ميشيل موناجان: رقتي لا تمنعني من أدوار الشر

هوليوود: محمد رُضا

ميشيل موناجان ممثلة في الثانية والأربعين من العمر دخلت السينما عندما كانت في الثانية والعشرين من عمرها. ولدت في ولاية أوهايو، دخلت الكلية ومثلت بضع مسرحيات على خشبتها ثم اتجهت إلى مدينة شيكاجو لتدخل جامعة كولمبيا بغية دراسة الصحافة.
لكنها لم تمض طويلاً في الدراسة لأن جمالها استرعى انتباه وكالة مواهب كانت تبحث عن عارضات أزياء. بذلك انتقلت من مهنة «كيف تكتب» إلى مهنة «كيف تمشي» على المنبر الطويل الذي تسير عليه عارضات الأزياء عادة.
السن كان يخطو بها وعارضات الأزياء لديهن فترة محددة من عمر المهنة يبدأ من سن السابعة عشر عادة (أو قبلها حين تدعو الحاجة) وينتهي في الثانية والعشرين. انتبهت موناجان لهذا الوضع وانتقلت سريعاً صوب هدف ثالث هو التمثيل.
هذه المرّة في مدينة نيويورك وما أن حل العام 2000 حتى كان لها موقع قدم في السينما وفي التلفزيون.
حالياً نراها في دور مساند في فيلم «المهمة: مستحيلة- تبعات» الذي يجد نجاحاً عريضاً أينما حل (معروض في صالات الإمارات والمنطقة الخليجية أيضاً) وبناءً على ذلك انطلق الحديث بعد يومين من حضورها عرضاً لجمهور مؤلف، أغلبه، من الإعلاميين في إحدى صالات لوس أنجلوس.

شاهدناك تحضرين الفيلم مع الإعلام وبقيت للنهاية. ألم تتح لك فرصة مشاهدته من قبل؟

– شاهدت منه مقاطع كثيرة وعلى فترات متقطعة، لكني لم أكن شاهدته كاملاً. عندما دخلت القاعة وجلست في مكاني إلى جانب (المخرج) كريستوفر ماجواري، كنت أتوقع أن أغادر الصالة مع من يغادرها من فريق الفيلم. لكني والمخرج بقينا في القاعة. بالنسبة لي كان الفيلم من الجودة بحيث كان من غير الممكن الخروج منه.

كيف تصفين العلاقة المهنية بينك وبين توم كروز في هذا الفيلم؟

– هي دوماً جيدة. هذه ثالث مرّة أمثل فيها في «المهمة: مستحيلة» ولو أن المرّة الثانية كانت عابرة تماماً. توم من النوع المهني والمنفتح على الآخرين. جاد في العمل وفي الوقت نفسه مرح طوال الوقت.

كيف تصفين المرّة الأولى التي التقيت خلالها به؟

أعتقد أن الفيلم كان هو الرابع الذي وقف فيه على قمّة العالم (تضحك)

تقصدين فوق برج خليفة؟

– نعم. كان عند أعلى نقطة فيه. صدمني كروز لشدة حرصه على القيام بكل مشاهد الخطر بنفسه كما لجرأته في اتخاذ القرارات. كنت أراقبه وهو يعمل وأدرس طريقته في العمل. لديه تلك «الكاريزما» التي تجعل الجميع يشعر بالراحة خلال التصوير.

هل تستطيعين تأدية بعض مشاهد الخطر بنفسك إذا استدعت الحاجة؟

– أعتقد أنني رياضية القامة بما فيه الكفاية. أنتبه لما آكله وكيف أعيش حياتي وكيف أجنبها المتاعب الصحية مهما كانت صغيرة أو على الأقل أحاول ذلك قدر المستطاع. وفوق هذا أقوم بممارسة الرياضة يومياً. لكن كل هذه المؤهلات لا تجعلني مستعدة لتمثيل مشهد واحد من تلك التي يمثلها توم.

لكن أقصد في أي فيلم. ربما مشهد محدود؟

– يتوقف ذلك على المشهد نفسه. إذا كان مطلوباً مني أن أركض طويلاً سأفعل. أن أتسلق سلماً عالياً سأتسلق. أتجنب صدمة سيارة في آخر لحظة ممكن. لكن أن أتدلى من طائرة مروحية أو أقفز من قطار سريع، متأسفة.

وقت للتحضير

«المهمة: مستحيلة- تبعات» ليس فيلمك الجديد الوحيد. هناك فيلم آخر عنوانه «اختفاء سيدني هول» لم أتمكن من مشاهدته للأسف. ماذا كان دورك فيه؟

– أنا أم سيدني هول. امرأة جادة في علاقاتها والحظ حالفها من حيث أنها وجدت عملاً جيداً وشريك حياة مخلص، لكن كل ذلك ينتهي عندما يختفي ابنها الشاب سيدني. الفيلم بالنسبة لي ليس حكاية بوليسية ولكن حكاية عائلية بطلتها تلك الأم التي لم تكن تعلم كيف ستتصرف لو أن حياتها تعرضت لمثل هذا الحدث.

هل هذا ما أثار إعجابك ودفعك لتمثيل الفيلم؟

– ما قلته هو جزء من السبب. جزء من الموضوع ككل الذي أثارني كامرأة وكأم لكن الأكثر من ذلك أنه كان مكتوباً جيداً وعندما استلمته وقرأته وافقت عليه من دون تردد.

هل لعبت من قبل دوراً مشابهاً لهذا الدور؟

– لا. لم يكن من بين كل أعمالي ما يشبه هذا الدور. هو مختلف ليس لأني لعبت دور الأم، فهذا ليس مهماً عندي، بل لأني شعرت مع معاناتها إلى حد تفهم كامل لما تمر به.

هل تتطلبين وقتاً كافياً من التحضير عندما تتأهبين لدخول مشروع جديد؟

– أفضل ذلك، لكن هذا لا يحدث دائماً. في بعض الأحيان تجد نفسك مطالباً بالاستغناء عن أسابيع التحضير ودخول التصوير قبل أيام قليلة وهذا حدث مع «اختفاء سيدني هول» ولم يحدث مع «المهمة: مستحيلة» لأن الأول فيلم مستقل وكان مرتبطاً بتواريخ عمل محددة. الثاني فيلم لابد من التجهيز له. لكن بالنسبة لي ولأن دوري محدود في «المهمة: مستحيلة» فإن التحضير لم يتطلب أياماً كثيرة. فقط دراسة المشاهد ودخول التصوير بعد بضعة أيام.

أريد أن أسألك، أنت لعبت أيضاً في فيلم «سيادة بورن» الذي ينتمي إلى سلسلة جاسوسية مشابهة لسلسلة «المهمّة: مستحيلة». أليس كذلك؟

– نعم.

* كيف تجدين الفوارق بين التمثيل في ذلك الفيلم وبين الفيلم الجديد؟

– كنت أخشى أن تسألني هذا السؤال لأنه سيدفعني إلى المقارنة. كمشاهدة أولاً أحب أن أشاهد أفلام الأكشن من هذا النوع. لا أحبها مثل حبي لبعض الأفلام الدرامية أو الكوميدية، لكنها مناسبة عندما يشعر الواحد منا بأنه يريد فيلماً ينقله من حالة الكسل أو فيلماً يتابعه بشوق. لكني لا أستطيع الجواب على هذا السؤال كممثلة.

لماذا؟

– لأنني لم أمض في فيلم «سيادة بورن» لأكثر من بضع مشاهد. كنت وما زلت في مطلع حياتي المهنية ولم أكن أصبحت معروفة وكان الفيلم واحداً من عروض كثيرة استلمتها بأدوار محدودة. لم أعش الجو كاملاً في أي من هاتين السلسلتين. لم يُطلب مني ذلك.
لكن دورك في «المهمّة: مستحيلة 4» كان رئيسياً.

– نعم وأتذكره جيداً وأتذكر دوري وما تطلبه من جهد ووقت لكني لا أستطيع المقارنة.

كيف تصفين مكان التصوير في فيلم «المهمّة: مستحيلة»؟

– مزدحم وهذا طبيعي. هذا فيلم كبير ويتطلب فرق عمل كثيرة على عكس «اختفاء سيدني هول» أو «نورث كنتري» أو «في مكان ما» التي هي أفلام أصغر حجماً. أستمتع بالاثنين في نحو متواز في الواقع. الفيلم العاجل يجعلني أختلط أكثر بالعاملين وأتابع المشاهد التي سأنخرط في التمثيل فيها. الأفلام الأخرى تعجبني من حيث أنها هادئة جداً. ليس هناك استعجال غير طبيعي لها.

تمنحين حضورك رقة شديدة. لا يمكن تصوّرك في دور شرير.

– في الحقيقة لا أمانع دوراً شريراً إذا ما كان السيناريو والدور مكتوبين جيداً لكن أشكرك على الملاحظة.

مثلاً في المشهد الذي تلتقين فيه مع توم كروز لأول مرّة منذ سنوات، حسب الفيلم، هناك نظرات حب كما لو أن علاقتكما السابقة انتهت من دون رغبتك في ذلك.

– لكن هذا تماماً ما ينص عليه الفيلم. يأتي لزيارتي في المركز الطبي من دون أن يعلم أنني الآن أصبحت متزوّجة وصحيح أننا نتبادل نظرات رقيقة لأن علاقتنا كانت وطيدة من قبل، وهذا طبيعي جداً لا يحتاج الممثل لكي يدخل أعماق شخصيته ليعكسه. لعلمك، استمعنا طويلاً لشرح المخرج الذي كان يريد لهذا المشهد الوحيد أن يعوض نقص المشاهد العاطفية في الفيلم.

رغم أن الفيلم ليس عاطفياً بالمرّة؟

– صحيح وبل لهذا السبب بالتحديد. ليست هناك من مشاهد رومانسية مطلقاً وليس المقصود أن يقود المشهد الفيلم صوب تلك المشاهد لكن المخرج كان حريصاً على أن يكون المشهد وهو موجز في الحقيقة معبراً من دون زيادة.
على الرغم مما ذكرته من أنه لا يمكن تصوّرك في دور شرير إلا أنك مثلت دوراً من هذا النوع في فيلم اختفاء آخر هو «اختفاء الولد» (Gone‪,‬ Baby Gone). كان دوراً صعباً أليس كذلك؟
– أعتقد أنه كان من أصعب الأدوار التي مثلتها. ربما أصعبها لأن الفيلم لا يكشف أوراقه سريعاً ونحن كمشاهدين لا يجب أن نتخذ موقفاً باكراً مما يدور. هو دور شرير بالفعل وفيه عرفت أن تمثيل الشر أصعب كثيراً من تمثيل الدور الخيّر خصوصاً إذا أردت أن تكون مقنعاً.

شاهد أيضاً