وقف السرطان ببروتين التحكم في تكاثر الخلايا

يبحث العلماء عن طرق جديدة وأساليب مبتكرة لعلاج أمراض السرطان، والتي تؤدي إلى وفاة ملايين الأشخاص سنوياً، ويتوجهون إلى اتجاهات متشعبة من أجل تحقيق هذا الهدف، وفي هذا الإطار استطاع فريق من الباحثين البريطانيين التوصل إلى حقيقة مهمة، وهي أن البروتين الذي يتحكم في انقسام الخلية، له دور مهم في آلية تشغيل وتوقف الجينات، وهو اكتشاف مبشر ويعجل من تطوير طرق علاجية جديدة للتخلص من أمراض السرطان التي يصعب علاجها.
ومعروف أن عدداً كبيراً من الجينات يتحكم في طرق انقسام وتكاثر الخلايا الطبيعية، والنمو الطبيعي للخلايا يتطلب حدوث توازن بين هذه الجينات، وتظهر الخلايا السرطانية نتيجة حدوث تحورات متراكمة بالجينات المسؤولة عن انقسام الخلايا.
كشفت دراسة سابقة أن أغلبية الخلايا السرطانية بها 63 أو أكثر من هذه التحورات في الجينات، والصعوبة البالغة كانت في تحديد التحورات الجينية المسؤولة عن أنواع معينة من السرطان، لأن عدداً كبيراً من هذه التحورات الجينية التي حدثت بهذه الخلايا السرطانية قليلة التأثير، أو منعدمة التأثير على نمو الخلايا السرطانية. كما أن الأنواع المختلفة من أمراض السرطان تقابلها أنواع مختلفة أيضاً من البصمة التحورية، ورغم ذلك نجحت دراسات في التوصل إلى وجود جينات معينة تتحور بالخلايا السرطانية أكثر من الجينات الأخرى، وذلك بعد المقارنة بين الأنواع المختلفة من السرطان، ويسمى البروتين الذي توصل إليه الباحثون الآن ريبو – مان، وهو أحد البروتينات الأساسية في عملية انقسام الخلية، والانقسام الزائد للخلية هو المسبب الرئيسي في حدوث السرطان.
أشارت الدراسة الحالية إلى أن بروتين «راب – مان» هو منظم غير جيني للتعبير الجيني، والذي لم يهتم به أحد من قبل، ويمكن أن يسهم هذا الاكتشاف في تطوير علاجات فعّالة للسرطانات الشرسة، ومنها سرطان الثدي ثلاثي السلبية.
ويؤكد الباحثون أنهم استطاعوا اكتشاف حيوية هذا البروتين ومدى أهميته ودوره وتركيبته، ومن ثم سوف يسهم في استهداف نشاطه المؤدي إلى نمو الأورام السرطانية، وهو ما يعتبر نجاحاً في علاج هذا المرض.
الدراسة توصلت إلى إمكانية التدخل في قدرة البروتين على الارتباط بالحمض النووي، ما يؤدي إلى وقف نشاطه، ولكن يحتاج الموضوع إلى تجارب وأبحاث أكثر، للنجاح في تطوير علاج فعّال ومحدد للقضاء على أمراض السرطان في المدى القريب.

شاهد أيضاً