خلايا بديلة لتنظيم السكر في الدم

يشكل مرض السكري مشكلة كبيرة للأشخاص المصابين به، لأنه يؤثر سلباً في غالبية أعضاء الجسم، وهو من الأمراض المزمنة التي تصيب الشخص نتيجة ضعف إنتاج هرمون الأنسولين، أو بسبب عدم حساسية خلايا الجسم لهذا الهرمون وبالتالي عدم الاستفادة منه، والأنسولين هو الهرمون الذي ينظّم وجود السكر في الدم، ونجحت دراسة ألمانية حديثة في التوصل إلى أسلوب يعيد برمجة بعض خلايا الكبد ويحوّلها إلى خلايا بنكرياس، وذلك عن طريق استهداف تعبير جيني معين لعلاج مرض السكري من النمط الأول.
يرتفع معدل السكر في الدم في حالة فقدان السيطرة عليه نتيجة مرض السكري، ويتسبب ذلك مع مرور الوقت في حدوث أضرار في بعض أعضاء الجسم، منها القلب والأوعية الدموية والكلى والأعصاب والعينان، ويوجد نوعان من مرض السكري، أحدهما يسمى مرض السكري من النوع الأول وفيه لا ينتج الجسم الكميات الكافية من الأنسولين، والثاني ويطلق عليه مرض السكري من النوع الثاني، وهو الأكثر انتشاراً في جميع أنحاء العالم.
ركزت الدراسة الحديثة على تطوير علاج داء السكري من النوع الأول، ومعروف أنه ينتج عن قيام جهاز المناعة بمهاجمة خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، بسبب خلل في المناعة مما يؤدي إلى في تلفها، وكان هدف الدراسة هو إعادة برمجة الخلية، من أجل تحويل أحد أنواع الخلايا إلى نوع آخر من خلال تعديل جيني معين.
قام الباحثون بإعادة برمجة خلايا من الكبد نتيجة وجود بعض المميزات والخصائص بها بدلاً من خلايا البنكرياس نفسه، ومنها أنها خلايا يسهل الوصول لها ومتوافرة بكثرة، وتوصلت الدراسة إلى أن تغيير التعبير الجيني لأحد الجينات أدى إلى تحويل بعض خلايا من كبد الفئران إلى حالة غير متخصصة، وقام الباحثون بحثّها لتصبح خلايا مماثلة لخلايا بيتا في البنكرياس.
وبعد زراعة هذه الخلايا داخل فئران مصابة بالسكري من النمط الأول، لاحظ الباحثون عودة مستويات السكر بالدم إلى المعدل الطبيعي، وهو ما يدل على أن هذه الخلايا بدأت تقوم بدور خلايا بيتا في إفراز الأنسولين وتنظيم السكر داخل الجسم.

شاهد أيضاً