رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة: التعايش وقبول الآخر طريق العيش في أمن واستقرار

رئيس-المجلس-العالمي-للمجتمعات-المسلمة:-التعايش-وقبول-الآخر-طريق-العيش-في-أمن-واستقرار

شبكة أخبار الإمارات ENN

الثلاثاء، ٤ أكتوبر ٢٠٢٢ – ٩:٥٣ م



جاكرتا في 4 أكتوبر / وام / أشاد معالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة بالمجتمع الأندونيسي وبتنوعه ..وقال إن إندونيسيا تعتبر من أفضل النماذج الذي يحتذى بها كمثال للتعايش والتسامح” ومن حق الإندونيسيين أن يفتخروا بكونهم المجتمع الذي يعكس صورة الإسلام الصحيح .

وأعرب النعيمي خلال محاضرة في جامعة هداية الله شريف الإسلامية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا تحت عنوان “التعايش والتنوع وقبول الاختلاف”..عن سعادته كون هذا العام 2022 هو “عام التسامح” في إندونيسيا.

وقال :علينا كمسلمين أن ندرك عندما نتحدث عن التسامح، فنحن نعلم أننا لا نسعى من خلال ذلك لتحقيق هدف إعلامي أو للترويج لأهداف سياسية أو غيرها، بل لأننا نؤمن أن التسامح يعتبر أساساً من أسس ديننا الإسلامي الحنيف، فديننا دين السلام والله تعالى يقول عن نبيه الكريم: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”.

وأضاف النعيمي : هناك من يحاول أن يختطف ديننا وكذلك يختطف عقول شبابنا وأبنائنا، وقد استشهدت بالآية لكي أؤكد على أن ديننا ونبينا ليس رحمة للمسلمين فقط بل رحمة للعالمين أجمع، مشيرا إلى أننا إذا ما ذهبنا إلى أي مكان حول العالم سنجد أن هناك تنوعاً في تلك المجتمعات من خلال أديان وأعراق وثقافات وألوان وانتماءات مختلفة، وعلى الجميع أن يعي أنه لابد من أن يؤمن بقيم التعايش وقبول الآخر.

وأوضح رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة أن الرسول الكريم عندما أتى إلى المدينة المنورة وجد أن من مكونات المجتمع هناك أتباع أديان مختلفة ومنهم اليهود، وحينها أعلن عن “صحيفة المدينة” التي تعد أول وثيقة مواطنة في العالم، كما أنه استقبل وفد نصارى نجران في المسجد النبوي وهم يلبسون صلبانهم ولم يكن هدفه دعوتهم للإسلام بل للتحاور معهم، وفي ذلك رسالة للصحابة من مهاجرين وأنصار بأن الإسلام يقبل الآخر ويتعايش معه بغض النظر عن دينه وإيمانه.

وأكد النعيمي على أنه من المهم أن ندرك أن التعايش وقبول الآخر هو الطريق للعيش في أمن واستقرار وسلام، منوّها بأن أندونيسيا تعد الوطن الذي يأوي الجميع بغض النظر عن دينه أو انتمائه، لأن في ذلك رسالة للجميع بأن الوطن هو الجامع والموحد لكل تلك الاختلافات، وعلينا أن ندرك أن هناك اختلافات في الدين أو العقيدة أو المذهب وفي فهم الدين، ليس من اليوم فقط بل منذ مئات السنين، وهذا الاختلاف كان موجوداً لدى العلماء ومن سبقنا ولكن على الرغم من ذلك كان بينهم التفاهم والاحترام وهذه سنة الحياة.

وأضاف ” النعيمي ” أن انتشار الإسلام ووصوله إلى أقاصي العالم كان بسبب السلم والتسامح والرحمة وحسن التعامل مع الآخر، وعلينا كمسلمين أن نفخر بذلك وألا نترك الفرصة للجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تحاول اختطاف ديننا وتشويه سمعته، وأن ندرك أن أجدادنا حملوا رسالة التعريف بهذا الدين الحنيف من خلال التعامل الحسن واليوم نحن من يحمل هذه الرسالة، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين وعلينا أن نحترم هذه الاختلافات والتي تنعكس بلا شك على مدى فهمنا وتعريفنا للتعاليم والقيم الدينية، وهذه قضية علينا تفهمها جيدا، وخاطب الحضور بأن عليهم أن يدركوا أن كونهم مسلمين لن يتعارض ذلك مع كونهم إندونيسيين، فالبعض يحاول أن يرسل رسالة بأن الانتماء لابد أن يكون للأمة وليس الوطن، وهنا نسأله من هي الأمة التي تقصدها إن كان الإسلام هو ديننا وهو لا يعارض ولاءنا وانتماءنا لأوطاننا. ألقيت المحاضرة بحضور معالي البروفيسور علوي شهاب المبعوث الخاص لرئيس إندونيسيا ووزير الخارجية السابق وسعادة البروفيسور أماني لوبيز، رئيسة جامعة هداية الله شريف الإسلامية وسعادة عبدالله سالم الظاهري، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في إندونيسيا بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الحكوميين وقادة المجتمع والكادر الأكاديمي ممثلاً في أعضاء هيئة التدريس في الجامعة وجمع غفير من الطلبة.

-منع-

زكريا محي الدين/ منصور عامر


شاهد أيضاً