اعتقلت الشرطة الهندية إيرانيا في العاصمة نيودلهي، أمس الأحد، وبعد استجوابه علمت ما أصاب محققيها باستغراب، ملخصه أن الإيراني تمكن من العيش منتحلا صفة عميل استخبارات، مع أنه وصل إلى البلاد بتأشيرة طبية في مايو الماضي، أي منذ شهر تقريبا، وخلاله أسس عصابة وفتح فرعا للمكافحة على حسابه الخاص، حيث كان يرصد الأجانب قرب المستشفيات الكبيرة، ويطلب من الواحد منهم فحص حقائبه بحثا عن مخدرات وعملة غير مشروعة، ثم يتركه وقد سطا على ما يجده معه من مال ومتاع، خفيف الوزن غالي الثمن.
ومما ورد بوسائل إعلام هندية، منها صحيفة The Indian Express الإنجليزية اللغة، وفي موقعها طالعت “العربية.نت” معظم التفاصيل، أن شكوى تقدم بها سوداني اسمه محمد بكري الثلاثاء الماضي، كانت كافية أكثر من غيرها لاعتقال “حسين رضافارد أحمد” الشبيهة قصته إلى حد ما بقصة نصاب متعدد الانتحالات والاحتيالات، لعب عادل إمام في رمضان 2013 دوره على شاشة MBC1 في مسلسل “العراف” الشهير.
صورة مكبرة للايراني البالغ 47 سنة
وقال بكري في شكواه إنه كان عائدا وزوجته إلى المنزل بعد خروجهما ظهر الثلاثاء الماضي من مستشفى SCI International Hospital في المنطقة الجنوبية من نيودلهي، فإذا بسيارة Maruti SX4 في داخلها 3 أشخاص، وقفت إلى جانبهما بالشارع، وترجل منها Hossein Rezafard Ahmad ثم قدم نفسه ورفيقيه كضباط بوكالة استخبارات داخلية، وطلب تفتيش حقيبة يدوية كانت مع السوداني “اشتباها باحتوائها على مخدرات”، وبعد العبث فيها أعادها إليه وغادر ومن معه المكان.
عملات 5 دول في بيته
ولما فتح بكري الحقيبة ونظر فيها، أصابه ما يصيب الخاسر ما يملك عادة، فقد وجدها خالية من 6500 دولار و50 ألف روبية هندية، تعادل 640 دولارا كانت فيها، وعلى الأثر حللت الشرطة ما صوّرته كاميرات مراقبة مثبتة قرب مكان السطو، وتعرفت إلى لوحة سيارة الفارين، فتم الاتصال بمالكها الذي أخبر بأنه باعها قبل 3 أشهر لرجل أعمال ذكر أن اسمه Nawab فراقبوا هاتفه ووجدوه على اتصال مستمر بأحدهم اسم عائلته أحمد، ولم يكن الاسم إلا للإيراني الذي أسرعت الشرطة إلى بيته، وأخرجته منه معتقلا.
وأثناء التحقيق مع الإيراني الذي علموا أنه من سكان طهران ووصل في 21 مايو الماضي إلى الهند، اعترف بسرقة السوداني وغيره ممن احتال عليهم بانتحال صفة عميل استخبارات، ليسلبهم ما كان لدفع تكاليف علاج جاؤوا يطلبونه في نيودلهي، وحين فتشت الشرطة بيته وجدت 2000 دولار و4000 جنيه سوداني و28 ألف ريال إيراني و200 ريال سعودي و5000 روبية هندية، كما والسيارة التي صادرتها. أما رفاقه، فبدأت حملة مطاردة منذ أمس لاعتقالهم.