في تجسيد عملي لقيم العطاء والتكافل الاجتماعي، أعلنت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي عن نتائج الربع الأول من عام 2025 لمبادرة “ثمار صدقاتكم”، التي تهدف إلى تعزيز ثقافة التبرع المستدام، وتوجيه الصدقات نحو قنوات موثوقة ومؤثرة، بما يضمن تحقيق أثر ملموس على المستفيدين والارتقاء بجودة حياتهم.

وقد أظهرت المؤشرات الإحصائية للمبادرة نموًا ملحوظًا في حجم التبرعات وعدد المستفيدين مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما يعكس تنامي ثقة المجتمع في المبادرة ومصداقيتها، ويؤكد فاعليتها كمنصة مؤسسية موثوقة في إيصال الصدقات إلى مستحقيها الحقيقيين.

وبلغ إجمالي التبرعات التي جرى جمعها عبر المبادرة ما يقارب 15 مليون درهم، خُصصت لدعم عدد من المبادرات الفرعية ذات الأثر الاجتماعي والإنساني، من بينها مبادرة “سرير الخير” التي ساهمت في تغطية تكاليف علاج 19 مريضًا من ذوي الدخل المحدود، وتأمين الأجهزة الطبية اللازمة لهم، بما يسهم في استكمال مراحل علاجهم وتخفيف الأعباء المادية عن أسرهم. كما ساهمت مبادرة “كرسي العلم” في تمكين 142 طالبًا من طلبة المدارس والجامعات من الفئات المتعففة من مواصلة تعليمهم، من خلال دعم أسرهم في سداد الرسوم الدراسية وتوفير مستلزمات التعليم الأساسية.

وفي السياق ذاته، واصلت مبادرة “تفريج كربة” دورها في سداد مديونيات النزلاء المعسرين، حيث أسهمت خلال الربع الأول من العام في الإفراج عن 28 نزيلاً، ما كان له بالغ الأثر في استعادة استقرارهم الأسري والاجتماعي، وفتح صفحة جديدة في حياتهم.

وشملت عددًا من البرامج الإنسانية الأخرى، من بينها دعم أصحاب الهمم، وتوفير وجبات الطعام للفئات المحتاجة، والمساهمة في أداء مناسك الحج، وبناء المساجد، إلى جانب الحملات الموسمية مثل “ساند 2” و”عساكم من العايدين”، حيث بلغ عدد المستفيدين من هذه البرامج مجتمعة نحو 6,756 مستفيدًا، وبقيمة إجمالية قاربت 8 ملايين درهم.

وفي تعليق له على هذه النتائج، أكد محمد مصبح ضاحي، المدير التنفيذي لقطاع العمل الخيري في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، أن الإنجازات المحققة تعكس فعالية المبادرة ونجاحها في الوصول إلى الفئات المستحقة، قائلا: “إن النمو المتسارع في حجم التبرعات وعدد المستفيدين يعود إلى توسيع نطاق الحملات الرقمية، وتفعيل الشراكات الاستراتيجية مع عدد من المؤسسات والجمعيات الخيرية ذات الثقة والمصداقية، ففي كل درهم يُنفق، هناك حياة تتغير، حيث أن العطاء يتجاوز إلى تعزيز الطمأنينة في القلوب وترسيخ قيم التضامن الإنساني”.

وأضاف ضاحي أن مبادرة “ثمار صدقاتكم” تمثل نموذجًا نوعيًا في العمل الخيري المؤسسي، من خلال ما تقدمه من منظومة شفافة وفعالة، تضمن توجيه التبرعات إلى مستحقيها الحقيقيين، بما يسهم في تحقيق أثر إيجابي مستدام يعزز جودة الحياة ويحفظ كرامة الإنسان