«عرس» بكل تفاصيله

نور المحمود

أن تقول على ما نشهده في الإمارات خلال هذه الأيام «عرس الانتخابات»، فأنت تصف المرحلة بدقة.
هو عرس بكل تفاصيله، من الاستعدادات والتجهيزات، إلى المجالس التي أقيمت والدعوات للحضور المكثف، والإقبال بفرح كبير على ممارسة الحق في التصويت، وحتى انتهاء مرحلة الفرز وإعلان النتائج.
ما زاد العرس بهجة، هو إصرار كبار السن على الحضور بأنفسهم للإدلاء بأصواتهم، هذا الحماس ينبع من وعي لدى كبارنا بأهمية «الصوت»، الذي يعتبر أمانة ومسؤولية يختار فيها الناخب الشخص الذي يراه مناسباً كي يمنحه صوته، تماماً كأنه يسلمه أمانة ثمينة، ويكلفه تحمّل مسؤولية أهله ومنطقته والمجتمع.
هو يعلم جيداً أن هذا الحق في الانتخاب يعكس حقه في العيش الكريم ويتضمن كافة حقوقه في وطنه، والتي لا يمكنه المطالبة بها إن اختل توازنها أو عانى تعثر أحدها، إلا من خلال المرشح القادر على حمل صوته إلى المجلس الوطني والتحدث بالنيابة عنه.
العرس ازداد جمالاً بالحضور البارز لأصحاب الهمم، الذين جاؤوا حباً بالمشاركة ولأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، وأصواتهم تلعب دوراً مهماً في المساهمة في التطوير والدمج والتواجد في مختلف الميادين سواء التعليم أو الوظائف.
وكعادتها، تثبت المرأة الإماراتية تميزها؛ تشارك في الانتخابات بكثافة، مرشحة وناخبة، حاضرة دائماً عندما يناديها الواجب الوطني، وحاضرة دائماً عندما يناديها واجبها الأُسَري، مقبلة بشغف على العلم والمعرفة والتخصص في مختلف المجالات والعمل، مدعومة من القيادة الرشيدة التي دفعتها للارتقاء والتقدم وفتحت أمامها الأبواب.
نعم، وقابلت هذا القرار الحكيم بالإقبال على المشاركة والمساهمة في ترك بصمة واضحة في وطنها، وتمسكت بطموحها لتخرج على العالم رافعة اسم ابنة زايد عالياً.
المشهد الانتخابي الراقي يعلّم صغارنا الذين يراقبون ما يحصل خلال هذه المرحلة، الكثير من الدروس الوطنية وقيمة «الصوت الانتخابي» وتأثيره في تحقيق النهضة المجتمعية، ومشاركة الدولة في مسؤولياتها.
يتعلمون أن لهم حقوقاً وعليهم واجبات أيضاً من الضروري حفظها وممارستها كي يحافظوا على ما بناه وزرعه ويزرعه القادة والمسؤولون.
يتعلمون أن ما مشى عليه الآباء يجب المحافظة عليه كي يستمر السير صعوداً نحو مستقبل أفضل، والأسس الصلبة هذه متينة بما يكفي لتضمن لهم غداً مشرقاً، شرط أن يعرفوا معنى ما يحصل اليوم والمركز الذي وصلت إليه دولتهم، وأن الأرض مزهرة أمامهم، وعليهم الحفاظ عليها مع المساهمة في التطوير.

noorlmahmoud17@gmail.com

Original Article

شاهد أيضاً