مصر والسعودية.. “التوافق” عنوان المرحلة

SKY NEWS – ENN – تجري مصر والسعودية في الآونة الأخيرة سلسلة من الاتصالات عالية المستوى بين البلدين عنوانها “التوافق” وسط مستجدات إقليمية متلاحقة.

وأحدث حلقات هذه السلسة هي زيارة ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة، الخميس، للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع صدقى صبحي، حيث حضر خلالها تخريج دفعة جديدة من الكلية الحربية المصرية.

وتأتي الزيارة بعد أيام من زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري للرياض، التقى خلالها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن نايف.وقال الرئيس السيسي في كلمته في حفل تخريج الدفعة الجديدة بحضور بن سلمان إن “مصر والسعودية هما جناحا الأمن القومي العربي، ومعا نستطيع أن نجابه هذه التحديات”، مضيفا إن تلك ” رسالة قوية وواضحة للجميع.. لدول الخليج والدول العربية: لن ترونا إلا معا.

ورسالة السيسي الواضحة يمكن قراءتها في عدد من المستجدات التي تطلب من مصر والسعودية أن يتعاملا معها “معا”.

ويقول مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وحيد عبد المجيد لـ”سكاي نيوز عربية” إن البلدين لديهما نموذج للعمل المشترك على المستويين السياسي والعسكري في اليمن.

ويرى عبد المجيد أن التقدم الإيجابي الذي أحرزته المقاومة في اليمن وتمكنها من تحرير عدن، بدعم من التحالف العربي، يتطلب تشاورا مستمرا في إطار التوافق العام بين البلدين من أجل الوصول إلى حل نهائي للأزمة.

وما حدث في اليمن يؤكد، بحسب عبد المجيد، أن “العمل العربي المشترك على المستوىين السياسي والعسكري يمكن أن يحقق نتائج، ويدل على أن الدول العربية قادرة على صناعة تاريخ المنطقة دون أن تنفرد أي قوى خارجية بصناعته مثل إيران”.

والعلاقات الإيرانية العربية متوترة نتيجة تورط طهران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة مثل اليمن وسوريا والبحرين ولبنان.

ويقول الباحث السعودي في العلاقات الدولية حمدان الشهري لـ”سكاي نيوز عربية” إن التوافق المصري السعودي في هذا الملف تحديدا “سيساعد على مواجهة الدول العربية للتمدد الإيراني في المنطقة”.

وتقريب وجهات النظر بين البلدين فيما يخص الملف السوري سيعمل، بحسب الشهري، على الوصول إلى حل ناجح لهذه الأزمة المعقدة والتي ترتبط بكافة المتغيرات الأخرى في الإقليم.

وجاءت العمليات العسكرية التركية في العراق وسوريا ضد المسلحين الأكراد وتنظيم الدولة، أحدث التطورات التي ستؤدي إلى تغيير معادلات الصراع في هذين الملفين، بحسب عبد المجيد الذي يرى بضرورة وجود رؤية مصرية سعودية مشتركة حيالها.

ويقول الشهري إنه رغم وجود تباينات طفيفة في بعض وجهات النظر، فإن تعزيز التوافق العام بين البلدين على المستوى السياسي سيؤدي إلى نتائج حقيقية في المنطقة.

شاهد أيضاً