باحثون يجدون جبهات جديدة في صراعهم مع الجراثيم الخارقة

خلص فريق بحث دولي بقيادة البروفيسور بيتر كولينيون من كلية الطب في جامعة أستراليا الوطنية إلى أنه على الأطباء التخلي عن التركيز على استخدام المضادات الحيوية فقط أثناء محاربة انتشار الجراثيم الخارقة واللجوء إلى مقاربات أخرى على نطاق أوسع. إذ تُمثل الجراثيم الخارقة وهي سُلالات بكتيرية مقاوِمَة للمُضادات الحيوية مشكلةً عالميةً ضخمةً تسبب تزايد حالات الوفيات باستمرار. وتوصل البحث الجديد الذي نُشر في دورية لانسيت بلانيتاري هيلث إلى خطوات جديدة على الجهات المسؤولة تنفيذها للسيطرة على هذه المشكلة.

درس البروفيسور كولينيون وفريقه أسباب الاختلافات البارزة في معدلات مقاومة المضادات الحيوية حول العالم، فوجدوا أنها لا ترتبط بالاستخدام المكثف للمضادات الحيوية فحسب، إذ تلعب عوامل أخرى مثل الفساد الحكومي والبنى التحتية (الصرف الصحي) دورًا أكبر من المتوقع. وقال البروفيسور «لطالما كان التركيز في الدول المتقدمة على أن استهلاك المضادات الحيوية هو العامل الرئيس لتطور المقاومة ضدها، لكننا أظهرنا أن الاستهلاك يفسر جزءًا من مستويات المقاومة الملحوظة.» وأضاف «لن يكفي تقليل استهلاك المضادات الحيوية للسيطرة على مقاومة المضادات الحيوية لأن العدوى -وهي انتشار سلالات مقاوِمَة ومورثات المقاوَمَة- هي العامل المشارك المسيطر.»

وتمثل هذه الدراسة إحدى أولى الدراسات التي تدرس مشكلة مقاومة المضادات الحيوية على نطاق عالمي، فمثل هذه البيانات الضخمة لم تكن موجودة سابقًا. إذ حلل الفريق عواملًا اجتماعيةً واقتصاديةً عديدةً إلى جانب استهلاك المضادات الحيوية ومستويات مقاومة تلك المضادات.

ويرى البروفيسور أن تطبيق الإجراءات الفورية لتحسين خدمات الصرف الصحي والسيطرة على العدوى والوقاية منها وتوفير المياه النظيفة وتحسين الحكومة والإنفاق العام على الصحة العامة أمور ضرورية لمعالجة مشكلة مقاومة المضادات الحيوية على نطاق عالمي. وقال «ما زلنا نحتاج إلى المضادات الحيوية وإلى سيطرة أفضل على المضادات الحيوية التي نستخدمها حاليًا. وإذا عالجنا العوامل الاجتماعية وخصصنا ميزانيات لتحسين البنى التحتية في الدول النامية فسنرى نتائجًا أفضل في تناقص المقاومة الجرثومية.»

The post باحثون يجدون جبهات جديدة في صراعهم مع الجراثيم الخارقة appeared first on مرصد المستقبل.

Original Article

شاهد أيضاً