تقنية جديدة للتعرُّف على الأوجه تكشف المسافرين بأوراق مزيَّفة

لا يمكنك الاحتيال على النظام

لم يستغرق تشغيل التقنية وقتًا طويلًا قبل أن تكشف أوَّل مسافر في مطار واشنطن دولس الدولي يحمل أوراقًا مزيَّفة. وعلى الرغم من أنَّ هذا الخبر يدعم التقنية ومناصريها، فإنَّه ينتهك خصوصية المسافر العادي أيضًا.

أعلن 14 مطارًا في الولايات المتحدة يوم الاثنين الماضي بدء اختبار نظام تحرّي المعرّفات الحيوية وضمّه إلى إجراءات التحرّي والفحص الأمني للمسافرين. ويفرض النظام على المسافرين الوقوف أمام كاميرا لالتقاط صورهم ومقارنتها بصورة وثيقة السفر أو الجواز للتأكد من هويّة الشخص.

وأعلنت هيئة الديوان وحماية الحدود الأمريكية يوم الخميس الماضي عن نجاح تقنية التعرُّف على الأوجه في كشف رجل حاول الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام وثائق شخصية مزيَّفة

وكان المسافر البالغ من العمر 26 عامًا قادمًا من البرازيل ويحمل جواز سفر فرنسي لاستخدامه في الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لكنَّ نظام التحرّي الجديد عثر على اختلاف بين صورة المسافر والصورة المرفقة بجواز السفر. واكتشف موظّفو هيئة حماية الحدود لاحقًا أنَّ المسافر كان يحمل وثائقه الرسمية الصادرة من جمهورية الكونغو ويخفيها في حذائه.

ووفقًا لوكالة سي نت، قرَّر مكتب وكيل النائب العام في المطار عدم توجيه اتهام ضدّ الرجل والسماح له بمغادرة الولايات المتحدة.

انقسام أخلاقي

ستختلف مشاعرك تجاه نظام التعرُّف على الأوجه بناءً على توجُّهك والفريق الذي تنتمي إليه. يدَّعي مؤيّدو التقنية أن حادثة القبض على المسافر تظهر لنا نجاح التقنية في أداء وظيفتها في حماية أمن الولايات المتحدة.

وقالت كايسي دورست مديرة وكالة حماية الحدود في بيان صحافي «يبحث المجرمون والإرهابيون عن طرائق مختلفة ومتنوعة لاستغلال الوثائق المسروقة. وتقضي تقنية التعرُّف على الأوجه الجديدة على هذه الفرصة بمنع استخدام الوثائق المزيَّفة والمسروقة.»

الأخ الأكبر في المطار

قد يثير استخدام نظام التعرُّف على الأوجه قلق عديد من الناس الذين يقرؤون الحدث على أنَّه خطوة باتجاه المجتمع البائس الذي يحكمه الأخ الأكبر (إشارةً إلى رواية جورج أورويل 1984.) وإذا نجحت التقنية في مطار واشنطن دولس الدولي، فستسعى المطارات الأخرى إلى تنفيذه وقد تنتشر التقنية بين قطاعات أخرى مثل: المدارس والشركات والأماكن العامة.

وقد يؤدّي ذلك إلى مشكلات عديدة لأسباب متنوعة. ووفقًا لتقرير وكالة إن بي سي، قال موظّفو الأمن في المطار أنَّ دقَّة أنظمة الأمن تعادل 99%، لكنَّ عدَّة اختبارات أخرى أجريت على تقنية التعرُّف على الأوجه أظهرت أنَّها ليست دقيقة دائمًا. وتحمل التقنية أحيانًا نظرةً عنصريَّةً أو متحيزة من الناحية الجنسانية، ما يتسبَّب في أخطاء يعاني منها أصحاب البشرة الداكنة والنساء أكثر من الرجال البيض. قد يساعد نظام الأمن الجديد في مطار واشنطن دولس الدولي على القبض على منتحلي الشخصيَّات، لكنَّه قد يخطئ ويوجّه التهمة إلى أبرياء أيضًا.

إن القبض على منتحل شخصية واحد لا يثبت كفاءة النظام الجديد. وما زالت التقنية تخضع للاختبار والمراقبة في نسختها التجريبية في المطار. وإن نجحت في إثبات كفاءتها، فسنشهد حالات قبض على مسافرين حتَّى بعد اجتيازهم لتحقيق موظّفي الهجرة.

The post تقنية جديدة للتعرُّف على الأوجه تكشف المسافرين بأوراق مزيَّفة appeared first on مرصد المستقبل.

Original Article

شاهد أيضاً