الثلاثاء، ١ نوفمبر ٢٠٢٢ – ٨:٣١ م
من أحمد زهران.
أبوظبي في الأول من نوفمبر /وام/ رغم بدء المشاركات الأفريقية في بطولات كأس العالم لكرة القدم في وقت مبكر للغاية، وبالتحديد مع ظهور المنتخب المصري في النسخة الثانية من البطولة عام 1934 بإيطاليا إلا أن حجم هذه المشاركة كان متوسطا ولم تترك سوى بصمات محدودة.
كان نظام التصفيات الذي حدده الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) خلال النسخ الأولى من البطولة من الأسباب الرئيسية في ضعف المشاركات الأفريقية في البطولة ربما حتى فترة الثمانينيات من القرن الماضي بعدما حصر الفيفا فرص التأهل في بعض النسخ على بطاقة واحدة بين قارتي آسيا وأفريقيا.
ومن بين أكثر من 50 دولة أفريقية، كان التأهل على مدار تاريخ البطولة من نصيب 13 منتخبا فقط من بينها منتخبات لم يحالفها الحظ حتى الآن سوى مرة واحدة.
وخلال هذه المشاركات، تركت منتخبات قليلة للغاية بصمة حقيقية في البطولة، وكانت هذه البصمات المحدودة سببا في زيادة مقاعد القارة تدريجيا حتى وصلت إلى 5 مقاعد في النسخ الأخيرة ومنها النسخة المقبلة خلال الأسابيع القادمة.
و كان المنتخب المصري أول المشاركين من القارة الأفريقية في البطولة وقد اقتصرت مشاركاته على 3 نسخ فقط حتى الآن، وخرج فيها جميعا من الدور الأول وإن قدم عروضا جيدة في بعض المباريات.
لكن المنتخب الكاميروني هو من يستحوذ على الرقم القياسي لعدد المشاركات الأفريقية في البطولة وستكون نسخة 2022 المشاركة الثامنة له في المونديال.
كما كان الفريق صاحب أول بصمة كبيرة للكرة الأفريقية في المونديال عندما شارك في نسخة 1990 بإيطاليا وبلغ دور الثمانية بعد التفوق على منتخبات عريقة بل والفوز المنتخب الأرجنتيني (حامل اللقب وقتها) في المباراة الافتتاحية.
وخسر الفريق بصعوبة أمام نظيره الإنجليزي في دور الثمانية لكنه كسب احترام العالم كله بالأداء والنتائج التي حققها في تلك النسخة.
وبخلاف هذا الإنجاز، خرج الفريق صفر اليدين من الدور الأول (دور المجموعات) في مشاركاته الـ6 الأخرى بالبطولة انتظارا لما ستسفر عنه المشاركة في مونديال 2022.
وكان المنتخب النيجيري على وشك تكرار الإنجاز نفسه في النسخة التالية عام 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية لكنه خسر أمام نظيره الإيطالي في دور الـ16 بصعوبة، ثم وصل لنفس الدور في نسختي 1998 و2014 .
و في نسخة 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، حقق المنتخب السنغالي المفاجأة المبكرة على غرار نظيره الكاميروني في 1990 وتغلب على المنتخب الفرنسي (حامل اللقب وقتها) 1-0 في المباراة الافتتاحية للبطولة ثم شق طريقه حتى دور الثمانية أيضا.
وكانت هذه الأولى من 3 مشاركات للمنتخب السنغالي في المونديال وستكون أحدث مشاركاته في النسخة المرتقبة خلال الأسابيع المقبلة.
وعندما استضافت أفريقيا أول بطولة كأس عالم في تاريخها من خلال النسخة، التي نظمتها جنوب أفريقيا في 2010، حققت الكرة الأفريقية رقما قياسيا بمشاركة 6 منتخبات من بينها ممثل البلد المضيف.
لكن المنتخب الغاني هو من خطف الأضواء في هذه النسخة وبلغ دور الثمانية أيضا بعد مسيرة مميزة لم تتوقف إلا بركلات الترجيح أمام منتخب أوروجواي الذي تأهل للمربع الذهبي.
و كانت هذه هي الثانية من 4 مشاركات للمنتخب الغاني في البطولة حيث تشهد نسخة 2022 مشاركته الرابعة في البطولة.
وإلى جانب هذه البصمات الكبيرة، كان لمنتخبات تونس والجزائر والمغرب أيضا مشاركات قوية في البطولة ببعض النسخ الأخرى لكن الحظ عاندها فلم تتمكن من الوصول بعيدا في البطولة.
وبرغم صعوبة المواجهات التي تنتظر المنتخبات الأفريقية الـ5 (تونس والمغرب والكاميرون وغانا والسنغال) في مونديال 2022 تبدو الفرصة سانحة أمام بعضها لتحقيق مزيد من المفاجآت.
عاصم الخولي/ أحمد زهران