ردم الفجوة المعرفية بإدماج الشباب الإماراتي

حوار: منى سعيد

يسهم العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم جمال بن حويرب في وضع برامج وطرح مبادرات ترتقي بالمجتمع فكرياً ومعرفياً، وتعزز الحراك الثقافي والإبداعي في الدولة.
وأفاد في حواره لـ «الرؤية» بأن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم نظمت بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مجموعة من ورشات العمل الإقليمية والوطنية المتخصصة، كجزء من التحضيرات لإطلاق تقرير المعرفة العربي الثالث.
وحدد عنوان التقرير في «الشباب وتوطين المعرفة»، ذاكراً أن إصداره سيُجرى نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل على أقصى تقدير.
وأوضح ابن حويرب أن التقرير يركز على مفاهيم إدماج الشباب في عمليات نقل وتوطين المعرفة من ناحية تعريفها وفوائدها الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن الأولويات التي يجب نقلها.
وأبان أن مبادرة بـ «العربي» أُطلقت رسمياً بمناسبة «اليوم العالمي للغة العربية» الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 ديسمبر من كل عام، مضيفاً أنها تستهدف تشجيع الشباب على استخدام اللغة العربية في وسائل التواصل الاجتماعي كافة، خصوصاً تويتر وفيسبوك وإنستغرام.
وأكد أن فكرة مبادرة «كتاب في دقائق» انطلقت من مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه اللـه، «أحب أن أتعلم، أقرأ الكثير من ملخصات الكتب، أقرأ الكثير من أخبار العالم وأحب أيضاً قراءة كتب التاريخ».
وأردف ابن حويرب أن فكرة برنامج دبي الدولي للكتابة تترجم حرص مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم على نشر المعرفة، وتوثيقها ونقلها إلى المجتمعات العربية كافة.
وجزم بأن البرنامج الجديد يُعد جزءاً من إيمان سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم بأهمية دعم الشباب المواطنين والعرب في مجال الكتابة، مثمناً دوره في الارتقاء بمستوى المجتمع فكرياً وأدبياً، خصوصاً أنه يمتد لأربعة أعوام.
وتالياً نص الحوار:
÷ نظمتم مجموعة من ورشات العمل لإعداد تقرير المعرفة العربي الثالث، فما الذي أُنجز على هذا الصعيد؟
– نظمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مجموعة من ورشات العمل الإقليمية والوطنية المتخصصة كجزء من التحضيرات لإطلاق تقرير المعرفة العربي الثالث الذي سيحمل عنوان «الشباب وتوطين المعرفة»، والمزمع إصداره نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل على أقصى تقدير.
ويركز التقرير على مفاهيم إدماج الشباب في عمليات نقل وتوطين المعرفة من ناحية تعريفها وفوائدها الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن الأولويات التي يجب نقلها.
ويتناول حال وتحديات واستراتيجيات الإدماج الناجع للشباب الإماراتيين في نقل وتوطين المعرفة على الصعيد الوطني، ويناقش التقرير أيضاً عناصر زيادة تمكينهم وتفعيل مشاركتهم في توظيف المعرفة في التنمية الإنسانية المستدامة.
ويترجم تقرير المعرفة العربي السعي إلى دعم الجهود الهادفة إلى تحقيق مجتمع واقتصاد المعرفة في العالم العربي، وترمي تقارير المعرفة العربية إلى خلق حالة ثقافية عربية تهتم بالمعرفة وأبحاثها لبناء مجتمع المعرفة.
وتلعب تقارير المعرفة دوراً كبيراً في توضيح الصورة الحقيقية للحالة المعرفية التي تمر بها بلادنا العربية وحالة الشباب العربي على نحو خاص.
ونعتقد أن الشعوب العربية «فتية» يشكل فيها الشباب نسبة كبيرة، ويمثلون الشق الأكبر في القوى العاملة المنتجة، علاوة على تمتعهم بأهم متطلبات إقامة مجتمع المعرفة، وهي الطاقة والقدرة المطلوبة للتغيير والإبداع.
وبالإشارة إلى تقارير المعرفة العربية السابقة عام 2009 و2010-2011، التي تضمنت الإنجازات المحققة في بعض الدول العربية، إلا أن المنطقة بشكل عام لا تزال تعاني فجوة معرفية عميقة في العديد من المجالات.
ومن هذا المنطلق فإن قضية نقل وتوطين المعرفة واستقصاء السبل الأنجع لتحقيق المساهمة الفاعلة للشباب في هذه العملية، نراها من القضايا المركزية المهمة لدينا، ولا بد من دراسة أبعادها كافة إن أردنا فعلاً تكوين مجتمعات المعرفة المأمولة، وتحقيق التنمية الإنسانية المستدامة.
ويتوجب علينا ألا نقلل من شأن الجهود الحثيثة الرامية إلى ردم الفجوة المعرفية، خصوصاً في دولة الإمارات، التي قطعت شوطاً طويلاً في مسار نشر المعرفة بين أبنائها، ما يشكل مصدر فخر للمؤسسات باعتبارها جزءاً من هذه المنظومة الحداثية.
÷ بمَ تتميز مبادرة بـ «العربي» التي أطلقتمونها؟
– تعتبر بـ «العربي» مبادرة شبابية، واقترحتها مجموعة من شباب وطلبة الجامعات الوطنية في دولة الإمارات، إذ استلهمونها من مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه اللـه، «لغتنا هي هويتنا وهي رمز عزتنا وحضارتنا، وثقافتنا العربية والإسلامية العريقة، علينا جميعاً أن نحترمها وننميها في أوساط أجيالنا الحاضرة والواعدة، كي تظل أميرة لغات العالم وتاجها، لأنها لغة القرآن الكريم الذي أُنزل هدى للناس جميعاً».
وتقدم الطلبة بفكرة المبادرة إلى مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، فسارعت بتبنيها وتطويرها واختيار اسم براق لها بالتعاون معهم، تماشياً مع أهداف المؤسسة الرامية إلى محاولة تغيير الصورة النمطية عن اللغة العربية، وإثبات أنها لغة عالمية وحيوية، فضلاً عن تشجيع الشباب العرب على استخدام لغتهم الأم عبر شبكة الإنترنت.
وأُطلقت المبادرة رسمياً بمناسبة «اليوم العالمي للغة العربية» الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 ديسمبر من كل عام، مستهدفة التشجيع على استخدام اللغة العربية في وسائل التواصل الاجتماعي كافة، خصوصاً تويتر وفيسبوك وإنستغرام، بلغة الضاد طيلة يوم المبادرة، كمظهر من مظاهر الاحتفاء باللغة العربية.
وتحفز المبادرة على الاستمرار في استخدام اللغة العربية دون سواها، ترسيخاً لها وتمكيناً للشباب من إتقان قواعد استخدامها.
ولاقت المبادرة فور إعلانها تفاعلاً رسمياً وشعبياً ودعماً واسع النطاق، إذ أعلن سمو الشيخ عبداللـه بن زايد آل نهيان وزير الخارجية دعمه لها وأثنى عليها، فضلاً عن عشرات الشخصيات الرسمية رفيعة المستوى في الحكومتين الاتحادية والمحلية.
ويوم تنفيذ المبادرة أنشأت المؤسسة بالتعاون مع شركائها في المبادرة، منصات توعوية في مجموعة من مراكز التسوق، إضافة إلى حملة إعلامية شملت مختلف وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية والمسموعة، والتي فردت مساحات واسعة لها نتيجة لأهميتها، ومستوى الدعم الرسمي والشعبي الذي حظيت به.
ونعمل حالياً على التحضير للمناشط ذاتها، بنسخة أكثر توسعاً وبالتعاون مع مجموعة الجهات الجديدة التي أبدت رغبتها في الانضمام إلى المبادرة ودعمها مادياً ومعنوياً.
÷ «كتاب في دقائق» مبادرة نوعية أخرى أطلقتها المؤسسة، ما فكرتها وما هي آلية تنفيذها؟
– جاءت فكرة مبادرة «كتاب في دقائق» انطلاقاً من مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «أحب أن أتعلم، أقرأ الكثير من ملخصات الكتب، أقرأ الكثير من أخبار العالم وأحب أيضاً قراءة كتب التاريخ»، وهي كلمات دوّنها سموه عبر وسم خاص أسماه «من مفكرتي»، وأطلقه عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
ويشارك سموه فيه ببعض التغريدات التي تحمل الكثير من أفكاره وتجاربه في القيادة والإبداع، وأعلنت المؤسسة إطلاق المبادرة بطرح الدفعة الأولى من الملخصات في أكتوبر من العام الماضي.
وتمثل المبادرة جزءاً من النشاطات والمبادرات التي أطلقتها المؤسسة للارتقاء بمستوى المجتمع فكرياً وأدبياً وعلمياً، عن طريق إصدار ملخصات لأهم المؤلفات العالمية التي تلاقي رواجاً كبيراً، وتجمع بين أصالة المحتوى والإخراج المشوّق باللغة العربية، إذ توفر للقراء خلاصة فكر الكتّاب والمؤلفين في دقائق، ما يسهم جلياً في ترويج أشهر الكتب المميزة ونقل معلوماتها الغنية إلى شريحة واسعة من الجماهير بسرعة وإتقان.
ونفذت المبادرة بالتعاون مع موقع إدارة. كوم.
÷ كيف تختار المؤسسة الكتب المعنية بالمبادرة المذكورة؟
– تختار المؤسسة مجموعات الكتب الأشهر والأعلى مبيعاً على مستوى العالم، وتسعى إلى ترجمتها وتلخيصها وتوزيعها في دولة الإمارات على مختلف الهيئات والمؤسسات والدوائر الحكومية الاتحادية والمحلية.
وتغطي الملخصات الشهرية مجموعة من المواضيع المتجددة، التي تركز على الطاقة الإيجابية والتنمية البشرية وفنون التعامل مع الحياة، والقيادة والإشراف، وتقدم نماذج ناجحة لمؤسسات وأفراد أسهموا في بناء المجتمعات، متطرقة إلى الأسرة والعائلة وسبل الحفاظ عليها كنواة فعّالة في المجتمع الحديث وفنون مجابهة تحديات الحياة بشكل عام.
÷ ما محاور برنامج دبي الدولي للكتابة، وماذا حققتم منه إلى الآن؟
– تترجم فكرة البرنامج حرص مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم على نشر المعرفة، وتوثيقها ونقلها إلى المجتمعات العربية كافة.
ويمثل البرنامج الجديد جزءاً من إيمان سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم بأهمية دعم الشباب المواطنين والعرب في مجال الكتابة.
ويمثل «برنامج دبي الدولي للكتابة» جزءاً من النشاطات والمبادرات التي من شأنها الارتقاء بمستوى المجتمع فكرياً وأدبياً، ويتكون من ثلاث مراحل، ويمتد إلى أربعة أعوام.
واستهدفت المرحلة الأولى التي نفذتها المؤسسة العام الماضي 100 شاب من الكتّاب والمؤلفين من مواطني الدولة، في حين تتوجه المرحلة الثانية إلى مجموعة من الكتّاب الشباب العرب المقيمين على أرض الإمارات، وتتعلق المرحلة الثالثة بعموم المؤلفين الشباب من العرب في الوطن العربي.
ويدعم البرنامج في مجمل مراحله مسيرة الحركة الثقافية الوطنية والعربية، عبر تبني المؤسسة للمؤلفين ودعم دور النشر، إذ تقدم لهم النصح والإرشاد الذي يرفع من مستوى المؤلفات، فضلاً عن توفير التدريب العملي في مجالات مختلفة، ما من شأنه أن يرتقي بالمستوى الأدبي والفكري لأعضاء البرنامج.
ونحن حالياً في المرحلة الأولى، وجرى التوقيع مع 20 كاتباً وكاتبة من مواطني الدولة، لنشر مؤلفاتهم وترويجها، ونحن في طور استكمال هذه المرحلة، وتواصلنا مع دور نشر وطنية عدة لتوقيع اتفاقات معها قصد استكمال عدد المؤلفين الـ 100.
وأبرمنا مذكرة تفاهم مع مجموعة «لارمتان» الفرنسية للنشر، بهدف تدريب ونشر أعمال المواطنين والعرب الكتّاب باللغة الفرنسية، كجزء من خطط التعاون المستقبلية بين المؤسستين في دبي وباريس لدعم البرامج.
وتأتي هذه المشاركة مع مجموعة دولية بثقل «لارمتان» لتتجاوز النشر باللغة الفرنسية وتتعداها إلى دعم «برنامج دبي الدولي للكتابة»، بشتى الأساليب والطرق حتى توفر لأبنائنا من المتدربين والطموحين الظروف الملائمة للوصول إلى آفاق العالمية الرحبة، خصوصاً في عالم المعرفة المتزايد الذي يعتمد تقنية أساليب التواصل الاجتماعي.
÷ هل هناك جديد في مبادرة «عائلتي تقرأ» الموجهة إلى الأسر المواطنة والمقيمة؟
– تعكس هذه المبادرة توجهات المؤسسة على صعيد خلق بيئة معرفية متقدمة في بلادنا، فخصصت المؤسسة مجموعات من الكتب القيمة والمتنوعة لتوزع على شكل حزم على عموم الأسر المستهدفة في الدولة بحسب المعايير التي وضعتها المؤسسة، وأطلقنا عليها مسمى «حزم المعرفة».
وترمي المبادرة الجديدة إلى رفع المستوى المعرفي لدى أفراد الأسرة كافة، من دون تمييز عبر باقة مختارة وقيّمة من الكتب المتنوعة الشهيرة على المستوى العالمي، والتي حققت مبيعات كبرى في مجالات متعددة، وتُرجمت إلى اللغة العربية، عبر مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، قصد استخدامها في هذه المبادرة وأي مبادرات مستقبلية مشابهة.
وستغطي مبادرة «عائلتي تقرأ» أولاً الأسر كافة في إمارة دبي، ومن ثم ستنتقل إلى باقي إمارات الدولة.
ورصدت المؤسسة العديد من الكتب القيمة سيستفيد منها ما مجموعه 50 ألف أسرة في دولة الإمارات، بواقع حزمة معرفية تضم 20 كتاباً متنوعاً لكل أسرة، وانطلقت المبادرة بتوزيع الحزم على أسر موظفي المؤسسة والمؤسسات الحكومية المحلية في دبي، مع توقعات باستكمال توزيع الكتب على الأسر المستهدفة كافة قبل نهاية العام الجاري.
ويوماً بعد يوم تنضم مجموعة جديدة من الهيئات الحكومية الاتحادية والمحلية إلى قائمة المستفيدين من المبادرة، إذ انضم أخيراً برنامج الشيخ زايد للإسكان إلى قائمة المستفيدين من المبادرة، وتسلم 300 حزمة معرفية لتوزع على موظفي البرنامج.
سيرة ومسار
عُيّن المستشار الثقافي في حكومة دبي جمال بن حويرب في منصب العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، بموجب مرسوم أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه اللـه، في مايو العام الماضي.
وهو مؤرخ وأديب إماراتي متخصص، وصاحب تجربة مهمة في توثيق الحركة الثقافية والإبداعية لإمارة دبي، وباقي إمارات الدولة والخليج العربي.
ويهتم ابن حويرب بالشعر الشعبي والروايات المنقولة، وكتب التراث العربي والإسلامي، ويقدم البرنامج الشهير «الراوي» في شهر رمضان الفضيل على تلفزيون دبي.
ألّف سلسلة من الأعمال المتنوعة ما بين الشعر والأدب والتاريخ، ومجال التعليم، وصدرت له كتب عدة بين التأليف والتحقيق، فضلاً عن كونه من أعلام الشعر الفصيح والنبطي في دولة الإمارات.
نبذة
انطلقت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بمبادرة شخصية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وجاء إعلان تأسيسها في كلمة سموه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت ـ الأردن في مايو 2007.
وقدمت في الأعوام الستة الماضية من عمرها الكثير في مجال نشر المعارف ودعم ريادة الأعمال.
وتعمل المؤسسة اليوم بشكل حثيث لخلق بيئة معرفية متقدمة تليق بسمعة دبي والدولة، إذ أطلقت المؤسسة منذ تأسيسها عدداً من المبادرات، منها مهرجان دبي الدولي للشعر، الحوار الألماني العربي وتقارير المعرفة العربية.

صحيفة الرؤية

شاهد أيضاً