موسكو توسع نطاق عملياتها في سوريا.. وتعزز قواتها بالقاذفات المقاتلة

موسكو توسع نطاق عملياتها في سوريا.. وتعزز قواتها بالقاذفات المقاتلة

معلومات عن استحداث جسرين بري وجوي لمد المقاتلين بالسلاح

Tweet

نسخة للطباعة Send by email

تغير الخط
خط النسخ العربي
تاهوما
الكوفي العربي
الأميري
ثابت
شهرزاد
لطيف

بيروت: بولا أسطيح
أعلنت موسكو أمس (الجمعة) عن توسيع نطاق عملياتها العسكرية في سوريا لتشمل 8 محافظات من أصل 14، لافتة إلى أن هجوم جيش النظام بمساعدة الكرملين «فعّال ويسير في الاتجاه الصحيح». وتزامنت التصريحات الروسية مع تقدم لقوات النظام السوري وحلفائه في ريف محافظة حلب الجنوبي مقابل تقدم فصائل المعارضة في ريف محافظة حماه الشمالي.
وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن طيرانها الحربي في سوريا نفذ خلال اليومين الماضيين 107 طلعات قتالية، دمر خلالها 289 موقعا لمن وصفتهم بـ«الإرهابيين». وأوضح اللواء إيغور كوناشينكوف، الناطق باسم الوزارة خلال تصريحات صحافية له من قاعدة حميميم الجوية قرب مدينة اللاذقية على الساحل السوري، أن «سلاح الجو الروسي يوسّع نطاق عملياته في سوريا، ولقد استهدفت الغارات الروسية خلال اليومين الماضيين مواقع في 8 محافظات سوريا هي حلب ودمشق وإدلب واللاذقية وحماه ودرعا وحمص ودير الزور».
وذكر كوناشينكوف أن الغارات الروسية أسفرت عن تدمير 34 مركز قيادة وإدارة عمليات لـ«عصابات إرهابية»، حسب تعبيره، و16 مخزنا للذخيرة والوقود، وموقعين لإنتاج الذخيرة، و3 قواعد لتدريب من وصفهم بـ«الإرهابيين»، و50 مركز إسناد فيها أسلحة ومعدات قتالية و184 موقعا محصنا وموقع دفاع.
ومن ناحية أخرى، نفى كوناشينكوف التقارير حول نشر أحدث منظومات الصواريخ المضادة للطائرات «إس 400» في قاعدة حميميم. وقال للصحافيين الأجانب ضمن إطار الجولة الصحافية في القاعدة الواقعة على أطراف مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية: «إننا نعمل في قاعدة حميميم الجوية لليوم الثالث على التوالي. وسنحت لكم الفرصة رؤية كل شيء هنا بأم أعينكم، بما في ذلك وسائل الدفاع الجوية للقاعدة، ولم يكن هنا أي منظومات «إس 400». ومن ثم وصف الأنباء، التي نشرتها صحيفة «الديلي ميل» البريطانية بأنها «عبارة عن تضليل إعلامي». وكانت «الديلي ميل» تحدثت عن نشر موسكو منظومة «إس 400» المتقدّمة للدفاع الصاروخي المضاد التي تستطيع إصابة طائرات على ارتفاع 90 ألف قدم وعلى مسافات بعيدة حتى مدينة تل أبيب الإسرائيلية.
الصحيفة البريطانية أوردت أيضًا أن «المنظومة الصاروخية تغطي معظم سوريا وجنوب تركيا وقبرص وشرق البحر المتوسط ومعظم أراضي إسرائيل». وأشارت إلى أن «روسيا تعزّز باطّراد قواتها في سوريا بأعداد متزايدة من القاذفات المقاتلة والهليكوبترات الحربية التي يجري نشرها في القاعدة».
وتعليقًا عن النشاط العسكري الروسي، أفاد القيادي في «الجيش السوري الحر» العميد أحمد رحال بمعلومات عن إرسال موسكو كميات جديدة وكبيرة من الأسلحة إلى سوريا، لافتا إلى أن القيادة الروسية «قررت إقامة جسرين، الأول جوي يصل موسكو بقاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، والثاني بحري يصل ما بين الأساطيل الروسية الموجودة في بحر البلطيق والبحر الأسود وبحر الشمال وميناءي اللاذقية وطرطوس بسوريا». وأبلغ رحال لـ«الشرق الأوسط» بأنه «من حيث الدعم بالجسر الجوي، فقد تقرر النقل والتزويد بطائرات جديدة من نوع «إن 124 روسلان» وهي طائرات شحن تصل حمولتها لحدود 120 – 150 طنا من المعدات، وكذلك ستستخدم طائرات نقل من نوع «إيل 76» وهي طائرات شحن من تصميم مصانع إليوشن على أن تتوجه تلك الشحنات والإمدادات إلى مطار حميميم. ولقد نفى رحال علمه بنشر موسكو منظومة صواريخ «إس 400»، لكنه لفت إلى رصد منظومة «إس 300» بشقين، بحري على الطراد «موسكوف» وبرّي قرب مطار حميميم.
من جانبها، نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قوله إن موسكو ترى أن الهجوم الذي يشنه الجيش النظامي «فعال ويسير بالاتجاه الصحيح»، وإن عسكرييه «يحققون تقدمًا جيدًا بمساعدة الضربات الجوية الروسية». وأردف بيسكوف: «يواصل الجيش (النظامي) السوري تقدمه بديناميكية إيجابية جدًا، ونحن نعرف عن تحقيق العسكريين السوريين نجاحات استراتيجية كثيرة خلال الأسابيع الماضية»، مشددا على أن «التقدم مستمر بصورة فعالة، بدعم الطيران الروسي».
في هذا الوقت، أفيد ميدانيا عن تقدم قوات النظام وحلفائها في ريف محافظة حلب الجنوبي بعد سيطرتهم على قرية تل هدية. ونقل التلفزيون السوري نبأ السيطرة على القرية، وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» النبأ. ويأتي هذا التقدم بعد يوم من سيطرة قوات النظام مدعومة بمقاتلي حزب الله وجنود إيرانيين وغارات جوية روسية على بلدة الحاضر المجاورة، لتبسط سيطرتها الفعلية على غالبية ريف حلب الجنوبي.
ووفق كلام رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد» في تصريحه لـ«رويترز» فإن «ريف حلب الجنوبي يسقط المنطقة تلو الأخرى وإن الجيش (النظامي) يتقدم بسرعة».
ومن جهتها، قالت وسائل إعلام حزب الله اللبناني الداعم لنظام الأسد: «إن الجيش (النظامي) السوري سيطر خلال العملية العسكرية في ريف حلب الجنوبي على مساحة 341 كيلومترًا مربعا ليصبح على مسافة 5.5 كلم من أوتوستراد حلب دمشق الدولي بعد السيطرة على بلدة العيس ومسافة 6 كلم من ريف إدلب الشمالي بعد السيطرة على قرية تل باجر بريف حلب الجنوبي».
في المقابل، في ريف محافظة حماه، تفيد التقارير عن سيطرة فصائل المعارضة المنضوية في غرفة عمليات «جيش الفتح» على عدة نقاط عسكرية تابعة للقوات النظامية شمال مدينة صوران في ريف حماه الشمالي، وذلك إثر اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهما.
وقال الناشط الإعلامي المعارض محمد أبو الهدى من حماه، لـ«مكتب أخبار سوريا»، إنّ مقاتلي المعارضة سيطروا على مزرعة حوير ومدرسة البشائر في شمال صوران، إضافة إلى النقطة الثالثة جنوب مدينة مورك، مما أدى إلى مقتل أكثر من 30 عنصرًا نظاميًا، وسيطرة الفصائل على كميات «كبيرة» من الأسلحة والذخائر التابعة لهم. وأشار أبو الهدى إلى أن الاشتباكات ما زالت مستمرة في المنطقة، حيث بدأ مقاتلو المعارضة التمهيد لها بقذائف المدفعية الثقيلة والهاون مستهدفين تل بزام، شمال مدينة صوران، وقرية معان شرق مدينة مورك، من أجل السيطرة عليهما، على حد تعبيره.
وبالتزامن، أفاد ريدور خليل المتحدث باسم ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية بأن ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» التي تدعمها الولايات المتحدة الأميركية سيطرت يوم أمس (الجمعة) على بلدة الهول في محافظة الحسكة، منتزعة إياها من سيطرة تنظيم داعش. وأردف ريدور لـ«رويترز» أن مقاتلي التنظيم المتطرّف فروا إلى خارج البلدة المتاخمة للحدود العراقية.
أما في الجنوب، وتحديدًا في ريف محافظة درعا، فاحتدمت المعارك بين «داعش» و«جبهة النصرة»، إذ تحدث ناشطون عن هجوم شنّه مقاتلو «لواء شهداء اليرموك» المتهم بالانتماء لتنظيم داعش، على قرى يسيطر عليها «جيش الفتح» في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي. وقال «مكتب أخبار سوريا»، إن عدد قتلى «لواء شهداء اليرموك» خلال المواجهات بلغ 14 عنصرًا في بلدة حيط فقط، في حين قتل عدد منهم خلال صد «جيش الفتح» محاولة تقدمهم في بلدة سحم الجولان المجاورة.


قرأت هذا الخبر على صفحات شبكة الإمارات الإخبارية ENN المقال مأخوذ عن الشرق الأوسط

شاهد أيضاً