ميكي يمين: «غزة سِرف كلوب» نظرة للحياة بلا سياسة

ميكي يمين مخرج شاب نشأ في القاهرة وانتقل إلى ألمانيا حيث درس إنتاج الأفلام وعمل مخرجاً في السينما والتلفزيون. فيلم تخرجه «مدار الدب» (2010) نال تنويهاً خاصاً في مهرجان «لوكارنو» عام 2013. وها هو يقدم فيلمه الوثائقي الطويل «غزة سِرف كلوب»، من إخراجه وصديقه فيليب نات، والذي سيتم عرضه في أول مارس المقبل في الكويت، ليكون أول فيلم وثائقي يعرض في صالاتها. ميكي يتحدث في هذا الحوار عن الفيلم وظروف إنتاجه.
* ما الذي حمسك لتقديم فكرة الفيلم؟
– البداية جاءت من المخرج فيليب نات، الذي اقترح عليّ الفكرة وقد استلهمها من إحدى المجلات الرياضية، وكذلك لأنه متعاطف جداً مع القضية الفلسطينية ومتأثر بصديق عمره الفلسطيني الذي يعيش في غزة.
* حدثنا أكثر عن قصة «غزة سِرف كلوب»؟
– الفيلم يحكي عن قطاع غزة وشبابه المحاصرين بسبب الظروف السياسية، يجد مجموعة من الشباب حريتهم في ركوب الأمواج من خلال شاطئهم المطل على البحر، ورغم صعوبة دخول أي شيء للقطاع أو الخروج منه، فإنهم يتحدون الحصار، لأنهم يجدون في ركوب الأمواج فرصة لتذوق جرعة صغيرة من الحرية.
* كيف تفاعل الجمهور الفلسطيني مع الفيلم؟
– حظينا بردود فعل إيجابية من العرب والفلسطينيين خارج غزة، كما حظينا بردود فعل إيجابية جداً أثناء عروض الفيلم بالمهرجانات الدولية، وتم توجيه النقد لنا بأننا لم نركز على الصراع والاحتلال بشكلٍ كافٍ، وهو نقد منطقي لكننا لم نشأ التطرق لهذا الجانب الذي تم تناوله في العديد من الأفلام.
* هل هوجمتم بسبب ذلك؟
– شعرنا بضرورة التركيز على الأشخاص وحيواتهم رغم الحرب والاحتلال، فالكثير من صنّاع الأفلام الماهرين صنعوا أفلاماً مهمة تتناول الوضع السياسي هناك، ونحن أردنا أن نُبرز عالماً مُصغّراً لما هي عليه الحياة في غزة عن طريق تصوير راكبي الأمواج.
* ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك؟
– كنا على وعي بكل الصعوبات قبل السفر، خاصة بعدما تحدثنا مع الصحفيين وصنّاع الأفلام والنشطاء عن تجربتهم في السفر إلى غزة، ومع الاتصالات التي قمنا بها مع التلفزيون الألماني، أصبح السفر أكثر واقعية. عملية طويلة أتت بثمارها مع أول مرة نستعمل فيها الكاميرا داخل غزة، كما اتخذنا العديد من الإجراءات لعمل نسخ احتياطية آمنة لتجنب مصادرتها أو ضياعها.
* أين أبطال فيلمك الآن؟
– أحوال الذين لا يزالون في غزة مرتبطة بالوضع السياسي، والناس هناك يعانون بشدة، والبعض مثل إبراهيم وأصدقائه تركوا غزة. ماثيو أولسن، الأمريكي الذي زاره إبراهيم في هاواي، يعمل باستمرار على دعم تجمع «ركوب الأمواج».
* هل سيتم عرض الفيلم في غزة؟
– الفيلم عُرض ضمن «أيام فلسطين السينمائية»، في دار بلدية رام الله وجمعية الهلال الأحمر بغزة، وأعجب الجمهور بشكل كبير، وحدثت مناقشات مع الحضور الذي عبر عن الفكرة الملهمة، فيما انتقد البعض الفيلم لابتعاده عن تناول حصار غزة، ونسعى لعرضه مرة أخرى سواء بشكل تجاري أو من خلال الفعاليات والمهرجانات.
* لماذا استغرقت صناعته 4 سنوات؟
– الصناعة والمونتاج تطلبا الكثير من الوقت لبناء قصة فريدة وجعلها تنجح، حيث إن كمية اللقطات المصورة كانت كافية تقريباً لعمل 3 أفلام، وكانت رؤية المخرج فيليب في البداية أن يجعل لكل شيء تأثيراً بصرياً جميلاً، لذلك حصلنا على أحدث الكاميرات في العالم، أخدنا كفايتنا من الوقت في غزة، اقتربنا أكثر من أبطال فيلمنا واكتشفنا قصصاً فردية، ثم سافرنا إلى هاواي لمصاحبة إبراهيم في رحلته.
* ما مشاريعك المقبلة؟
– يعرض فيلمي الألماني الطويل حالياً في مهرجانات دولية، كما أعمل مع اثنين من صنّاع الأفلام العرب في محاولة لتطوير مشروعين معاً.

شاهد أيضاً