في مؤتمر أبوظبي الرابع للترجمة خبراء يبحثون صعوبات وتحديات الترجمة الروائية

ENN –  يُعد “مؤتمر أبوظبي الرابع للترجمة” أحد المبادرات الثقافية الحيوية التي استطاع مشروع “كلمة” التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ترسيخها على مدى الثلاث دورات السابقة.

ويهدف المؤتمر إلى دعم حركة الترجمة ودراسة القضايا المتصلة بها، والعمل على بلورة استراتيجيات تنهض بعمليات الترجمة إلى اللغة العربية وتوسع حركتها. ويعقد المؤتمر هذا العام من 10إلى13 مايو القادم بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ويطرح المؤتمر هذا العام موضوع ” الترجمة الروائية.. الصعوبات والتحديات ” ويجمع المؤتمر بين إقامة 4 ورش عمل لمترجمين متدربين من الجامعات الوطنية لتنمية قدراتهم في مجال الترجمة الروائية، وبين جلسات عامة للمؤتمر ستتناول القضايا النظرية للترجمة وإشكالياتها، وذلك انطلاقاً من أهمية الرواية كفن أدبي بالغ الخصوبة والاتساع.

وتشرف الدكتورة زينب بنياية على ورشة الترجمة من اللغة الإسبانية إلى العربية، وهي حاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة غرناطة (بإسبانيا)، وتعمل مترجمة معتمدة لدى وزارة العدل الإسبانية، وتشرح بنياية آلية عمل الورشة بقولها: “تتوزع الورشات على مدى يومين، نستهِلُّها بمقدمة نظرية حول الترجمة الأدبية، بالاعتماد على مقتطفات من روايات باللغة الإسبانية -راعينا في اختيارها التنوع والأهمية- ومن خلال تمارين تطبيقية، سنسلِّط الضوء على المشاكل التي تطرحها ترجمة الرواية، بهدف تنمية قدرات المترجم ومناقشة العقبات التي تواجهه في ترجمة النصوص الأدبية، مع تزويده بالتقنيات أو الاستراتيجيات المتاحة لتخطي هذه العقبات، واقتراح الحلول المناسبة في كل حالة من الحالات الواردة”.

ويخصص المؤتمر ورشة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، وتناقش فيها نصوص روائية إماراتية بإدارة الدكتور صديق جوهر، الذي يشغل منصب رئيس قسم الأدب الإنجليزي بجامعة الإمارات العربية المتحدة، وأشرف على العديد من أطروحات الماجستير و الدكتوراه في الجامعات العربية والإقليمية. ويقول عن الطريقة التي سيدير بها ورشته:

“تضم الورشة عدة محاور نظرية وتطبيقية علاوة على تدريبات مكثفة للمشاركين بهدف  إتقان آليات الترجمة الأدبية باستخدام أحدث وسائل التقنيات التعليمية، في عرض وتقديم المادة العلمية إبان الجلسات المتتالية. في اليوم الأول تُخصص الجلسة الافتتاحية  لعرضٍ بانورامي شاملٍ لأهم التعريفات والمصطلحات التي ترتكز عليها دراسات الترجمة الأدبية، وفي الجلسة الثانية سيتم عرض نظريات وديناميات وطرائق  الترجمة الأدبية والمشكلات التي تنطوي على ترجمة النصوص النثرية و الشعرية و المسرحية وكيفية التغلب عليها،  بينما تتناول الجلسة الثالثة عرض للتحديات اللغوية و البلاغية و المعوقات الأسلوبية و الثقافية التي تكتنفها  عملية الترجمة الأدبية والتي ترجع إلى التباينات المتعددة و الفوارق الشاسعة على جميع المستويات بين اللغة المصدر (العربية) واللغة الهدف (الإنجليزية). وتُخصص جلسات اليوم الثاني لترجمة نصوص متنوعة و مكثفة من الأدب الإماراتي  تشتمل على نماذج من  كتابات أبرز الأدباء و الأديبات في مجالات القصة القصيرة و الرواية و الشعر و المسرح”.

أما ورشة الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى  اللغة العربية فيديرها الدكتور محمّد عصفور، رئيس قسم اللغة الإنجليزية ومدير مركز اللغات في جامعة فيلادلفيا (الأردن) والمتخصص في أدب القرن التاسع عشر، ويقول عن ورشته: “تتعدد المشكلات التي يواجهها

المترجم عند ترجمة النصوص الروائية من تفاوت مستويات الخطاب ما بين التأمل الفلسفي والفيض العاطفي وما بين التصريح والتلميح، وما بين اللغة الرسمية العالية التي قد تستخدم في السرد ولغة الحوار التي قد تتعدد ما بين لغة المثقَّفين ولغة من هم أقلّ منهم ثقافة، والصعوبات الكامنة في نقل التعبيرات الخاصة من لغة تنتمي إلى ثقافة معيَّنة إلى لغة من ثقافة أخرى، وكل هذا سيتم عرضه في الورشة”.

ويدير الدكتور المؤمن عبد الله، ورشة الترجمة من اللغة اليابانية إلى اللغة العربية، و هو أحد المتخصصين العرب القلائل في علوم اللغة اليابانية وآدابها، فقد حصل على درجة الدكتوراه من جامعة جاكوشوئين  في اليابان في تخصص علوم اللغة اليابانية وآدابها، و يعمل في اليابان في المجال الأكاديمي وقطاع الترجمة والتعاون الدولي منذ أكثر من 15 عاماً، ويعمل الآن كأستاذ مشارك لعلوم اللغة اليابانية بجامعة طو‪ كاي باليابان. ويقول عن الورشة: “سأناقش مع المتدربين موضوع “المستطاع وغير المستطاع في الترجمة من اليابانية إلى العربية” وقضية “ترجمة الأبعاد الثقافية وكيفية التعامل معها”، وسأقدم أمثلة عملية من واقع الترجمة الروائية، وعمل دراسة عملية لسبل الترجمة الروائية وأهم مشاكلها الفنية من خلال ترجمة عدة مقاطع روائية لأهم الأعمال الأدبية اليابانية الحديثة، وأخيراً ترجمة المفردات اليابانية بين النظرية والتطبيق”.

 

شاهد أيضاً