حتى اللحظة أشعر شعرائنا”.
وقال الشاعر حسن عامر إن الكثير من النصوص الشعرية العربية وغير العربية سيصبح من الصعب جدا نقلها إلى لغة وسيطة أخرى إذا كانت معتمدة فقط على التصوير اللفظي لأن ما ينتقل من الشعر معناه و رؤيته التي يستطيع أن يبثها خلالك لترى الأشياء بعين الشعر والشاعر، في الشعر العربي المعاصر وغير المعاصر كثير من هذه المعاني والرؤى الشعرية التي تجعل من نصوص شعرية عربية نصوصا عالمية بامتياز، تصلح للإنسان في كل زمان ومكان إذا وجدت طبعا من يتعامل معها بحساسية مفرطة وفهم سليم.
في حين قال الشاعر ناصر الكلباني إن الشعر العربي الفصيح ذلك الوهج السماوي الذي مازال يملأ كون العروبة والعالم وفي اليوم العالمي للشعر يمكنني القول إن الشعر العربي الفصيح بكل أشكاله وأنواعه قد خطا خطى واسعة نحو العالمية بل وأصبح له حضوره على المنصات الثقافية والفكرية.
وأضاف الكلباني: “الشعر العربي حظي بالكثير من الاهتمام العالمي لا سيما المترجم منه حيث نجده في العديد من الجامعات الآسيوية والأوروبية والإفريقية غير الناطقة بالعربية حاضرا وبقوة كبيرة.. كما أن الكثير من الدارسين غير الناطقين بالعربية من أول اهتماماتهم هو الشعر العربي، حيث يدرسون ما فيه من كل النواحي الكلامية والبلاغية والوزنية والأسلوبية وغيرها، وهذا دليل على وصول الشعر العربي إلى تلك المناطق البعيدة فكرا وإقليما، بل إن المهتمين باللغة العربية ودراستها يكون أول اهتماماتهم الشعر العربي.
و قال الكلباني إنه ومن هذا المنطلق يمكنني الجزم بأن الشعر العربي أصبح عالميا في وصوله إلى الكثير من تلك البلدان والحضارات والأمم التي لم تكن تعرفه بل وصار في مناهجها وثقافتها، وصار الكثير من المغنين مثلا يتغنون باللغة العربية الفصحى وشعرها العربي الفصيح الذي وصل للآفاق.
ونو الكلباني إلى أن هناك نشاطا لعملية الترجمة التي ازدهرت في الوقت الحالي وصار هناك العديد من المترجمين والمترجمات الذين كرسوا حياتهم في ترجمة الآداب العربية لا سميا الشعر العربي منها وقد أسهمت في وصوله إلى العالمية وليس أدل من ذلك تلك الدواوين للكثير من الشعراء العرب التي ترجمت إلى العديد من اللغات العالمية وأوصلت صوت الشعر العربي إلى العالم.. وقال : “لو حاولنا ذكر الكثير من الكتاب والشعراء العرب الذين أوصلوا صوت الشعر إلى العالمية لذكرنا منهم الكثير، كالشاعر سيف الرحبي من سلطنة عمان وليس أدل أيضا من ذلك العمل «أنشودة الصحراء الأخيرة» الذي صدر عن جامعة زايد، ويضم نصوصا لـ 20 شاعرا وشاعرة من الإمارات نقلتها المترجمة أمنية أمين من العربية إلى اللغة الإنجليزية وهذا في حد ذاته وصول إلى العالمية.
وام/ريم الهاجري/عاصم الخولي