المكملات الطبيعية ضرورية وتحمي من الآثار الجانبية

يمد الطعام الجسم بما يحتاجه من طاقة، وترتبط كمية الطعام التي يستهلكها كل شخص بعدة اعتبارات، منها السن، والنوع، وطبيعة العمل، أو المجهود المبذول، فبالتأكيد يستهلك الشخص البالغ كمية أكبر من الطعام مقارنة بالطفل، أو الصبي في مرحلة البلوغ، وكذلك تختلف هذه الكمية من رجل، أو شاب، إلى فتاة، أو امرأة حامل، ومن يتطلب عملهم مجهوداً مضاعفاً سيكون عليهم تعويض هذا المجهود.
كما أن طبيعة الطعام الذي يتناوله المرضى وكبار السن ستكون مختلفة، ولها مواصفات خاصة ترتبط بتعويض بعض القصور الناتج عن الأمراض التي يعانونها، مثل أمراض السكري، والتهابات الكبد، وفيروساته، وكذلك طبيعة المرحلة العمرية للمسنين حيث تقل قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص بعض الفيتامينات والمعادن، وهو ما يكون له مردود سلبي على أداء أجهزة الجسم، ويشير الأطباء والأخصائيون إلى أن هناك فئات تحتاج إلى بعض المكملات الغذائية، لتعويض النقص في طبيعة الطعام الذي تتناوله، أو زيادة مطلوبة في بعض الأحيان، مثل الرياضيين الذين يحتاجون في قائمة طعامهم إلى تعويض الطاقة المبذولة في التدريبات والمنافسات المختلفة التي يشاركون فيها، وكذلك تعويض النقص بالنسبة إلى بعض الفئات مثل الأطفال الذين يرفضون نوعيات معينة من الطعام، وهو ما يجعل الآباء يلجأون إلى تعويض هذه الأطعمة عن طريق تناول المكملات، وتبقى الفئة الأخيرة، وهي المرضى والمسنون، وهم يفتقدون في أطعمتهم بعض الفيتامينات والأملاح والمعادن ما يجبرهم على اللجوء إلى هذه المكملات الغذائية، وفي هذا الموضوع سوف نقدم البدائل الطبيعية للمكملات الغذائية، التي يمكن أن تعوض الجسم عن النقص الذي يحدث في بعض الفيتامينات والعناصر الغذائية الأخرى، وفي الوقت نفسه تقي الجسم الآثار الجانبية للمكملات الغذائية الكيماوية، أو غير الطبيعة.

فيتامينات طبيعية

تثير المكملات الغذائية الصناعية قلقاً كبيراً عند البعض، سواء من الأطباء أو الذين يتناولونها، خاصة في أعقاب التحذيرات التي نبهت على ضرورة الإقلال من تناول هذه المكملات، لأنها تحوي أشكالاً من الأستيرويدات غير الشرعية التي يمكن أن تكون ضارة، إذا احتوت على عناصر غذائية مفيدة بكميات تزيد على احتياجات من يتناولها، كذلك فإن حجم الآثار الجانبية لها أكثر من الفوائد، ومنها الحساسية والاكتئاب والضعف، مروراً بمشاكل في الكبد والكلى والأعصاب، وانتهاء بالإصابة بأمراض السرطان، لذلك يبحث الكثيرون عن بدائل طبيعية، سواء كانت في نوعية الأطعمة، أو الأعشاب، تعويضاً عن أي نقص في الفيتامينات والمعادن والأملاح، ويحتاج الطفل في بداية حياته إلى عدد من الفيتامينات التي تعزز عملية نمو الخلايا والتطور الطبيعي للجسم بصفة عامة، وأول هذه الفيتامينات فيتامين «أ» وهو مهم لصحة الجلد، والعينين، وتجديد خلايا العظام، كما أنه يعزز جهاز المناعة، ومن أهم مصادره الغذائية الكبد، واللبن ومنتجاته، والخضراوات الورقية، والفواكه ذات اللون البرتقالي، مثل الجزر والشمام والمشمش، ويفيد فيتامين «د» في بناء العظام والأسنان، ويؤدي نقص هذا الفيتامين للإصابة بالكساح وتشوهات العظام ولينها، ومن أهم مصادره أشعة الشمس، والحليب ومنتجاته، والمشروم، ويعتبر فيتامين «سي» مهماً لتعزيز مناعة الجسم باعتباره من مضادات الأكسدة القوية، ويدخل في تكوين الكولاجين وبناء الخلايا في الجسم، وتمدنا الحمضيات بأنواعها بهذا الفيتامين وكذلك الفلفل الرومي، والكيوي، وتعتبر مجموعة فيتامينات «ب» مهمة للعديد من العمليات الحيوية في الجسم، كما تدخل في عمل العديد من الأنزيمات، وعمليات التمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة وعمل الأعصاب، وأهم مصادره الحبوب الكاملة والخضراوات الورقية والمصادر الحيوانية والحليب ومنتجاته.

الغذاء السليم

ينصح الخبراء الرياضيين بمحاولة الاستعاضة عن المكملات الغذائية الصناعية بنظيراتها الطبيعية، فتناول الغذاء السليم الغني بالخضراوات والفواكه يقوي الجسم، ويحميه من الأخطار والأمراض، فيعمل البيض على نمو العضلات بشكل صحي، لاحتوائه على نسبة كبيرة من البروتينات، إضافة إلى أحماض أوميجا 3 الدهنية، وينصح الخبراء بتناول بيضتين يومياً، والبروكلي غني بالفيتامينات والمعادن التي تساعد في نمو العضلات، والأناناس من المواد الغذائية الحيوية التي تعزز نمو العضلات، وتوفر للجسم الكثير من الفيتامينات والمعادن وغيرها، ويفيد زيت الزيتون في توفير كميات من العناصر الغذائية الأساسية، ولذلك يفضله الخبراء على الزيوت النباتية، والقهوة مفيدة لممارسي الرياضة، لأنها تخفف من ألم العضلات، وينصح بشرب فنجان قبل التدريب، ويمنح البنجر، أو عصير الشمندر الجسم طاقة، ويحسن تدفق الدم، كما يساعد على إفراز النتريت وهو ينشط القدرة على التحمل، رغم صعوبة هضم عصير الشمندر، وينصح الخبراء بتناول الجوز لاحتوائه على نسبة عالية من البروتين، ما يجعله مفيداً للعضلات، حيث يعزز نموها ويعمل على راحتها بعد ممارسة الرياضة، وتسهل المكملات الغذائية الطبيعية حياة أفضل لمريض السكري، وفائدتها معترف بها على المستوي العالمي، خاصة إذا ما تم تعاطيها بشكل صحيح، ومن أهم هذه المكملات الكروم، وهو المعدن الأهم المضاد للسكري، ويدخل في جزيء صغير يسمي عامل احتمال الجلوكوز، الذي يجعل الأنسولين أكثر نشاطاً حسب مساعدته على ربط مستقبلاته، وكذلك يعدل تركيز الدهون في الدم وفيتامينات «ب1»، و«ب2»، و«ب3»، وينصح به خاصة لمريض السكري الذي يعاني الضغط النفسي الذي يسرع أكثر من اللازم من تخلص الجسم من الكروم، ويتوافر الكروم بصورة طبيعية في اللحم، والأسماك، والفواكه، والخضراوات، والتوابل، ويساعد فيتامين البيوتين على إدارة الجلوكوز داخل الخلية، كما أنه يقي من فقدان الشعر ويقلل من الاكتئاب، ويتوافر طبيعياً في جنين القمح والحبوب الكاملة، والبيض، ومنتجات الألبان، والسلمون، والدجاج، ويساعد فيتامين «سي» الأنسولين على دخول الخلايا، ويقي من التقاط العدوى التي تشكل هاجساً لمريض السكري، ويساعد على سرعة التئام الجروح ويتوافر هذا الفيتامين في الليمون، والبرتقال، والجوافة.

مفيد لخلايا الكبد

يحتاج مريض الكبد إلى تناول بعض المكملات الغذائية المفيدة لخلاياه، ويكون ذلك تحت إشراف طبي، ومن هذه المكملات الطبيعية عشبة حليب الشوك، أو الحرشف البري، وتنتمي هذه العشبة لعائلة عباد الشمس ويزرع للاستخدامات الطبية، للحصول على المادة الفعالة سيليمارين، وهي تقلل من تطور التليف الناتج عن الالتهابات المزمنة، خاصة في حالة الكبد الدهني، كما انه يعمل على تقليل كمية السموم داخل خلايا الكبد، كما أن الشاي الأخضر يمكن أن يؤخذ كمشروب، أو مستخلص، ويحتوي على عدد من المواد التي تمنع أضرار المواد المؤكسدة على الخلايا السليمة، ومنها خلايا الكبد، وكذلك تقلل فرص حدوث تليف خلايا الكبد، وفرص حدوث الأورام.
ويتميز فيتامين «ب» بقدرته على رفع معدلات أنزيم الميثيونين، الذي يحد من تركيز مادة الهوموسيستين وهي التي تتسبب بالإصابة بمرض الكبد الدهني، وتعتبر الحبوب الكاملة،، والفول السوداني والأسماك، من الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين، ويعتبر الزنك من المعادن التي تقوم بالعديد من الوظائف في الجسم، ومن هذه الوظائف دوره في عمليات الأيض المختلفة، وفي إنتاج الأنسولين، وتصنيع المادة الوراثية والبروتينات وتفاعلات جهاز المناعة، ونقل فيتامين «أ».
كما أن له أهمية بالنسبة للكبد، حيث يقلل معدلات المواد المؤكسدة، كما يقلل من آثارها الجانبية عفي خلايا الكبد، ويعمل الزنك على التخلص من عنصر النحاس عند زيادة تركيزه في خلايا الكبد، كما في مرض ويلسون وهو الذي يؤدي إلى التليف الكبدي والفشل في وظائف الكبد، ويتوافر هذا العنصر في الأغذية التي تحتوي على البروتينات، كما تشمل مصادره الأسماك القشرية، خاصة المحار واللحوم والدواجن والكبدة، إضافة إلى البقوليات والحبوب الكاملة إذا تم تناولها بكميات كبيرة.

تحذيرات

أكدت الدراسات الحديثة حاجة الرضع والأطفال، وكذلك الأم، لفيتامين «د»، حيث أظهرت الدراسات أن أكثر من 35% من الرضع والأطفال لا يحصلون على ما يكفي من هذا الفيتامين الحيوي والمهم للغاية في بناء كل من العظام، والأسنان، والمحافظة على جهاز المناعة، وأشارت الدراسات إلى أن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أوصت بتوفير هذا الفيتامين في النظام الغذائي للطفل، ابتداء من عمر شهرين، وذلك لجميع للأطفال بمن فيهم من يتمتعون بالرضاعة الطبيعية، وكذلك للأم المرضع، وبينت الدراسات والبحوث الحديثة أن الجمع بين الكروم والبيوتين يمكن أن يحسن من مستويات السكر في الدم، خاصة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهم الذين لا يعتمدون على حقن الأنسولين في علاجهم، وحذرت دراسة طبية من تناول كميات كبيرة من الشمندر الأحمر، بسبب مادة النتريت التي تحفز قدرة الجسم على التحمل، وكذلك تؤدي إلى تشكيل مادة النيتروزامين، وهي مادة مضرة بالصحة، ويجب الحذر من استعمال مصادر الزنك الخارجية من دون إشراف الطبيب المختص لأنها يمكن أن تؤدي إلى حدوث التسمم.

شاهد أيضاً