كيليني.. «بطة سوداء» تحوّلت إلى«غوريللا» في يوفنتوس

متابعة:ضمياء فالح

انفجر الإيطالي جيورجيو كيليني نجم دفاع العملاق الإيطالي يوفنتوس ضاحكاً، عندما ذكره الصحفي بوصف زميله السابق الإسباني ألفارو موراتا، مهاجم تشيلسي حالياً، وضعه مع كيليني في التمرينات ب «الدخول في قفص غوريللا جائعة، وأنت تريد سرقة طعامها».
الكثير من المهاجمين يتقاسمون نفس الفكرة عن كيليني، الذي يشكل جزءاً من جدار اليوفي العنيد الذي تلقت شباكه هدفاً يتيماً في 15 مباراة منذ 20 نوفمبر/‏‏تشرين الثاني، من ضمنها مباريات أمام برشلونة وإنتر ميلان، وروما ونابولي، وسيكون خصمه الأسبوع المقبل في أوروبا هاري كين، نجم توتنهام .
وعلق كيليني « كين لاعب مميز، لعب أمامنا قبل 3 سنوات لكنه تحسن كثيراً، وأصبح يسجل مثل ميسي وأكثر بالطبع مني، فريق بوكتينيو مثير واللعب في إنجلترا مغرٍ، لكن بالنسبة لي كما هو حال أي لاعب إيطالي لا نترك يوفنتوس إلا في حال رغب يوفنتوس في بيعنا».
وعن دفاع «السيدة العجوز» قال: «كنا في قمة التناغم عندما كان بونوتشي معنا وبيرزاغلي وأنا وبوفون في الخلف، ليس فقط فنياً؛ بل شعورياً وعاطفياً وعمقاً في الخبرة، أرى نفس الشيء في خط دفاع توتنهام الآن، أحب الثنائي البلجيكي في الخلف فيرتونجين وألدرفيرلد».
وتقوم عقلية كيليني على عقلية مقاتل الشوارع، فهو يدافع بيده وأسنانه وأنفه أحياناً، والذي تعرض للكسر 4 مرات حتى الآن، وعندما احتفل بتسجيل هدف ضرب على صدره على طريقة الغوريللا في فيلم كينج كونج الشهير وعلق: «مشكلتي أنني لا أستطيع مقاومة فرصة تسجيل هدف أو منع هدف».
وعن بداياته قال كيليني: «كنت البطة السوداء في الفريق، بسبب شكلي وأدائي الضعيف، لكنني تحسنت والسر الرغبة في العمل».
ويتمتع كيليني الحاصل على بكالوريوس في الاقتصاد وماجستير في إدارة الأعمال، بشخصية عميقة التفكير، فابن ليفورنو يقدم منذ زمن طويل الدعم المالي لشركة مسرحية تروج لممثلين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وشريك في مؤسسة «أنسوبرأبيلي» التي تقدم فرصاً رياضية لأطفال ذوي احتياجات خاصة، وكان أول المبادرين لحملة الإسباني خوان ماتا نجم مانشستر يونايتد «كومون جول»، في التبرع بنسبة واحد في المئة من الأجر لمساعدة الأطفال الفقراء حول العالم، ويعلق: «رأيت مقابلات ماتا مع الصحافة وانضم ماتس هملز له، كتبت لموقع المبادرة لكن في البداية ظن الموظف أنني فتى في ال15 يريد التحايل عليهم؛ لذا توجب علي إجراء مكالمة من حسابي في الفيسبوك كي يصدق أنني فعلاً كيليني، لا أعرف إن كنت سأحدث تغييراً بهذا التبرع البسيط، أريد فقط رؤية البسمة على وجوه الأطفال، لا أعرف كيف أصف شعوري وأنا قدوة وأيقونة لهم، فهم يتابعون كل ما نقول ونفعل، أرى الكثير من الأطفال يتقرر مصيرهم لحظة ولادتهم، وأنا أريد منحهم القوة لتقرير مستقبلهم».
وعما يشعر به حيال ثروته كنجم كرة قال: «عدم الارتياح كلمة خاطئة لوصف ثروتنا كلاعبين، أنا أقدم تضحيات ولا أفكر في أنني لا استحق الحصول على هذا الكم من المال، لكنني أدرك أنني محظوظ، ويجب أن استخدم مكانتي لمساعدة من يحتاج الدعم، الدعم ليس بالمال فقط، يمكن أن يسهم شريط فيديو أو رسالة قصيرة، أو زيارة بصنع فارق».
وعن مواطنه كونتي مدرب تشيلسي حالياً واليوفي سابقاً قال كيليني: «كونتي يمثل الحماس الإيطالي، ليس فقط في المباريات؛ بل في تمرينات كل يوم، إنه مثل ضابط شرطة، شعرنا بمناخ استثنائي معه في ثلاث سنوات معنا في الفريق، وسنتين في المنتخب، إنه مدرب رائع بعقلية رائعة لكن مدربي المنتخب حاولوا استنساخ طريقته، دون أن يملكوا معرفته.
ووصف كيليني غياب إيطاليا عن العرس العالمي في روسيا في الصيف قائلاً: «سيكون المونديال خنجراً في بطني، ولن يكون شهراً ممتعاً، سأشاهد الأهداف والملخصات لكنني لا أتخيل الجلوس في المنزل ومشاهدة المباريات من على التلفاز».

فقد الهوية

قال كيليني مدافع إيطاليا: «في السنوات العشر الأخيرة فقد الآزوري هويته، فقدنا هويتنا المتمثلة بمالديني وباريسي وكانافارو، ونيستا وبيرجومي، وجنتيلي وسيرا، بين عامي 1984 و1995، لم يتبق لدينا سوى بونوتشي، في 10 سنوات لم تنتج إيطاليا سوى مدافع واحد مميز، آمل أن يتغير الوضع الآن، والغياب عن المونديال دليل على وجود مشكلة في الكرة الإيطالية».

فقر وإنسانية

يقول كيليني: «سافرت لأماكن كثيرة حول العالم، ورأيت حجم الفقر في مناطق بجنوب إفريقيا والبرازيل، أقمت في فندق 5 نجوم في تايلند، لكنني مشيت بضعة أمتار ورأيت المشردين ينامون في العراء، ويغسلون ملابسهم في ماء النهر، «كومون جول» حملة دولية، أنا اللاعب الإيطالي الوحيد حتى الآن فيها، لكنني آمل أن يلتحق المزيد من اللاعبين».

شاهد أيضاً