محمد بن راشد يدشن مشروعا للإغاثة الغذائية العاجلة لمليون منكوب سنويا حول العالم والبداية ستكون من غزة

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله مشروعا دوليا للإغاثة الغذائية العاجلة للمنكوبين حول العالم ..ووجه سموه ببدء الإغاثة الغذائية بشكل فوري لقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي غاشم خلال هذه الفترة بالتعاون مع وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على ان يتم اطلاق أول طائرة محملة بمائة ألف وجبة غذائية خلال الأيام القادمة تتبعها رحلات أخرى حسب الأوضاع الميدانية للنازحين في القطاع . هذا وقد أطلق سموه على البرنامج الإغاثي الجديد اسم “سلمى” نسبة إلى أول ممرضة إماراتية عملت على علاج وإنقاذ الناس لمدة تتجاوز 50 عاما في دولة الإمارات .. ويعمل برنامج سلمى الفريد من نوعه على توفير اللحوم الحلال المحفوظة للمنكوبين جراء الكوارث الطبيعية أو الحروب والنزاعات وذلك بطريقة آنية وسريعة وفق برنامج وقفي متكامل يضمن استدامته . وأكد سموه خلال إطلاقه للبرنامج الإغاثي الجديد “ان عملنا الإغاثي في دولة الإمارات متنوع ومتعدد في القنوات والوسائل وواسع في الانتشار ونحاول من خلال البرنامج الجديد سد فجوة في العمل الإغاثي العالمي عن طريق تخصيص هذا البرنامج للإغاثة الغذائية العاجلة والتي تراعي توفير غذاء حلال وعالي الجودة وآني للمنكوبين لمساعدتهم على تخطي الأيام الأولى للكوارث والنزاعات بدون التعرض لخطر المجاعة” . كما أكد سموه أن توجيه الدفعة الأولى من المساعدات الغذائية لقطاع غزة ما هو إلا جزء من برنامج إماراتي متكامل يشمل توفير العلاج والغذاء والمواد الطبية وإعادة الإعمار لإخواننا الفلسطينيين الذين يتعرضون لعدوان غاشم في القطاع ..وقال سموه ” ان الوقت الآن هو وقت فعل وإغاثة ودعم ومساعدة وليس وقت لكثرة الكلام والمزايدة وندعو جميع الدول والشعوب لدعم صمود إخواننا الفلسطينيين في غزة”. وأضاف سموه بأن دولة الإمارات اليوم تمثل المحطة الإنسانية الأكبر عالميا من خلال شحن أكثر من نصف المساعدات الإنسانية والإغاثية العالمية من خلالها وستسمر الدولة في أداء هذا الواجب الدولي والإنساني وتوسيع دورها في مجالات الإغاثة العالمية لأن تلك تمثل أحد المبادئ الأساسية التي تأسست عليها الدولة وأحد القيم الرئيسية لشعب الإمارات. ويأتي مشروع سلمى الإغاثة الغذائية العاجلة الحلال للمنكوبين كشراكة بين مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي وهيئة الأوقاف وشؤون القصر في دبي ومؤسسة نور أوقاف – وهي هيئة تم إنشاؤها لدعم تنمية الأوقاف في جميع أنحاء العالم – وذلك بالتعاون مع برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة بهدف إدارة إنتاج مغلفات وجبات معتمدة وطويلة الأمد وحلال 100 بالمائة ..وستكون مدينة دبي للخدمات الإنسانية الشريك الاستراتيجي لتوفير الدعم اللوجستي للمبادرة طوال العام. وأكد معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي ان المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هي مبادرة فريدة من نوعها تتعلق بالاستجابة الغذائية السريعة للمنكوبين حول العالم سواء بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية وغيرها حيث تشير التقارير أن أربعة من الدول الخمس الأكثر عرضة لخطر الكوارث الطبيعية هي موطن لأغلبية مسلمة كما أنه ووفقا للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن 70 بالمائة من إجمالي اللاجئين اليوم هم من المسلمين مما يحتم تصميم برنامج إغاثي يتناسب مع الضوابط الدينية والشرعية لاحتياجاتهم ويراعي في نفس الوقت تحقيق الاستدامة عن طريق استثمار تبرعات الأضاحي وغيرها بطريقة وقفية تعود بالنفع على الجميع. وقال معاليه ان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أصدر توجيهاته باستعجال فريق العمل القائم على المشروع في تجهيز الدفعة الأولى والتي تشكل 100 ألف وجبة غذائية لإرسالها لأهلنا في غزة خلال الايام القادمة نظرا لحاجتهم الحالية لكافة أنواع الإغاثة ويتم التنسيق حاليا مع وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” لإيصالها لمستحقيها بأسرع فرصة . وأضاف معاليه ” مفهوم الاقتصاد الإسلامي اليوم والذي تسعى دبي من خلاله لتكون عاصمة عالمية له لا يتعلق فقط بتوفير المنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية بل أيضا المنتجات الغذائية والمنتجات الفكرية والاحتياجات التسوقية وبالتالي فإن توفير منتجات غذائية إغاثية بالتعاون مع الجهات المتخصصة يأتي ليضيف بعدا جديدا في العمل الإغاثي وأيضا في الاقتصاد الإسلامي والذي يمكن للعديد من المؤسسات حول العالم أن تكون جزءا منه . من ناحيته أكد سعادة سيد آغا ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ان مبادرة دولة الإمارات بإرسال 100 ألف وجبة غذائية للنازحين واللاجئين في قطاع غزة تأتي لتعزز جهود الأمم المتحدة ووكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في محاولة احتواء الأوضاع المأساوية التي يعيشها مئات الآلاف من أبناء غزة خلال الفترة الأخيرة ..مشيرا الى ان المبادرة الإماراتية تأتي كذلك ضمن مجموعة أخرى من المبادرات الإنسانية العاجلة للإمارات في قطاع غزة ولا شك أن نوعية المساعدات الإغاثية الغذائية التي سترسلها الإمارات من خلال هذه المبادرة تتناسب مع الأوضاع المرتبكة وغير المستقرة حاليا في القطاع والتي تتطلب مواصفات معينة من حيث سهولة النقل وسهولة التخزين والتوصيل والتسليم لهذه المواد الغذائية. وأشار سعادة عبدالله الوردات مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي بالدولة الى أن برنامج الإغاثة العاجلة الذي أطلقته دولة الإمارات يمثل خطوة متقدمة في تلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة للمتضررين أينما كانوا وخاصة في أوقات الاستجابة الطارئة للكوارث حيث تتميز هذه الوجبات بتوفير بروتين عالي وسريع للمحتاجين كما أنه وباستخدام المرافق المتقدمة لمدينة دبي للخدمات الإنسانية وموقع دبي الاستراتيجي فإن هذا البرنامج سيساعد بشكل كبير برنامج الأغذية العالمي على تلبية الاحتياجات الإغاثية بطريقة أفضل واسرع وأكثر فعالية. وأوضح سعادة حسين القمزي رئيس هيئة الأوقاف وشئون القصر – إحدى الجهات القائمة على الجوانب التنفيذية للمبادرة – أنه تم تأسيس مبادرة سلمى كوقف متوافق مع الشريعة الإسلامية بالشراكة بين مؤسسة الأوقاف وشئون القصر ومجموعة نور للاستثمار وذلك بهدف السماح للناس بإرسال التبرعات إلى من هم في أمس الحاجة إليها حيث تذهب الأرباح الناجمة عن معالجة المنتجات الثانوية من الأنعام والمواشي مثل الصوف والجلود والدهون إلى الوقف للحفاظ على التكاليف الإدارية والعملية وكذلك التنمية المالية المحتملة للأصول لتوفير المساعدات الغذائية بشكل دائم وبالتالي يمكن من خلال مساهمة واحدة من إحدى الجهات المانحة الحفاظ على استمرارية العطاء وكذلك المساعدة في التقليل من الهدر. وتسعى مبادرة سلمى التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتعزيز الشعائر الإسلامية المتعلقة بالأضاحي وزيادة فاعلية الصدقات الغذائية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتضررين بطريقة شفافة ومستدامة وفعالة من حيث التكلفة. وتتمتع مغلفات الإغاثة الغذائية العاجلة بمواصفات تتناسب مع أحوال الكوارث والنكبات حيث تكون مساحتها أقل من العلب وهي فعالة من حيث تكلفة إنتاجها وأخف وزنا وأكثر سهولة في النقل والتسليم. ويمكن للمغلفات التي تم تطويرها أصلا لوكالة ناسا أن تتحمل الظروف القاسية .. وتتمتع المغلفات بمقاومة عالية للضغط ودرجة الحرارة ويمكن تخزينها لمدة تصل إلى ثلاث سنوات دون التأثير على جودة ونضارة المحتويات. وأشارت شيماء الزرعوني المدير التنفيذي لمدينة دبي العالمية للخدمات الإنسانية الى ان المدينة ومن خلال شراكتها في هذا المبادرة الفريدة من نوعها تعزز موقعها كأحد أكبر المرافق الإنسانية في العالم كما تعتبر المدينة الموقع الأنسب عالميا لتوفير الإغاثات العاجلة والطارئة والسريعة نظرا لشبكة الطيران التي تصل من دبي لجميع نقاط العالم الرئيسية خلال ساعات قليلة ..مؤكدة على ان توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هي بأن تكون دبي عاصمة للعمل الإنساني العالمي حيث أصبحت تلك الرؤية حقيقية واقعة

وام

شاهد أيضاً