في إطار الجهود المبذولة لدعم شهر سرطان الثدي، اجتمعت مؤخراً مجموعة من المتخصصين بصحة الثدي في مركز دبي المالي العالمي، حيث تم تشكيل اتحاد طبي مخصص لجراحي التجميل والترميم، مما يسمح بتبادل المعرفة وتعزيز علاقات أوثق مع التخصصات ذات الصلة مثل أطباء الأورام وأخصائيي الأشعة.
وأقرّ الاتحاد الطبي الجديد بالإجماع بالحاجة إلى تعاون أقوى عبر التخصصات، حيث يعمل أخصائي صحة الثدي من مختلف المجالات بشكل وثيق لتزويد النساء برحلة رعاية أكثر وضوحاً وشمولية. وتهدف المبادرة إلى تلبية الحاجة إلى تنسيق أفضل للرعاية بين أطباء صحة الثدي من مختلف التخصصات، وتعزيز رحلة الرعاية الصحية الشاملة للنساء في المنطقة.
وعلى الرغم من التخصصات المختلفة المتاحة في مجال صحة الثدي، بما في ذلك جراحي الثدي وأخصائيي الأشعة وأطباء الأورام وجراحي التجميل والترميم، غالباً ما يُلاحظ أن هؤلاء الخبراء لا يتواصلون بشكل فعّال فيما بينهم. إن الافتقار إلى التنسيق يترك العديد من النساء للتنقل بمفردهن في رحلتهن مع صحة الثدي، مما يؤدي إلى الارتباك والفرص الضائعة للتدخلات في الوقت المناسب. قد تزور المرأة جراح الثدي ولكنها تبقى غير مدركة لخياراتها الترميمية أو الخطوات التالية بعد التشخيص، الأمر الذي يمكن أن يعيق الرعاية الشاملة.
واجتمع جراحو التجميل والترميم ومن بينهم الدكتور ديمتري ملنيكوف والدكتور عمرو عمر والدكتور فينغال ميداباتي والدكتور أبيزر كابادي والدكتور إيراج أحمدي لتقديم منهجياتهم الفريدة لإعادة بناء الثدي، بدءاً من استخدام الغرسات إلى تقنيات أخرى متقدمة. وأثار اجتماعهم تبادلاً مثمراً للأفكار بشأن أفضل الممارسات والتطورات المحتملة في هذا المجال.
وتم تعيين كل من الدكتور زهير الفردان، رئيس الجمعية الإماراتية لجراحة التجميل والترميم، والدكتور جمال جمعة، رئيس الجمعية العربية لطب وجراحة التجميل، لقيادة هذه المبادرة. ومن المتوقع أن تقوم قيادتهم بتوحيد المجال بشكل أكبر، مما يساعد على ضمان حصول النساء في المنطقة على أعلى مستوى من الرعاية.
وأكد الدكتور زهير الفردان على أهمية هذا التعاون، قائلاً: “إن رحلة سرطان الثدي ليست رحلة يجب على أي امرأة أن تخوضها بمفردها. ومن خلال تشكيل هذا الاتحاد الطبي، نهدف إلى ضمان حصول كل إمرأة تواجه تشخيص سرطان الثدي في الإمارات على تجربة رعاية صحية سلسة ومنسقة تماماً. يعد التعاون عبر التخصصات أمراً ضرورياً لتوفير الرعاية الشاملة والتدخلات في الوقت المناسب، ونحن ملتزمون بتحقيق هذا الأمر على أرض الواقع”.
وأضاف الدكتور جمال جمعة: “من واجبنا كمتخصصين أن نعمل على كسر الحواجز بين مجالاتنا لتزويد النساء بمسار أكثر تماسكاً وانسيابية للتعافي. من خلال تحسين التواصل وبناء جسور أقوى بين أخصائيي الثدي وأطباء الأورام وأطباء الأشعة، نهدف لإرساء معايير جديدة لرعاية المرضى في المنطقة. تستحق كل امرأة معرفة جميع خياراتها والشعور بالدعم في كل خطوة من رحلتها”.
كما سلط الاتحاد الطبي الضوء على التحديات المستمرة في سوق الرعاية الصحية، لا سيما عدم كفاية الدعم من قبل شركات التأمين لإجراءات إعادة بناء الثدي. وأعرب الأخصائيون عن التزامهم المشترك بالدعوة إلى دعم مالي وسريري أفضل للمرضى الذين يحتاجون إلى جراحة ترميمية.
وتعد هذه المبادرة جزء من حملة أكبر هدفها تعزيز الوعي وتشجيع النساء على تولي مسؤولية صحة الثدي من خلال الكشف المبكر والإدارة الصحية الاستباقية. من خلال تحسين التواصل والتنسيق بين المتخصصين، يهدف الاتحاد الطبي إلى خلق بيئة أكثر دعماً ووفرة في المعلومات الموجهة للنساء اللواتي يواجهن تحديات صحية في الثدي.
وخلال الاجتماع، أكد فريق الأطباء على الأهمية الحاسمة للفحوصات المبكرة، مشيرين إلى أن صحة الثدي غالباً ما يتم إهمالها وسط العديد من المسؤوليات التي تتحملها النساء كل يوم. وأشار المتخصصون قائلين: “من واجبنا الجماعي تذكير أمهاتنا وأخواتنا وجداتنا وأحبائنا بالأهمية الحيوية لفحوصات الثدي المنتظمة. يجب التذكر دائماً أن الاكتشاف المبكر ينقذ الأرواح”.
لا يزال سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء في جميع أنحاء العالم، حيث من المتوقع أن تواجه واحدة من كل ثماني نساء تشخيصاً لسرطان الثدي خلال حياتها. وشدد الأخصائيون على الدور الحاسم للكشف المبكر في الحد من الوفيات الناجمة عن هذا المرض.