الملوخية.. فوائد غذائية وصحية مذهلة

تتميز بطعم خاص ولذيذ ويحبها الصغار قبل الكبار وسهلة الأكل والهضم، إنها الملوخية التي يعشقها الكثير ولها فوائد غذائية وصحية كبيرة، والملوخية نبات زهري يشمل أكثر من 35 نوعاً، وشجرة الملوخية قصيرة لا يزيد طولها على 75 سنتيمتراً، وأوراقها خضراء اللون ويمكن تجفيفها واستعمالها في وقت عدم زراعتها، ولها سيقان تعلوها هذه الأوراق وتظهر لها زهور صفراء بها مجموعة من الحبوب التي تستخدم في الزراعة مرة أخرى، وموطنها الأصلي مصر ومنها انتقلت إلى جميع أنحاء العالم.
سجل الأطباء القدماء فوائد الملوخية في حماية الجهاز الهضمي وتسهيل مهمته بالإضافة إلى مميزاتها الضخمة للطحال، ويمكن لطبق من الملوخية الخضراء أن يعالج بعض المشاكل والأمراض، ومن فوائدها الصحية تقوية النظر وزيادة الخصوبة ومعالجة العقم وتعزيز صحة وقوة القلب، ومعالجة اضطرابات القولون، وتحتوي على معدلات كبيرة من المعادن الهامة كالمنجنيز، وتخلص الجسم من مشكلة فقر الدم وقلة الحديد الذي ينتشر لدى السيدات خلال الأشهر الأولى من فترات الحمل، وللملوخية القدرة على التخلص من أمراض كثيرة دون حدوث مضاعفات جانبية، وتتواجد الملوخية في المطبخ العربي وخاصة المصري والتونسي والمغربي وفي بلاد الشام أيضاً، وفي هذا الموضوع سوف نقدم فوائد الملوخية الخضراء والمجففة للجسم والصحة العامة، وكذلك للمرأة في مرحلة الحمل والطفل ومميزاتها للبشرة والخصوبة.

عناصر غذائية

تحتوي الملوخية على عناصر غذائية ضرورية للجسم، ومنها مواد فينولية المضادة للأكسدة والتي تساعد على التخلص من تأثيرات الجذور الحارة داخل الجسم، التي تؤدي إلى ضرر بالغ في جميع أجهزة الجسم والبشرة، وتتلف بعض الأعضاء مع التقدم في السن.
تعد الملوخية مصدراً جيداً لفيتامين «ب»، وبعض المعادن الهامة مثل الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والمنجنيز والفسفور والصوديوم، وتشتمل الملوخية الخضراء على 5% من البروتينات، بينما تحتوي الملوخية المجففة على 25% من البروتين، وتحتوي على عنصر الكلوروفيل الأخضر بكميات كبيرة متفوقة على الخس والبقدونس والسبانخ.
وتشتمل الملوخية الجافة أو الناشفة على كميات كبيرة من الألياف والبروتينات والفيتامينات، وتمد الجسم بالطاقة من خلال الكربوهيدرات التي تعد مصدر الطاقة الأول للشخص، وتساعد الملوخية الناشفة على تنظيم ضغط الدم في الجسم، والتحكم في الكوليسترول داخل الجسم، والحفاظ على صحة القلب قوية وسليمة.
وتتعدد فوائد الملوخية الخضراء والناشفة بالنسبة للسيدات الحوامل، فهي غذاء نموذجي للنساء في فترات الحمل، لأنها تمثل المصدر الوحيد والمتكامل لفيتامين «أ»، ومعروف أنه الفيتامين الأول المسؤول عن الحفاظ على صحة الجنين والأم معاً، نتيجة احتوائها على مادة «الجلوكوسيد كوكورين» المسؤولة عن تكون خلايا الدم الحمراء للجنين، وبالتالي وقايته وحمايته من مشكلة فقر الدم وكذلك حماية الأم من هذا المرض، وهذه المادة أيضاًَ تتميز بقدرتها على وقف نزيف الدم، ووقف تكسر كرات الدم الحمراء كما تساعد هذه المادة على زيادة معدل الهيموجلوبين في الدم.
تحتوي الملوخية على البروتين المهم في تكوين أنسجة وخلايا الجنين، وتحتوي الملوخية على فيتامين «ب» المركب الذي يلعب دوراً مهماً في تكوين الجهاز العصبي للجنين، ويعزز من قدرات الدماغ لدى الجنين.

الجهاز الهضمي والكلى

تقدم الملوخية فوائد جليلة للمعدة فهي تحتوي على مواد لزجة لها دور في عملية الهضم، بالإضافة إلى أنها ملين جيد للأغشية المحيطة بالمعدة والأمعاء، وتعمل على تنشيط حركة الأمعاء الصحية لأنها مليئة بالألياف الغذائية من النوع الذي يمنع مشكلة الإمساك، ويقاوم مشاكل الجهاز الهضمي والقولون
وتجعل المعدة في حالة شعور بالراحة وعدم الامتلاء، وعلى جانب آخر فإن الملوخية تقوم بمهمة كبيرة في منع تكوين الحصوات وتراكم الترسبات في الكلى، وأيضاً مضادة لحصوات المثانة والحالب والتهابات الجهاز البولي والمسالك، فهي مفيدة للغاية للجهاز البولي في الوقاية من المشاكل التي تصيبه.
كما أن تناول الملوخية بانتظام يفيد في تحسين الصحة العامة، والتخلص من الشعور بالتعب المستمر والإرهاق، بسبب القيام ببعض المجهودات الإضافية والأعمال الزائدة، فتناول الملوخية يخلص الجسم من هذا التعب الناتج عن حركة النشاط الزائدة، وتحتاج الأم إلى طعام يخفف عنها مشقة ترتيب المنزل وتنظيفه وإعداد الوجبات، والملوخية طعام مناسب لهذه المهام، وأيضاً يمكن أن يتناوله الأشخاص الذين يعملون في مهن تتطلب مجهوداً مضنياً، وتناول الملوخية يخفف من هذا الشعور المضاعف بالتعب والإجهاد.

الجلد والبشرة

تتعدد فوائد الملوخية الخضراء والمجففة في مجال الجمال، فهي تعطي الجلد والبشرة جاذبية وإشراقاً، لأنها تحتوي على مركبات تقي الجلد من التشققات والتقرح، وذلك في حالة التعرض لأشعة الشمس الضارة، وتوجد بها بعض الأحماض والمركبات التي تعمل مثل المضادات الحيوية الطبيعية للقرح والالتهابات التي تصيب الفم والجلد، وتمنع الإصابة بمشكلة قشور الأنف الدهنية، كما تقي الملوخية من ظاهرة التجاعيد، وتحارب التهابات اللثة وتسوس الأسنان، والملوخية تحسن من أداء الموصلات العصبية، مما يمنع حدوث جلطات.
وينصح الخبراء بتقديم الملوخية مرة كل أسبوع للأطفال، لأنها تعمل على تحسين وتقوية الرؤية، نتيجة احتوائها على فيتامين «أ» الذي يزيد من قوة الإبصار، وكذلك تطوير قدرات دماغ الطفل الإدراكية، بسبب وجود كمية كبيرة من فيتامين «ب» المركب في الملوخية، وكذلك تحتوي على كمية ضخمة من الحديد الذي يقي الصغير من الإصابة بمرض فقر الدم.
وتتضمن معدلاً جيداً للألياف الغذائية التي تحسن من عملية الأيض داخل الجسم، وبالتالي وقاية الطفل من الإصابة بمشكلة غازات البطن المؤرقة والمؤلمة للصغير، ويمكن أن يؤدي تناول طبق من الملوخية إلى تسكين ألم من الدرجة الثانية، وهو ما يخلص الشخص من الأوجاع ويجعله يشعر بالسعادة، وذلك طبقاً لما أعلنته نتيجة دراسة نمساوية حديثة.

الشعر الجذاب

يساهم تناول الملوخية في الحصول على صفات جمالية جيدة، فهي تعمل على زيادة طول الشعر بدرجة واضحة، كما تجعل الشعر ناعماً وجذاباً طوال الوقت وتمنع مشكلة تساقط الشعر بشكل جيد.
وهناك بعض الطرق والوصفات التي يمكن استخدامها للحصول على هذه الوظائف الجمالية للشعر، ومنها استخدام ملعقتين من الملوخية الناشفة، وملعقة صغيرة من عسل النحل الطازج، وملعقة كبيرة من زيت السمسم وأخرى من زيت اللوز وثالثة من زيت الحلبة.
وتتم إضافة هذه المكونات إلى صفار بيضة واحدة، ثم يتم مزج هذا الخليط جيداً عدة مرات، وبعد ذلك يطبق على الشعر كله وتتم تغطية لفترة تصل إلى حوالي ساعة قبل غسل الشعر بالماء الفاتر للتخلص من هذه الخلطة، ويمكن اللجوء إلى تكرار هذه الخلطة 3 مرات على مدار الشهر، إلى أن يتم الحصول على شعر جميل وقوي وصحي وناعم ولامع وجذاب، ونتخلص من مشكلة تساقط الشعر تماماً
هناك بعض الاختلافات بين الملوخية الجافة و الخضراء، فمثلاًَ تتميز الملوخية الجافة ببعض الخصائص عن الخضراء من الناحية الغذائية، فتحتوي الجافة على معدل أعلى من البروتينات والدهون عن الخضراء، بالإضافة إلى أن نسبة الكربوهيدرات في الملوخية الناشفة تصل إلى حوالي النصف، وهذه المواد والعناصر الغذائية ضرورية لحفظ وحماية البصر.
وتقوية القلب وتخفيف ارتفاع الضغط والتخلص من الأنيميا، وتحتوي الملوخية على 11% من الألياف الغذائية الضرورية لصحة الجسم والوقاية من الأمراض عموماً.

تقوية الجهاز العصبي

تشير دراسة حديثة إلى أن الملوخية تعتبر منجماً هائلاً لفيتامين «أ»، وفي الوقت نفسه لا تتأثر بدرجات الحرارة ولا الطهي وتستطيع أن تبقى بنفس القيمة الغذائية، وهذا الفيتامين يعمل على الحفاظ على الأعصاب الداخلية للشخص، ويحميها من التعرض للتلف أو المشاكل العصبية الأخرى ويساعد على منع تورم الساقين ويحمي العضلات من الضعف.
أكدت الدراسة أن استخدام الملوخية الطازجة في الطهي والطعام أحسن وأفيد 100 مرة من استخدام الأنواع المجمدة في الطهي، كما بينت دراسة أمريكية حديثة أن الملوخية لها تأثير كبير في عملية التمثيل الغذائي السليم للمواد السكرية، وهذه العملية تسهم في الحفاظ على صحة وكفاءة الجهاز العصبي.
أشارت دراسة أخرى إلى أن الملوخية لها تأثيرات مهدئة للأعصاب، وعبّر بعض الأشخاص الذين تناولوا حصة من الملوخية عن الشعور بتحسن في المزاج العام بعد تناولها، والسبب أن الملوخية تحتوي على كمية كبيرة من مادة بيتا كاروتين تسهم في تهدئة الأعصاب بدرجة كبيرة.
أكدت الدراسة أن تناول الملوخية بانتظام يؤدي إلى تحسين صحة الجسم بصفة عامة، كما يعزز من سلامة الجهاز العصبي بشكل خاص، وهو ما يقود في النهاية إلى تهدئة الأعصاب وتقويتها.

شاهد أيضاً