ألفرد هيتشكوك.. كنوز سينمائية تميزها الألغاز

شبكة أخبار الإمارات ENN

/mob

X

شكرا، قد تمت عملية الاشتراك في النشرة الدورية بنجاح وسيتم إرسالها إلى البريد الإكتروني
المُدخل

*ملاحظة: يرجى إعادة إدخال البريد الإلكتروني بالشكل الصحيح في حال عدم وصول النشرة
الدورية إلى البريد الإلكتروني المدخل

جاري تحميل الألبوم

الرجاء الإنتظار

X

="SiteLayout"

الأحد 23 رمضان 1438 هـ ، 18 يونيو 2017 م


  • * الرجاء إدخال 3 أحرف/ رموز على الأقل

    formlabel

  • الأعداد السابقة







أرسل إلى صديق

لإرسال رابط الصفحة ،الرجاء تعبئة الحقول التالية:

شكرا، لقد تم إرسال النموذج بنجاح سيتم التواصل معك عبر البريد الإلكتروني أو رقم الهاتف
المُدخل

2

الخليج
منوعات
فنون

التقييم: 0 /
5

التقييم: 0 /
5

نشأته المتزمتة تسللت إلى أفلامه

ألفرد هيتشكوك.. كنوز سينمائية تميزها الألغاز

تاريخ النشر: 18/06/2017


استمع

محمد رُضا‬
ليس هناك من مخرج سينمائي استطاع الاستيلاء على اهتمام السينمائيين والهواة على حد سواء طوال السنوات المديدة من حياته المهنية.‬
ستيفن سبيلبرج شهد ذروته في السبعينات والثمانينات وبات اسماً معروفاً بلا ريب. جيمس كاميرون لديه سبب مهم لوضعه اليوم كأحد أكبر المنتجين، كما كان حال جورج لوكاس مبتدع سلسلة «حرب النجوم». سام بكنباه عُرف بلونه الخاص من العنف، وانتهى تأثيره عملياً برحيله عن الدنيا. أما المخرجون الكثيرون من الحقبة الكلاسيكية الأولى (الثلاثينات حتى نهاية الستينات) فهم موضع بحث متناوب. يؤمه المحترفون وقت الحاجة.‬ لكن ألفرد هيتشكوك مختلف. ‬
الكتب التي صدرت عنه لا حصر لها حتى مع استبعاد تلك التي صدرت بلغات محلية (عربية أو هندية أو يونانية الخ..). ‬
أفلامه ما زالت تُطبع على اسطوانات على نحو دوري كل سنة، وصالات السينما المختصة في باريس ولندن ونيويورك وتورنتو وطوكيو دائماً سعيدة بالحصول على نسخة مرممة من أي فيلم كلاسيكي له.‬
أكثر من ذلك، العديد من المدارس السينمائية حول العالم، تضعه في منهجها وتخصص عروضاً لأفلامه معتبرة إياها من بين القمم السينمائية، شأنها في ذلك شأن أفلام أكيرا كوروساوا وإنجمار برجمن وفديريكو فيلليني مع اختلاف المناهج وأساليب العمل.‬ هيتشكوك في الواقع ظاهرة انطبعت في المخيلة، كما حال الممثل تشارلي تشابلن على سبيل المثال. معروف للصغار وللكبار وحتى في هذه الأيام طالما أن هؤلاء هواة سينما فعليون. لذلك لم يكن غريباً أن حظي فيلمه «فرتيجو» على المركز الأول في التصويت الذي شمل أكثر من 200 ناقد عالمي وقامت به المجلة البريطانية سايت أند ساوند قبل سنوات قليلة.‬

‬هذه الدلالات المهمّة هي بحد ذاتها لغز يُضاف إلى تلك الألغاز التي طالما عبّرت عنها أفلامه خلال حياته الثرية بالأعمال. وإذا كان الاهتمام به تحديداً سابقاً معروف لكونه متعلقاً بجودة معظم ما أخرجه، فإن سبب الاهتمام به إلى اليوم هو الأمر الذي يحيّر الباحثين ما يدفع العديد منهم لإصدار كتب جديدة تتوخى الذهاب إلى ما لم تذهب إليه كتب ودراسات سابقة.‬
وُلِد ألفرد هيتشكوك في الثالث عشر من آب/ أغسطس سنة 1899 في ضاحية شرقي لندن اسمها ليتونستون. وكان الطفل الثالث لعائلة كاثوليكية متوسطة الدخل. والده وليام، كان صاحب دكان خضر وتوفي حين كان ألفرد في الخامسة عشرة من العمر. كان الأب متديّناً وضع ابنه في مدرسة كاثوليكية متزمّتة تركت أثّرها في نشأة صبي خائف تحوم حول رأسه الشكوك وعقد الذنب من الخطأ والخطيئة والخوف من العقاب. وكلها سادت مشاعر أبطاله وتسللت إلى كيان أفلامه المختلفة.‬
ذات مرّة كتب والده لصديقه رئيس نقطة البوليس في البلدة طالباً منه وضع هيتشكوك في الزنزانة لخطأ صغير لا يستدعي العقوبة، ولا ينسى هيتشكوك الخوف الشديد الذي اعتراه وهو بعد في الرابعة عشرة من عمره. هيتشكوك سوف لن ينسى هذه الحادثة التي ارتكبت بحقّه والتي شكلت في أفلامه الحبكة الدائمة حول المتّهم البريء من أي ذنب الذي يطارده البوليس طوال الوقت.‬
بعد وفاة والده، ترك ألفرد الدراسة الكاثوليكية ودخل معهداً لدراسة الهندسة الميكانيكية التي كان أبدى شغفاً بها منذ صباه، ثم اتجه إلى العمل في شركة لأعمال الكايبل والتلجراف اسمها «هانلي» كما دخل مدرسة أخرى بعد الدوام حيث ألمّ بالرسم والهندسة ما جعله يقترح على الشركة استخدامه في مجال تصميم الدعايات.
‬بعد عام على اندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914 (وكان هيتشكوك بلغ السادسة عشرة) طُلب للتجنيد، لكنه أعفى بسبب بدانته. وإذا ما كان نجح في تجنب الحرب فإن الحرب نجحت في الوصول إليه ذلك لأن ضاحية ‫ليتونستون‬ تعرضت لغارة جوية نتج عنها دمار كبير للبلدة. إحدى تلك القنابل سقطت قريباً من منزل العائلة. هيتشكوك لم يكن في المنزل وقتها لكنه سارع بالعودة إليه ليطمئن على والدته فوجدها في حالة رعب شديدة.
ضع هذه الصورة التي حفظها هيتشكوك طوال حياته في البال عندما تشاهد بطلاته الخائفات وهن يصرخن في حالة هلع طالبات النجدة. إنها علامة أخرى من علامات التأثر الذي صاحب المخرج وميز أفلامه كما الحال مع حبكتي «المتهم البريء» وعقدة الذنب اللتين نجدهما في مختلف أعماله مباشرة أو تحت خط المباشرة في إيحاء مثير.
‫ملامح دائمة‬
وهكذا، نكتشف أن وجود العائلة داخل أي فيلم ميّز أعمال هيتشكوك عن الأفلام البوليسية الأخرى، حيث البطل عادة ما يكون شخصاً وحيداً لا علاقات عائلية له، حتى تتمكن القصّة المروية من حصره في الموقف المطلوب بذاته ومن دون روابط. إلا أنه حتى في أفلام هيتشكوك التي حوت شخصية رئيسية لا عائلة بادية من حوله، كما الحال في «شمال، شمالي غرب»، فإن سعيه للارتباط هو سعي عائلي إلى جانب أن من حوله لديهم ذلك الارتباط عادة. هذا وضع أساسي في أفلام كثيرة له منها «النافذة الخلفية» و«ربيكا» و«غرباء في القطار» و«فزع» وصولاً إلى فيلمه الأخير، سنة 1976.
هذه الملامح والعديد سواها برزت منذ أن حقق أفلامه الأولى.
في فيلمه الأول، «حديقة المتعة» (1925- صامت) نتعرّف إلى ملامح صاحبت أعمال هيتشكوك اللاحقة. يوحي العنوان بفيلم مختلف لكن الحياة التي ينقلها في هذا العمل، الذي تم عرضه السينمائي الأول بعد عامين من تصويره، خالية بأسرها من المتعة. وإذ يغوص الفيلم سريعاً في حكايته كاشفاً عن أزمات أبطاله العاطفية ومشاكلهم مع علاقاتهم ومحيطهم الاجتماعي، يزداد تناقض الفيلم مع عنوانه على نحو ساخر ولو أن المخرج أصر على إيحاءات العنوان مصمماً، بنفسه، بطاقات إيضاح (تلك التي حل الحوار مكانها لاحقاً) حاوية رمز المتعة المحرّمة المجسّدة بصورة لأفعى.
‫الملامح التي تكررت في أفلام هيتشكوك اللاحقة ونراها في هذا الفيلم الأول له متعددة. في مطلع الفيلم لقطة أولى لسيقان النساء وهي تهرع على السلم اللولبي، السلم الذي سوف يستخدمه المخرج في معظم أفلامه اللاحقة من «المستأجر» The Lodger
إلى «نوبة جنون»:‬ ‫سلالم لولبية، ‮ ‬‬سلالم عريضة، ‮ ‬سلالم طويلة، ‮ ‬سلالم داخلية، ‮ ‬خارجية، ‮ ‬خشبية أو حجرية‮.. ‬سلالم مختلفة هي‮ ‬واحدة من عناصر كثيرة اعتمدها هيتشكوك من فيلم لآخر‮.‬
‫عنصر آخر موجود في ذلك الفيلم ويعتمده بعد ذلك هيتشكوك على الدوام هو البصبصة. فبعد وصول الراقصات، وبينهن بطلة الفيلم، إلى المسرح وخلال تقديم الاستعراض، تتركهن الكاميرا لتتابع بصباصاً يرقب تلك الحركات الراقصة بمنظاره المقرّب. البصبصة عنصر دائم آخر في أفلام المخرج العبقري. في «نافذة خلفية» Rear Window العام 1952 بنى الفيلم كاملاً على بصباص (جيمس ستيوارت)‬ يستخدم كاميرته للاطلاع على العالم الذي لم يعهده من قبل. كان أصيب في ساقه وهو ملزم بالجلوس على كرسيه في شقّته. هنا فقط يبدأ اكتشاف عالم جديد عليه، عالم لا يخصّه، فهو خارجي، إلا أنه ينجذب إليه في سرعة بالغة‫. ‬
في «سايكو» (1960) يختلس القاتل أنطوني بركنز النظر إلى جانيت لي وهي تدخل الحمّام من منظار في جدار مكتبه. وفي مطلع الفيلم نفسه تتقدّم الكاميرا لتلعب دور البصباص فتدخل من نافذة نصف مفتوحة إلى غرفة تشهد خلوة خاصّة.
الأهم أن البصبصة، أو الشعور بلذّة المراقبة، هو مفهوم يتّبعه المخرج مع جمهوره. دائماً هم شهود لما يقع، لذلك لا تدور معظم أفلامه عمّن قد يكون القاتل فهذا السؤال تقليدي من أعمال أفلام أخرى هو لا يكترث له، بل يعرّفنا، كما في «نافذة خلفية»، «أعترف»، «غريبان في القطار»، «تخريب»، «حبل»، «نوبة جنون» الخ… من هو القاتل، وأحياناً ما دوافعه. البديل الذي ينسجه لجذب اهتمام جمهوره وبناء التشويق عليه هو في كيف سيستطيع المتّهم البريء إثبات براءته. هذا بدوره عائد إلى كيف عاش المخرج حياته صبيّاً حين أودعه والده مركز الشرطة الذي أوهمه بأنه مقبوض عليه فصدّق.
‫من‬ لندن إلى هوليوود
في فيلم مبكر آخر لهيتشكوك هو «المستأجر» نجد الكثير من هذه الملامح المهمّة: السلالم، المتّهم البريء والرغبة في معرفة الموضوع عن طريق المراقبة. إنه فيلم هيتشكوك الناطق الأول، تدور أحداثه في الفترة التي نشط فيها السفّاح «جاك ذا ريبر»، والمستأجر الجديد لغرفة في أحد المنازل الصغيرة (إيڤور نوڤللو) ذو تصرّفات غريبة. على ذلك، وبينما تنجذب إليه ابنة صاحب المنزل (دجون – من دون اسم عائلة وكان هذا الفيلم الثالث بين أربعة أفلام لها فقط) رغم الشكوك التي يرسمها خطيبها جو (مالكولم كين) حوله.
وردت هذه الأفلام بعد تحقيقه نجاحاً وشهرة كبيرة عبر أفلامه في أربعينات القرن الماضي، الأمر الذي أصبح لزاماً على هوليوود الساعية دوماً للتعامل مع مخرجين ناجحين جداً في بلادهم أن تطلبه للعمل في استوديوهاتها. آخر فيلم بريطاني حققه كان «جامايكا إن» سنة 1939. بعده بعام واحد انتقل إلى هوليوود، حيث أنجز لحسابها كل أفلامه اللاحقة بدءاً بفيلم «ربيكا» وانتهاء ب «حبكة عائلية» المشار إليه آنفاً.
هوليوود منحته المساحة الإنتاجية الأكبر. كان ناجحاً للغاية في تقديم فنه ضمن ميزانيات بريطانية محدودة، لكنه أدرك أنه يستطيع ضمان مستوى أفلامه والعمل ضمن ميزانيات أكبر في هوليوود، وهذا ما حدث رغم الضغوط التي مارسها عليه المنتج ديفيد سلزنيك والخلافات التي قامت بينهما.
من العام 1958 ازدادت أفلام هيتشكوك قوّة فوق قوتها. قبل ذلك كان أنجز العديد من تلك الأعمال التي قدّرها النقاد الفرنسيون (وفي مقدمتهم اتباع الموجة الجديدة مثل شابرول وتروفو وجودار) قبل الأمريكيين. من بينها «حبل» (1948) و«النافذة الخلفية» (1954) و«الرجل الذي عرف أكثر مما يجب» (1956). لكنه في سنة 1958 حقق أفضل أفلامه «فرتيجو» من بطولة جيمس ستيوارت الذي مثل في عدد كبير من أفلامه السابقة. حكاية بوليسية ذات طبقات عاطفية وفلسفية غائصة جميعها في ذروة تشويقية لا مثيل لها إلى اليوم.
بعده قدّم ثلاثة أفلام أخرى كل منها يبرز الآخر في حسناته وهي «شمال شمالي غرب» و«سايكو» و«الطيور» (من 1959 وحتى 1963). بذلك جدد هيتشكوك عقده مع النقاد وفرض عليهم احترامه كفنان في سينما عادة ما يتم النظر إليها كمجرد أفلام ترفيه وتشويق.
هل ما زال هيتشكوك ضرورة؟
الدراسات المتتابعة والكتب الصادرة وفوقها العروض الدائمة لأفلامه تقول ذلك. آخر إصدارات له على اسطوانات تمّت قبل أسابيع عندما تم توزيع نسخ منقحة ديجيتال لأفلامه الثلاثة المهمة «المستأجر» (1926) و«قارب نجاة» (1944) و«فزع» (1972). كل هذا وسواه يقول إنه – مجازياً – لا يزال حياً كامناً في عتمة الشارع المقبل.

التقييم: 0 /
5

التقييم: 0 /
5

شكرا لمشاركتك ،سيتم نشر تعليقك في موقع الخليج بعد الاطلاع عليه من قبل مسؤول النظام

​​​

​​
تغريدات بواسطة @alkhaleej
انستغرام الخليج

كاريكاتير

المزيد

المزيد من الفعاليات

خدماتنا

  • اشترك في صفحات ال:


  • عرض جريدة "الخليج" بصيغة :



  • android


    ipad


    iphone

    لتحميل تطبيقات جريدة "الخليج":

  • للاشتراك بالنشرة الدورية

    formlabel

    *الرجاء ادخال بريد الكتروني صحيح

    formlabel

    لاستلام اشعارات وعروض من جريدة "الخليج"

© 2017، حقوق النشر محفوظة لجريدة
"الخليج" ،

تصميم وتطوير


ihorizon-logo

alkhaleej.ae | صحيفة الخليجRead more

شاهد أيضاً