تعتبر الحدائق والمناطق العامة من الوجهات الترفيهية المحلية المتاحة أمام سكان المناطق الحضرية، خاصة لأولئك الذين يعيشون في المدن التي باتت توصف على أنها غابات خرسانية. وتوفر مساحات ضرورية للغاية للاستراحة أو لتخفيف التوتر من أعباء الحياة اليومية، كما تلبي احتياجات المواطنين من جميع الأعمار، مثل ملاعب الأطفال، وأماكن للاسترخاء والاستجمام، أو لممارسة التمارين الرياضية التي تلقى إقبالاً من الكثيرين. وفي الغالب لا نلاحظ الوقت والمال والاستثمار المخصص للحفاظ على سلامة هذه المناطق وصيانتها، إذ نلاحظ فيها الإجراءات الروتينية التي لا تثير الانتباه
ويُمثّل الحفاظ على النظافة والسلامة والمرافق في حالة جيدة تحديًا مستمرًا. ولكن ماذا لو كانت البيانات والتحليلات والذكاء الاصطناعي قادرة على تحسين ذلك بشكل كبير؟ هنا يأتي دور معهد ساس وشركائه في إنترنت الأشياء، حيث تُقدّم هذه الأطراف إطلالة على المستقبل، لدعم الحكومات والبلديات عن طريق الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لإدارة الحدائق العامة بكفاءة أكبر.
إدارة الحدائق في بيئة معقدة
كيف يمكن للبيانات والذكاء الاصطناعي تعزيز التنسيق ودعم فرق الاستجابة لدى البلديات في الظروف المعقدة؟ في الغالب، تبذل الحكومات والبلديات جهوداً كبيرة في مراقبة المناطق العامة بشكل مستمر بسبب التكاليف المرتفعة والقيود الزمنية. وتكون هذه المهمة أكثر تعقيداً لمن يعيشون في مناطق نائية ومنخفضة الكثافة، بسبب الموارد المحدودة ونقص التكنولوجيا.
وعندما تتمكن السلطات من تحديد الحدائق أو مناطق الترفيه الأكثر عرضة للتأثر بالنفايات أو السلوك غير اللائق أو السلامة أو الإصلاحات مسبقاً، يمكنها حشد جهودها وتركيز وقتها وطاقتها لمواجهة المخاطر الكبيرة. وقد تعجز فرق إدارة البلديات الوفاء بوعودها والحفاظ على جاذبية تلك المناطق إذا كانت غير قادرة على التنبؤ بموعد ومكان العمل المطلوب، مثل عمليات الصيانة أو التنظيف أو الإصلاح.
تطوير الحدائق باستخدام الحلول الذكية
توفر تقنية ساس وحل إنترنت الأشياء نهجاً مبتكراً لمعالجة قضايا إدارة الحدائق. وباستخدام منظومة إنترنت الأشياء، يدمج حل ساس ميزات أساسية تساهم في تحقيق إدارة فعالة وتقليل المخاطر، مع ضمان القابلية للتوسع والتكرار لتنفيذ العمليات المستقبلية.
وهناك العديد من الميزات التي تساعد في تنفيذ كافة هذه العمليات، مثل تحليل الرؤية الحاسوبية للحدائق ومناطق الترفيه عبر كاميرات المراقبة والطائرات المسيّرة، إلى جانب تصور البيانات الفورية وتوفير التنبيهات لموظفي الحكومة والبلديات، والمعلومات التجارية التي تساعد في إعداد التقارير وتوفير لوحات المعلومات الشاملة التي يُستعان بها في إدارة مهام وطلبات العمل وإدارة علاقات العملاء بكفاءة.
وتجمع هذه الميزات بين البيانات المستمدة من الكاميرات والبيانات الجغرافية المكانية، الأمر الذي يتيح التدخل الفوري في الوقت المناسب ونشر الفرق بكفاءة. وإلى جانب مراقبة الحدائق والمناطق العامة، يُساعد هذا الحل أيضاً في اكتشاف المناطق أو المرافق التي تتطلب التدخل لإجراء عمليات الصيانة أو الاستبدال.
مناطق استراحة أكثر أماناً لجميع المواطنين
يدعم هذا النهج فرق الإدارة الحكومية والبلديات لمساعدتها على اتخاذ قرارات تعتمد على البيانات بناءً على رؤى قيّمة، الأمر الذي يتيح التخفيف من المخاطر والتخطيط الاستراتيجي بطرق استباقية. ويعزز هذا بدوره الكفاءة التشغيلية، وذلك من خلال تحسين تخصيص الموارد ونشرها، وبالتالي التقليل من تكاليف إدارة الحدائق.
وبما أن المجتمعات تستفيد من التنبيهات والمعلومات المحدثة أولاً بأول، يمكن للمواطنين والسلطات الإقليمية والكيانات الحكومية اتخاذ الإجراءات السريعة للحفاظ على الأماكن العامة وحمايتها.
ويعزز النظام أيضاً الجوانب المتعلقة بالمرونة والسلامة، كما يتيح الاستجابة السريعة والفعالة لمواجهة التهديدات، مثل الفيضانات، وبالتالي التخفيف من المخاطر التي تهدد حياة الناس والممتلكات. وتفخر ساس بسجلها الحافل بالكثير من الإنجازات مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية على مستوى العالم لتحسين إدارة المساحات العامة. ويساعد حل ساس البلديات على توقع المخاطر المحتملة، وتخصيص الموارد بحكمة، وضمان بقاء الحدائق آمنة ونظيفة وممتعة للجميع، وذلك عن طريق الاستفادة الفورية من البيانات والتحليلات التنبؤية. وتم إجراء هذه الحالة كجزء من تقنية SAS D[n]A Factory في الشرق الأوسط، بهدف تطوير حلول عملية للتحديات الإقليمية.