علماء الأعصاب يجدون جذور التشاؤم البيولوجية

شبكة أخبار الإمارات ENN

يعاني مرضى الاضطرابات العصبية والنفسية (مثل: القلق والاكتئاب) من انخفاض حالة المزاج، ما يؤدّي إلى تركيز المرضى على الجوانب السيئة في ظروفهم أكثر من الجوانب الإيجابية.

وجد علماء الأعصاب في معهد ماساتشوستس للتقنية مؤخَّرًا المنطقة الدماغية التي تولّد هذه المشاعر المتشائمة. وأظهرت تجارب الحيوانات أنَّ تحريض هذه المنطقة التي تسمَّى النواة المذنَّبة يجعل الحيوانات تتّخذ قرارات سيّئة. أبدت الحيوانات التي تعرَّضت للتحريض العصبي تشاؤمًا غير مبرَّر في مواقف عديدة مقارنةً بالحيوانات التي لم تتعرَّض للتحريض العصبي. ويستمرُّ هذا التشاؤم طيلة اليوم بعد تحريض المنطقة الدماغية المسؤولة.

وقد تساعد هذه النتائج في فهم أسباب آثار الاكتئاب والقلق وربَّما تسهم في تطوير علاجات جديدة. ونُشِرت النتائج في بحث في مجلَّة نيورون في التاسع من شهر أغسطس/آب.

وقالت آن جرايبل الأستاذة في معهد ماساتشوستس للتقنية «نظنُّ أنَّنا كنَّا ندرس أعراضًا يختبئ وراءها القلق أو الاكتئاب. يصعب علاج هذه المشكلات النفسية لدى كثير من المرضى الذين يعانون منها.»

وضمَّ فريق العمل باحثين من معهد أبحاث ماك جوفرن مثل:كين-إيشي أميموري وساتوكو أميموري، وتركّز أبحاثهما على دراسة المشاعر وتحكُّم الدماغ بها. وشارك في البحث دانييل جبسون خبير تحليل البيانات في معهد ماك جوفرن أيضًا.

قرارات عاطفية

نجح مختبر جرايبل سابقًا في اكتشاف دارة عصبية تتحكَّم بنوع خاص من اتخاذ القرارات تعرف بقرارات تفادي الصراع. وتتطلَّب هذه القرارات عادة دراسة الخيارات المتاحة ومقارنة المحاسن والمساوئ، وتسبّب هذه القرارات القلق. وأظهر مخبر جرايبل أنَّ التوتُّر المزمن يؤثّر على اتخاذ هذه القرارات، أي أنَّ القلق الزائد يؤدّي إلى اتخاذ الحيوانات قرارات أكثر خطورة.

أراد الباحثون أن يجرّبوا إعادة إنتاج أحد الآثار النفسية التي تحدث لدى مرضى الاكتئاب والقلق واضطراب الوسواس القهري، إذ يلجأ هؤلاء المرضى إلى ممارسات سلوكية شعائرية لمكافحة الأفكار السلبية، وينظرون إلى النتائج السلبية للمواقف المختلفة. وتؤدّي هذه المقاربات السلبية، وفقًا لافتراض العلماء، إلى اتخاذ قرارات بتفادي الصراع.

ولاختبار هذه الفرضية، حرَّض الباحثون كهربائيًّا النواة المذنبة التي تلعب دورًا في اتخاذ العلاقات العاطفية. طُبِّق التحريض الكهربائي أثناء إعطاء الحيوانات عصيرًا (مكافأة) ونفخ هواء في وجوهها (تنبيه مؤلم) في الوقت ذاته. اختلفت النسبة بين المكافأة والتنبيه المؤلم من تجربة إلى أخرى، وتُرك للحيوانات خيار قبول المكافأة (العصير.)

حقوق الصورة: Anatomography/Life Science Databases

يحتاج اتخاذ قرارات صعبة مثل هذه إلى دراسة الجدوى والتكلفة. إذا كانت المكافأة قيّمة بما يكفي لتحمُّل التنبيه المزعج فستختار الحيوانات الحصول عليها، أما إذا كانت المنفعة قليلة فستنأى الحيوانات عن المكافأة. وعندما حرَّض الباحثون النواة المذنَّبة، انحرفت المفاضلة ببين المنفعة والتكلفة وبدأت الحيوانات تتنزَّه عن قبول تنازلات كانت ترضى بها سابقًا. واستمرَّ هذا السلوك حتَّى بعد إيقاف التنبيه، وكان أثره موجودًا في اليوم التالي ثمَّ بدأ يزول لتعود الحيوانات لسلوكها الطبيعي.

تشير هذه النتائج إلى أنَّ الحيوانات استصغرت قيمة المكافأة التي كانت ترغب بها سابقًا وبدأت تركّز على التكلفة أو التنبيهات المزعجة أكثر. وقالت جرايبل «ترفع هذه الحالة التي أحدثناها قيمة التكلفة مقارنةً بالمنفعة.»

ووجد الباحثون أيضًا أنَّ نشاط الدماغ الموجي في النواة المذنَّبة تبدَّل مع تغيُّر نمط اتخاذ القرارات. وعلَّقت جرايبل أنَّ هذه التغيُّرات، التي اكتشفها أميموري، في موجات بيتا قد تمثّل علامات حيوية يمكن مراقبتها وتسجيلها لدراسة استجابة الحيوانات والبشر لأدوية معيَّنة.

The post علماء الأعصاب يجدون جذور التشاؤم البيولوجية appeared first on مرصد المستقبل.

Original Article

شاهد أيضاً