قردة الشمبانزي تضحك وتبتسم مثلنا

BBC- ENN وجوهنا الضاحكة لها تاريخ طويل، وابتسامتك قد يكون عمرها خمسة ملايين عام.

فالابتسامة أحياناً تعبر عنا أكثر من الكلمات، فنحن نبتسم بصمت، ونضحك بصوت مرتفع، وكلاهما مثال لطريقة تكيف وجوهنا لتتلاءم مع عالمنا الاجتماعي.

عندما نضحك تتغير عدة ملامح في وجوهنا، ويحدث هذا بمعزل عن الكلام أو إصدار أصوات الضحك.

لكن لم يتضح بعد كيف تكونت ابتساماتنا، وكان يسود اعتقاد لوقت طويل بأن الضحك لدى البشر قد أتى من “تعبيرات عبوس الوجوه المخيفة” لأسلافنا، وهذه التعبيرات هي نوع من لي قسمات الوجه بشكل إجباري تألما، أو اشمئزازا، أو ازدراءً.

لكن ثمة تحليل للضحك التلقائي من جانب قردة الشمبانزي يدحض هذه الفكرة؛ إذ يبين التحليل أنها تبتسم أيضاً على نحو إيجابي، بل وتستخدم الشفاة العليا كما نفعل نحن.

وتظهر ضحكات قردة الشمبانزي وهي تتناوش وتتقلب واضحة للعيان، لكن التحليل التفصيلي لملامح الوجه يبين تشابهات مدهشة مع الإنسان.

ويكشف البحث أيضاً النقاب عن أن هذا النوع من الضحك لا بد وأنه تطور قبل ظهور الإنسان وقبل الشمبانزي، في صفوف أسلافنا المشتركين.

فابتسامتك إذن يمكن أن تكون قد نشأت وارتقت قبل أكثر من خمسة ملايين عام طبقاً لدراسة نشرت حديثاً في دورية “بلواس وان” جورنال.

null

وقام فريق بحثي بتحليل تعبيرات الوجه لـ 46 قردا من الشمبانزي وهي تلعب وتلهو. وجلبت هذه القردة من أربع مستعمرات مختلفة في زامبيا بأفريقيا تحسباً لأي اختلافات فردية بينها.

واستخدم الفريق نظاماً كوديا خاصاً يكشف عن تغيرات دقيقة في حركات الوجه وقسماته، ومن ثم يمكن مقارنة وجوه الشمبانزي بابتسامات البشر.

واكتشف فريق البحث كذلك أن قردة الشمبانزي يمكنها أن تبتسم حتى دون إحداث صوت، وهذ ا يميط اللثام عن أنها تستخدم وجوهها الضاحكة بطريقة أكثر مرونة بكثير مما كان يعتقد في الماضي.

وتقول مارينا دافيلا روس، رئيسة فريق الدراسة من جامعة بورموث ببريطانيا، إن الطريقة التي نبتسم بها مهمة كي نستطيع التواصل بطرق ظاهرة و متعددة.

وتضيف: “لم نكن نعرف أن قردة الشمبانزي لديها هي الأخرى القدرة على استخدام تعبيرات وجهها على هذا النحو أيضا”.

وتقول: “لنحو 40 عاماً، كان الباحثون يقولون إن ابتسامات الشمبانزي عبارة عن تعبيرات منكسرة أشبه بعبوس “الخوف”، والدليل على ذلك أنها لا ترفع الشفاة العليا عند الضحك. لكن تحليلنا التفصيلي أظهر أنها تفعل ذلك”.

null
عيون القردة يمكن أن تكشف الكثير من أسرارها

ابتساماتنا إذن ربما نشأت من هذه “الوجوه الضاحكة” الإيجابية للغاية لأسلافنا وليس من تلك القسمات المنكسرة الخاضعة.

وربما نشأت الضحكات والابتسامات أصلا أثناء اللعب، لكن عندما أصبح الضحك متشابكاً بشكل عميق في عالمنا الاجتماعي، فلا بد أنه أصبح “أكثر انفصالاً عن إطار اللعب، وتطور إلى أداة أساسية من أدوات اللغة والذكاء العاطفي لدى البشر.

ويأتي هذا البحث بعد اكتشاف أن قردة الشمبانزي تغمس أوراق الشجر في سائل نباتي كحولي كي تصل إلى “حالة السكر”، وأن لديها القدرة العقلية على الطبخ أيضا.

وتقول دافيلا روس: “كلما بحثنا عن هذه العوامل المشتركة بين قردة الشمبانزي والبشر، زادت احتمالات العثور عليها”.

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Earth.

شاهد أيضاً