تحسين الذاكرة والانتباه بالتمارين

تتسبب الإصابة بمرض السكتة الدماغية في حدوث تأثيرات سلبية على القدرات الإدراكية للشخص المصاب، حيث تضعف الذاكرة بشكل كبير ويقل مستوى الانتباه بصورة ملحوظة، وذلك يحدث في حوالي 88% من الأشخاص المصابين بالسكتة الدماغية، إضافة إلى أن هذه المشكلة المرضية تحتل الترتيب رقم 5 في أسباب الوفيات داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ومن العوامل الأساسية للإصابة بالإعاقة المستمرة، وتوصلت دراسة أمريكية حديثة إلى أن مزاولة الأنشطة الرياضية لفترة 3 أشهر تحسن من وظائف الدماغ وتقلل من تراجع وتدهور القدرات الإدراكية بشكل جيد، بعد تعرض المصاب للسكتة الدماغية مباشرة.
يمثل العلاج الطبيعي وتأدية بعض التمارين الرياضية العلاج الوحيد لمشكلة ضعف القدرات الإدراكية، لأنه لا تتوفر أدوية ولا عقاقير لتحسين هذه التأثيرات والمضاعفات، وقام الباحثون في هذه التجربة بدراسة بيانات 15 تجربة ضمت 820 شخصا، من أجل التأكد من تأثير التمارين الرياضية المتنوعة في تحسين القدرات الإدراكية للأشخاص الذين أصيبوا بالسكتات الدماغية، وتبين أن الأنشطة الرياضية تؤدي إلى تحسين تراجع الإدراك بصورة كبيرة، وذلك بصرف النظر عن طول فترات خطة إعادة التأهيل التي يخضع لها المصاب، واتضح من النتائج أن مدة 12 أسبوعاً من هذه التمارين لا تختلف كثيراً عن مدة 4 أسابيع أو 8 في تحسن الإدراك.
توصلت الدراسة إلى أنه يمكن تعزيز القدرات الإدراكية للمصاب عن طريق هذه التمارين، حتى ولو بدأ الشخص ممارستها بعد مرور 12 أسبوعا من الإصابة بالسكتة الدماغية، كما أكدت الدراسة أن ممارسة الرياضة لمدة 3 أشهر كافية لتحسين حالة المصاب الإدراكية، لأن النشاط الجسماني نتيجة التمارين الرياضية يعمل على تحسن الحالة العامة لمرضى السكتة الدماغية، وبعد التحليل للنتائج اكتشف الباحثون تحسن أماكن محددة في الإدراك مثل مناطق الانتباه والذاكرة العاملة إضافة إلى تحسن عام في الإدراك، وتبين أن مزاولة هذه الأنشطة الرياضية سببت تحسناً انتقائياً في الانتباه وسرعة معالجة المعلومات داخل الدماغ، وتوصل الباحثون إلى أن تأدية تمارين الأيروبيك مع تمارين القوى كان له تأثير أحسن من ممارسة نشاط واحد أو اتباع اتجاه واحد من الرياضة.

شاهد أيضاً