تضارب المعلومات حول أسباب انفجار استهدف مطار دمشق.. والنظام يسيطر على بلدة الحاضر

تضارب المعلومات حول أسباب انفجار استهدف مطار دمشق.. والنظام يسيطر على بلدة الحاضر

تقارير في تل أبيب عن غارات نفذتها طائرات إسرائيلية.. و«الجيش الحر» يتحدث عن «اختراق أمني»

جندي من قوات النظام السوري على الطريق في إحدى القرى المتاخمة لمطار كويرس العسكري في محافظة حلب بشمال سوريا (أ.ف.ب)

Tweet

نسخة للطباعة Send by email

تغير الخط
خط النسخ العربي
تاهوما
الكوفي العربي
الأميري
ثابت
شهرزاد
لطيف

بيروت: بولا أسطيح
تضاربت المعلومات يوم أمس حول انفجار استهدف مطار دمشق الدولي، فبينما أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي بعدد من الغارات مستودعات أسلحة لحزب الله والنظام السوري داخل حرم المطار، تحدث «الجيش السوري الحر» عن قيام «لواء المهام السري» التابع لـ«غرفة عمليات دمشق وريفها» بـ«اختراق أمني» من خلال تفجير عبوات ناسفة باجتماع لضباط سوريين وروس وإيرانيين في المطار، مما أدّى لمقتل 37 منهم.
وفي غضون ذلك، أعلنت قوات النظام وحليفها حزب الله اللبناني، يوم أمس، عن سيطرتهما بشكل كامل على بلدة الحاضر، أحد معاقل الفصائل المقاتلة في ريف محافظة حلب الجنوبي بشمال سوريا.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا من داخل السوق الحرة لمطار دمشق الدولي تظهر دمارا واضحا في المنطقة، في حين أفاد بيان لـ«غرفة عمليات دمشق وريفها» بإقدام عناصر تابعين لها بـ«اختراق أمني مدروس وعالي الحساسية وتحت السرية التامة، عبر زرع عبوات ناسفة في قاعة الاجتماعات بمطار دمشق الدولي، بعد معلومات عن اجتماع مهم لمجموعة ضباط سوريين وروس وإيرانيين رفيعي المستوى».
وادعى البيان أنّه «تم تفجير العبوات في اللحظات الأولى من انطلاق اللقاء، مما أدّى لمقتل 37 من الجنرالات المجتمعين»، نافيا نفيا قاطعا المعلومات التي تم التداول بها حول غارة إسرائيلية استهدفت المطار.
من جهة أخرى، أكد رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، وقوع انفجار في المطار فجر يوم الأربعاء، لكنّه لم يجزم بأسبابه، وإن قال لـ«الشرق الأوسط» إن «المعلومات الأولية تشير إلى غارة إسرائيلية استهدفت مستودعات لحزب الله والنظام داخل المطار، لكن لا تأكيدات حتى الساعة من قبل الأطراف المعنية».
وفي إسرائيل، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن «هناك غارات يعتقد أنها إسرائيلية على مطار دمشق. وقد علت سحب الدخان في المنطقة»، فيما أشارت القناة العاشرة إلى معلومات عن أن «إسرائيل هاجمت صواريخ كانت ستنقل لحزب الله»، وهو ما أكدته أيضا القناة الإسرائيلية الثانية. كذلك وفق موقع «ويللا» الإخباري الإسرائيلي، شمل القصف أهدافا عسكرية في قلب العاصمة السورية قرب مطار دمشق الدولي، واستهدف شاحنات أسلحة إيرانية كانت متوجهة إلى حزب الله. ونقل الموقع عن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون أنه «لا نية لغض الطرف عما اعتبرها خطوطا حمراء» في الحرب الدائرة في سوريا. وذكر «ويللا» نقلا عن مسؤولين عسكريين أن «هذه الخطوة تؤكد أن إسرائيل تنسق خطواتها الهجومية داخل سوريا مع روسيا، مما يشير إلى أن الهجمات الإسرائيلية داخل سوريا باتت تكتسب شرعية أكثر فأكثر»، على حد تعبيرهم.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها طائرات حربية إسرائيلية مواقع وأهدافا داخل سوريا، باعتبارها نفذت أكثر من غارة على منطقتي الجولان جنوب سوريا وجبال القلمون في ريف دمشق. وقد أدّت إحدى هذه الغارات لمقتل 6 عناصر من حزب الله بينهم جهاد مغنية، ابن القيادي العسكري الراحل في الحزب عماد مغنية. ويُذكر أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت منتصف الشهر الماضي أن قواتها الجوية والقوات الإسرائيلية أطلقتا تدريبات عسكرية بهدف توفير الأمن لطيران كلا البلدين في الأجواء السورية، وأجرى وفد عسكري روسي برئاسة نيكولاي بوغدانوفسكي، نائب رئيس الأركان الروسي، مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مباحثات في تل أبيب مع القيادة العسكرية الإسرائيلية «لتنسيق الأعمال العسكرية بهدف تجنب الاحتكاك في سوريا».
في هذه الأثناء، في شمال سوريا، أعلن جيش النظام وحزب الله، أمس الخميس، سيطرتهما بشكل كامل على بلدة الحاضر، أحد معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الجنوبي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) عن مصدر عسكري نظامي تأكيده السيطرة على البلدة التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن طريق حلب دمشق الدولي. كذلك قال «مكتب أخبار سوريا» إن القوات النظامية سيطرت على قرية مشرفة المريج وتلة الأربعين بعد اشتباكات مع فصائل المعارضة أيضا في ريف حلب الجنوبي.
وأفاد الناشط الإعلامي المعارض أبو حسن الحلبي، بأنَّ القوات النظامية مدعومة بميليشيات أجنبية تقدمت من قرية كفر عبيد الخاضعة لسيطرتها باتجاه مشرفة المريج ومن ثم تلة الأربعين، حيث سيطرت عليهما مدعومة بغطاء جوي ومدفعي. وأكد الحلبي أنّ تسعة مقاتلين من فصائل المعارضة الموجودين على التلة قتلوا أثناء العملية وجرح اثنان آخران، في حين لم يعرف عدد القتلى من القوات النظامية، مشيرا إلى أن لتلة الأربعين أهمية «استراتيجية» كونها أعلى تلة في الجهة الشرقية الجنوبية من ريف حلب الجنوبي وتشرف على طريق منطقة الحص، وقرى عديدة خاضعة لسيطرة المعارضة.
ومن جانبه، ذكر الناشط الإعلامي المعارض أبو شادي السفراني»، لـ«مكتب أخبار سوريا»، أن اشتباكات «عنيفة» تدور بين الجيش النظامي وفصائل المعارضة على ثلاث جهات من بلدة الحاضر الخاضعة لسيطرة المعارضة في محاولة من القوات النظامية للسيطرة عليها، مشيرا إلى أنَّ الطيران الحربي الروسي والنظامي قصف البلدة بأكثر من 25 غارة وبرميلا متفجرا منذ صباح يوم أمس الخميس.
وفي ما يخص مطار كويرس العسكري، الواقع في ريف محافظة حلب الشرقي، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنّه وثّق مقتل 60 عنصرا على الأقل من تنظيم داعش، إضافة لمقتل 8 عناصر من حزب الله و13 مسلحا إيرانيا مواليا للنظام وأكثر من 20 عنصرا من قوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني الموالية لها، وذلك خلال عمليات كسر الحصار حول المطار والدخول إليه يوم الثلاثاء الماضي. ولا تزال المعارك محتدمة في محيط المطار، وقال عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن العمليات تتركز لتنظيف المحيط تمهيدا لاستخدامه لعملية عسكرية مرتقبة على طريق حلب الشرقي باتجاه الرقة.


قرأت هذا الخبر على صفحات شبكة الإمارات الإخبارية ENN المقال مأخوذ عن الشرق الأوسط

شاهد أيضاً