تطوير منظومة ذكية في دولة الإمارات تسهم في الكشف عن فيروس كورونا المستجد

طور باحثون في دولة الإمارات العربية المتحدة حديثاً برامج خاصة تحلل صور صدر المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وتقوم آلية الاختراع، وفق بيان تلقى مرصد المستقبل نسخة منه، على معاينة الصدر للإبلاغ عن الحالات المستجدة بفيروس كورونا المستجد المشتبه بها، مع تحليل المعلومات والسجلات الطبية الخاصة بالمرضى.

ونفذت رُلى شرقي، الدكتورة والأستاذة المساعدة في كلية الهندسة والعلوم الفيزيائية التابعة لجامعة هيريوت وات في دبي، وعدد من المتخصصين في مجال البحث والعلوم من جامعة الشارقة عمليات تطوير هذا الابتكار وتجارب اختباره الأولية فأثبت نجاحه في عدد من مستشفيات دولة الإمارات.

وأشرف على تطوير هذا الابتكار من جامعة الشارقة الدكتورة منى ناصر كاظم، والدكتور حيدر، والدكتور محمد مدكور في مجال دراسة الأشعة والإحصاء والتحاليل المخبرية.

فكرة الابتكار

وقالت «شرقي»، لمرصد المستقبل، إن فكرة المشروع انبثقت «عندما كان الفحص لفيروس كورونا غير متوفر بصورة يسيرة والنتائج تأخذ وقتًا طويلًا. واستفدت من الخبرة التي حصلت عليها خلال دراستي لشهادة الدكتوراه التي طورت فيها منظومة لتحليل الصور تستخدم لأغراض السلامة في قطاع التشييد. ومن هنا فكرت بتطوير منظومة مشابهة لتحليل الصور الحرارية.»

ارتباط وثيق

وبالفعل، أثبتت الاختبارات وجود ارتباط وثيق بين الصورة الحرارية وصورة الأشعة التي تظهر بوضوح المناطق المصابة في الرئة والتي يحتمل إصابتها بالتهابات بكتيرية أو فيروسية مثل فيروس كورونا المستجد.

ويجري حاليًا العمل على تسجيل الابتكار كبراءة اختراع، ليعمل بعدها على تسويق النظام في دول الخليج العربي وباقي الدول العربية.

وقالت «شرقي» إن هذا النظام يتميز «بتكلفته الزهيدة التي لا تزيد عن خمسمئة دولار للجهاز الواحد.»

الطرق التقليدية تفتقر إلى الدقة

وأوضحت «شرقي» أن «أغلب عدد الفحص المستخدمة لاكتشاف الاصابة بفيروس كورونا المستجد تفتقر إلى الدقة العالية، ولهذا لجأ المعنيون إلى التشخيص بواسطة الأشعة السينية التي تمثل أوسع الأساليب انتشارًا لاكتشاف أورام والتهابات الرئة في المرضى المصابين بكوفيد-19، لكن في فترة انتشار الجائحة قد لا تتوفر لدى كثير من  الدول النامية الإمكانيات الكافية لفحص آلاف الأشخاص في فترة زمنية قصيرة فضلًا عن أن هذه الطريقة تتطلب رأي طبيب اختصاصي قد لا يكون متوفرًا أصلا.»

وقالت إن «بعض الدراسات المنشورة، منذ العام 2018، تشير إلى كفاءة التصوير الحراري في تشخيص التهابات الرئة مما ولد فكرة تطوير هذه المنظومة الآلية لتصوير، وتحديد التهابات الرئة بواسطة كاميرا حرارية بدلًا من الأشعة السينية.»

وأوضحت أن «التكلفة المنخفضة لهذه الطريقة، بالإضافة إلى عدم الحاجة إلى طبيب اختصاصي لغرض التشخيص تعطي هذه الطريقة أفضلية على الأساليب المتوفرة حاليًا. كما أن الدقة مقارنة بفحص الأشعة السينية تقارب 80 بالمئة.»

وأضافت إن الدراسات السابقة أثبتت «كفاءة ودقة التصوير الحراري في بعض الحقول الطبية. وكان علينا إثبات أنه بإمكاننا اكتشاف التهابات الرئة التي يسببها فيروس كورونا المستجد بهذه الطريقة. واستطعنا إثبات فعالية التصوير الحراري في هذا المجال بعد مقارنة الصور التي حصلنا عليها بالتصوير الحراري مع صور الأشعة السينية وكانت النتائج مشجعة.»

استخدام الذكاء الاصطناعي

وقالت شرقي إن «التقنية المستخدمة في هذه المنظومة تهدف إلى الحصول على النتائج بصورة آلية باستخدام الذكاء الاصطناعي من خلال بناء شبكة عصبية تتمكن من إصدار النتائج في غضون ثوانٍ فقط عوضًا عن الطرق الحالية التي تستغرق وقتًا طويلًا يتمكن خلالها المصاب من نشر العدوى.»

وأكدت شرقي على أن «أفضل الاماكن لاستخدام المنظومة هي المطارات، ومجمعات الأسواق، ومعسكرات العمال، والمؤسسات التعليمية وما شابهها.»

التحديات

قالت شرقي إن «التحدي الرئيس لتطوير المنظومة كان الحصول على عدد كبير من الصور الحرارية للرئة بهدف بناء شبكة الذكاء الاصطناعي التي تتمكن من إصدار نتائج دقيقة.»

وأضافت «أتمنى الحصول على جهة تتبنى هذا المشروع وتسير به إلى الإنتاج التجاري.»

المصدر

شاهد أيضاً