لا مبررات

سلام أبوشهاب

وزارة الموارد البشرية والتوطين تمتلك من الأدوات ما يجعلها تحقق معجزات بمعنى الكلمة في مجال التوطين بالقطاع الخاص، والوصول إلى صفر لقوائم الباحثين عن عمل من المواطنين في هذا القطاع الواسع الذي يعمل فيه 5 ملايين موظف وعامل. فأكثر من 250 ألف وظيفة في هذا القطاع مناسبة بشكل كبير للمواطنين الخريجين. إذن أين المشكلة؟
الاهتمام الكبير من القيادة الرشيدة والحكومة بموضوع التوطين يدفع الوزارة إلى اتخاذ قرارات صارمة لا نقاش فيها في مسألة التوطين، فمنذ مايو/أيار 2018 وعقب جلسة مهمة في المجلس الوطني الاتحادي تمت خلالها مناقشة موضوع التوطين بحضور الوزير المعني، ومنذ سنوات تم إنشاء وزارة التوطين، وحتى أمس الأول، الوزارة تؤكد أن العمل جارٍ على تصميم وتطوير نظام مؤشر التوطين.
مهما كانت التحديات ومهما كانت الصعاب، لا يوجد مبرر واحد أمام الوزارة أو أي جهة أخرى، سواء حكومية أو خاصة، لعدم التعاون في إيجاد الوظائف المناسبة للمواطنين وبالذات الخريجين، نقول هذا لأن هناك ملايين الوظائف التي يشغلها غير المواطنين في القطاع الخاص، حيث إن هناك نسبة لا بأس بها مناسبة للخريجين المواطنين، وحتى أصحاب الخبرات الراغبين في الانتقال إلى هذا القطاع الحيوي.
هناك كثير من المؤسسات والقطاعات ترغب في استقطاب الكوادر المواطنة للعمل لديها، إلا أنه لا يوجد مواطنون من ذوي الاختصاص، مثل تخصص الصيدلة، حيث إن هذا القطاع مهم وكبير جداً، بدءاً من مصانع الأدوية والمستحضرات الصيدلانية، مروراً بمستودعات الأدوية والصيدليات، وشركات الأدوية. ويصل حجم سوق الدواء في الإمارات إلى أكثر من 13 مليار درهم، وهذا الرقم الضخم بكل تأكيد يوفر عدداً كبيراً من الوظائف المناسبة للمواطنين الخريجين في مجال الصيدلة.
الكثير من القطاعات التخصصية تفتقر إلى الكوادر المواطنة، وهنا يأتي دور وزارة التوطين والموارد البشرية، ووزارة التربية والتعليم (قطاع التعليم العالي) وغيرهما من الجهات الأخرى لضرورة التنسيق لتحديد التخصصات الأكثر احتياجاً للكوادر المواطنة في القطاع الخاص، والتركيز على ابتعاث الطلبة المواطنين لدراستها سواء في الجامعات داخل أو خارج الدولة، هذا على المدى المتوسط والبعيد.
والخطوة الأهم تطبيق الوزارة لقرارات التوطين بدءاً من مطلع الشهر المقبل، كما أعلنت دون تأخير أو تهاون، إلى أن يصبح عدد الباحثين عن وظائف من المواطنين صفراً، وهذا ليس مستحيلاً.

Salam111333@hotmail.com

Original Article

شاهد أيضاً