تعميم حلقات تحفيظ القرآن في المدارس

حوار منقول من صحيفة الرؤية

سلطان الكتبي رئيس مؤسسة القرآن الكريم والسنة في الشارقة 

يبذل قصارى جهده لتعليم الناشئة والشباب قواعد التلاوة والترتيل وتحفيظهم آيات كتاب الله .. إنه رئيس مؤسسة القرآن الكريم والسنة في الشارقة سلطان الكتبي.
أوضح في حواره مع «الرؤية» أن المؤسسة تعتزم إجراء توسيعات لاستيعاب أكبر عدد من الدارسين، وزيادة الحلقات في المناطق الجديدة كالسيوح والرحمانية، مشيراً إلى إطلاق برنامج رقمي لتعزيز التواصل بين المشرفين على المعلمين والإدارة.
وأكد الكتبي تطوير نظام حلقات تحفيظ القرآن، عبر تعميمها في المدارس ورياض الأطفال بالتعاون مع منطقة الشارقة التعليمية ومجلس الشارقة للتعليم.
وأفصح عن وضع خطط مستقبلية حول توفير الحافلات ومواصلات النقل للمراكز النموذجية الكبيرة، مبيناً أن مظلة المركز الواحد تجمع تحتها، ما يفوق خمس حلقات وتصل أحياناً إلى 11 حلقة.
وارتفع عدد المتسابقين في دورة العام الجاري لجائزة الشارقة للقرآن الكريم والسنة إلى 776 متسابقاً ومتسابقة، مقارنة بـ 620 العام الماضي، ولا تزال التصفيات النهائية مُستمرة. وتالياً نص الحوار:
÷ كم بلغ عدد الدارسين في حلقات المؤسسة؟
– بلغ عدد الدارسين في حلقات المؤسسة والمراكز الخاصة التي تشرف عليها، نحو 20 ألف طالب، 12 ألفاً من الإناث، و7800 من الذكور، بزيادة 5000 دارس مقارنة بعام 2012.
ووصل إجمالي المراكز النموذجية إلى 42 مركزاً لتحفيظ القرآن الكريم، تُسيرها مجموعة من المشرفين والموجهين.
÷ ما سبب التحاق النساء أكثر من الرجال بالحلقات؟
– ينتسب النسوة أكثر من الرجال إلى الحلقات، باعتبارهن متفرغات في الصباح، عكس الرجال فهم منشغلون.
÷ ما أحدث الخدمات المُقدمة في حلقات القرآن؟
– تطور نظام حلقات تحفيظ القرآن الكريم، إذ بدأنا تعميم الحلقات في المدارس ورياض الأطفال بالتعاون مع منطقة الشارقة التعليمية ومجلس الشارقة للتعليم، وقُدّر عدد الرياض والحضانات التي تحتضن الحلقات بسبعة في أربع مدارس حكومية.
÷ هل ستُعمم الحلقات في جميع المدارس ورياض الأطفال قريباً؟
– مبدئياً، شرعنا في التنفيذ وجاري العمل على التوسع في الأيام المُقبلة، بالتعاون مع الجهات المعنية.
÷ وضعتم خطط العام الجاري، فهل يُمكن تسليط الضوء على محاورها؟
– نعتزم إجراء توسيعات لاستيعاب أكبر عدد من الدارسين، وزيادة الحلقات في المناطق الجديدة كالسيوح والرحمانية.
ونطلق العام الجاري برنامجاً رقمياً لتعزيز التواصل بين المشرفين على المعلمين والإدارة التعليمية، ومتابعة مستويات الطلاب، إضافة إلى رفع التقارير الدورية.
÷ يعاني البعض صعوبة التنقل من منازلهم إلى أماكن حفظ القرآن، ألا تنوون تزويد مراكز التحفيظ بخدمات النقل والمواصلات؟
– نمتلك خططاً مستقبلية في هذا الشأن، بهدف توفير الحافلات ومواصلات النقل للمراكز النموذجية الكبيرة، إذ تجمع مظلة المركز الواحد تحتها ما يفوق خمس حلقات، وتصل أحياناً إلى 11 حلقة.
÷ كم نسبة تغطيتكم لمساجد الشارقة؟
– نُغطي تقريباً 98 في المئة من مساجد الشارقة.
÷ هل تُغطي حلقات القرآن المناطق البعيدة أيضاً؟
– نحرص على تغطية جميع المناطق، حتى تنتشر حلقات المؤسسة في الإمارة، ووردت إلينا مطالب بتنفيذ الحلقات في بعض المناطق البعيدة، وبالرغم من صعوبة ذهاب المعلمين إلى هناك، خصصنا لهم بدل نقل، بغرض حثهم على تعليم الدارسين في جميع الأماكن من دون استثناء.
÷ ينشغل الشباب والناشئة حالياً، بالكثير من الملهيات، فكيف تستقطبونهم إلى حلقات القرآن الكريم؟
– نستند في استقطاب الشباب إلى إطلاق المسابقات التحفيزية، ومنحهم جوائز عينية ومادية، لتشجيعهم على حفظ آيات القرآن الكريم.
÷ وهل تُعد هذه الجوائز كافية؟ ولما لا تطبقون فكرة التعلم عن بعد إلكترونياً؟
– نأخذ بعين الاعتبار الجانب السلوكي، ودور القرآن الكريم في تهذيبه وصقله وتحسينه، ومن هذا المنطلق لا نحبذ فكرة التعليم عن بعد، لأسباب عدة، يتمثل أولها برغبتنا في ربط الدارس بالمسجد سلوكياً، حتى يتعلم الصلاة والأخلاق الحميدة، فضلاً عن توثيق العلاقات الاجتماعية بين أبناء الحي الواحد.
÷ ألا تعتزمون إدراج لغات أخرى غير العربية؟
– يُحفظ القرآن الكريم ويُدرس باللغة العربية فقط، ولا تتضمن حلقاتنا تفاسير كي نُترجمها.
÷ ما الصفات والمؤهلات التي يجب أن تتوفر في معلمي الحلقات؟
– يجب أولاً أن يكون حافظاً لكتاب الله تعالى، مع الإلمام بأصول تعليم القرآن، وحصوله على شهادة لا تقل عن المرحلة الجامعية.
وتتمثل السمات الشخصية في حسن السيرة والتحلي بالأخلاق والآداب الإسلامية والعدل، فضلاً عن التجرد من حظوظ النفس، والاتزان الانفعالي.
ولا بد له من ضبط النفس في بعض المواقف، وامتلاك مهارات الاتصال الفعال مع الطلاب، حتى يُبلغهم المقصود.
÷ هل ارتفع عدد المُسجلين في جائزة الشارقة للقرآن الكريم والسنة، العام الجاري؟
– ارتفع عدد المتسابقين في دورة العام الجاري لجائزة الشارقة للقرآن الكريم والسنة إلى 776 متسابقاً ومتسابقة، مقارنة بـ 620 العام الماضي، ولا تزال التصفيات النهائية مُستمرة.
÷ ما جديد الجائزة على مستوى الفروع والتعديلات؟
– استحدثنا عدداً من الفروع، وأدرجنا بعض التعديلات في مسابقتي القرآن الكريم والسنة النبوية من ناحية أعمار المتنافسين، علاوة على اعتماد مجالات وفئات جديدة. ورفعنا قيمة الجائزة مالياً، لتبلغ مليون درهم، ووفرنا إمكانية التسجيل الإلكتروني في موقع المؤسسة فقط، لاستقطاب أكبر عدد من المترشحين.
÷ ما مدى نجاحكم في تحقيق أهدافكم وبرامجكم؟
– منذ تكليف مجلس الإدارة الحالي من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بإدارة المؤسسة، أخذ المجلس على عاتقه الارتقاء بالمؤسسة وتطوير خدماتها.
وركز على التوطين واستقطاب الكفاءات الإماراتية المُؤهلة، فزاد عدد حلقات المؤسسة 30 في المئة، فضلاً عن نجاحنا في تطوير شعبة الإقراء، وإضافة فروع جديدة ضمن جائزة الشارقة للقرآن الكريم والسنة، مثل فرع الأم الحافظة، وفئة أئمة المساجد، ومعلمي المؤسسة، وفرعي الحافظة، وذوي الاحتياجات الخاصة.

سيرة ومسار
يعكف رئيس مؤسسة القرآن الكريم والسنة في الشارقة سلطان الكتبي على تطوير أداء المؤسسة منذ تقلده رئاستها، مُستقطباً نخبة من المعلمين والمشرفين لتدريب الطلبة والملتحقين بحلقات القرآن الكريم.
نال الكتبي بكالوريوس الآداب من جامعة الإمارات ـ تخصص دراسات إسلامية ـ عام 1987، وتولى عدداً من المناصب الإدارية المهمة في الشارقة، كعضويته في المجلس الاستشاري، والمجلس البلدي لمدينة الذيد، وترؤسه اللجنة الثقافية في نادي الذيد الثقافي والرياضي.

شاهد أيضاً