“مصدر” تمنح عقود إنشاء مشروعها التجريبي لتحلية المياه لأربع شركات

أعلنت “مصدر” اليوم منح عقود أعمال إنشاء مشروعها التجريبي لتحلية المياه في أبوظبي لأربع شركات هي أبينجوا وديجريمون وسيديم  فيوليا وتريفي سيستمز.

ويهدف المشروع الذي تم الإعلان عنه للمرة الأولى في عام 2013 إلى تطوير وتطبيق وتقييم تقنيات تحلية المياه عالية الكفاءة في استهلاك الطاقة والتي يمكن تشغيلها بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وإثبات جدوى هذه التقنيات.

ومن المتوقع أن يتيح هذا المشروع التجريبي إمكانية إنشاء محطات لتحلية مياه البحر على نطاق تجاري واسع محليا بالاعتماد على الطاقة المتجددة.

وقد تلقت “مصدر” 25 عرضا على العطاء مما زاد من عملية المنافسة بين العروض المقدمة وصولا للاختيار النهائي للشركات المشاركة.

ويأتي البرنامج التجريبي لتحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة استجابة مباشرة للدعوة التي أطلقها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لإيجاد حلول تعزز أمن المياه .

ويعد تطوير محطات مبتكرة ومتطورة لتحلية المياه أمرا ضروريا لتلبية متطلبات أمن المياه على المدى البعيد في ظل الزيادة المتسارعة في تعداد السكان والنمو الاقتصادي القوي الذي تشهده الدولة.

وبهذه المناسبة قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة ورئيس مجلس إدارة “مصدر”: يعد أمن الموارد بما فيها المياه من الأولويات المهمة التي تحرص قيادتنا على تأمينها لضمان مستقبل مستقر ومثمر ومستدام لأجيال الغد.. ونتطلع إلى التعاون مع هذه الشركات الرائدة الأربع للبدء في تطبيق تقنيات جديدة ومبتكرة في تحلية المياه التي تعد من الأنشطة كثيفة الاستهلاك للطاقة.. ولو تركت عملية تحلية مياه البحر دون اهتمام وتطوير، فإنها ستصبح غير مستدامة وغير مجدية اقتصاديا مع مرور الوقت لذا علينا ابتكار حلول تكنولوجية مجدية تجاريا من أجل تلبية متطلباتنا من المياه على المدى الطويل.

وأضاف إن أمن المياه يعتبر أحد أكثر التحديات إلحاحا في العالم اليوم.. وبالنظر إلى مناخ منطقة الخليج فالخيارات المتاحة أمامنا محدودة محدودة.. وبالتالي فإن الجمع بين أفضل تقنيات تحلية المياه ومصادر الطاقة الشمسية الوفيرة المتاحة لدينا يعد خطوة منطقية نحو تعزيز إمداداتنا المحلية من المياه باعتماد أكثر الطرق كفاءة في استهلاك الطاقة.

حضر الإعلان عن منح العقود كل من سعادة رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي والدكتور صالح الهاشمي مدير قطاع البنية التحتية والبيئة في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي ونك كارتر المدير العام لمكتب التنظيم والرقابة والدكتور أحمد عبدالله بالهول الرئيس التنفيذي لمصدر والدكتور فرج الأعور مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وكارلوس كوزين الرئيس التنفيذي لشركة أبينجوا وبيير باولياك الرئيس التنفيذي لشركة ديجريمون الشرق الأوسط وجون ويبلي الرئيس التنفيذي لشركة تريفي سيستمز وخافيير جوزيف الرئيس التنفيذي لشركة سيديم/فيوليا ومحمد عبد القادر الرمحي مدير مساعد في إدارة الأصول والهندسة والعمليات في “مصدر”.

وقد أختيرت الشركات التي ستتولى تنفيذ المشروع نظرا لريادتها وابتكارها في مجال تحلية المياه حيث ستقوم كل شركة ببناء وتشغيل محطتها التجريبية الخاصة لإثبات جدوى استخدام تقنيات عالية الكفاءة في استهلاك الطاقة لتحلية المياه وذلك على مدى 18 شهرا.

وسيتيح هذا الإطار الزمني للشركات إمكانية قياس كفاءة تقنيات تحلية المياه واختيار الأفضل بينها وبالتالي إمكانية تشغيلها بالاعتماد على الطاقة المتجددة.. وخلال المشروع ستقوم “مصدر” والشركات الأربع بتقاسم التكاليف التشغيلية لمحطات التحلية وجميع الخدمات المساعدة حيث تسعى كل الأطراف إلى تأمين تقنيات جديدة لتوفير مياه صالحة للشرب مع الحد من مقدار الطاقة اللازمة لتلك العمليات.

ويجب أن تظهر كل واحدة من المحطات التجريبية الأربع نوعا من الابتكار على مستوى التقنيات المتقدمة مثل التناضح العكسي /أر أو/ والتناضح الأمامي /اف أو/ واللتين تعتبران أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة مقارنة بالتقنيات الحرارية المستخدمة حاليا في غالبية محطات تحلية المياه في دولة الإمارات.. وفي إطار هذا المشروع سوف تتعاون كل شركة من الشركات الأربع مع معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا الجامعة البحثية المستقلة للدراسات العليا التي تركز على تقنيات الطاقة المتقدمة والتنمية المستدامة.

وستقام المحطة التجريبية في منطقة غنتوت على بعد 90 كيلومترا شمال غرب أبوظبي.. وقد اختارت “مصدر” هذه المنطقة نظرا لكونها تتيح سهولة الوصول إلى مياه البحر العميقة وتوفر البنية التحتية اللازمة من خلال وجود محطة تحلية مياه خارج الخدمة هناك.. وخلال مدة المشروع ستضيف المحطات التجريبية ألفا و 500 متر مكعب من المياه الصالحة للشرب يوميا إلى إمدادات المياه بأبوظبي بما يكفي لتلبية متطلبات المياه لحوالي 500 منزل.

ويعتبر تطوير محطات تحلية عالية الكفاءة في استهلاك الطاقة أمرا غاية في الأهمية بالنسبة لمنطقة الخليج التي تنتج حوالي50 بالمائة من إجمالي المياه المحلاة في العالم وعلاوة على ذلك فإن تحويل مياه البحر إلى مياه صالحة للشرب يستهلك كميات كبيرة من الطاقة.

وجاء إعلان “مصدر” عن منح هذه العقود للشركات الأربع خلال الاجتماع الوزاري رفيع المستوى الذي نظمته أبوظبي على مدار يومين بالتعاون مع الأمم المتحدة لتشجيع اتخاذ خطوات جادة للتصدي لتداعيات تغير المناخ.

شارك في الاجتماع مسؤولون حكوميون وقادة من قطاع الأعمال والمجتمع المدني حيث ساهم في بناء الزخم لقمة القادة لتغير المناخ 2014 المزمع عقدها في نيويورك بهدف تحفيز زعماء العالم لحشد الجهود وتعزيز التعاون في سبيل بناء مستقبل مستدام ومنخفض الانبعاثات الكربونية وذلك قبل انعقاد مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في باريس 2015.

وام

شاهد أيضاً