«اللوز» يعزز صحة الجسم والدماغ ويقاوم الزهايمر

تتعدد فوائد تناول اللوز للأشخاص من الناحية الصحية والغذائية، ويعد من المكسرات اللذيذة التي يقبل عليها الصغار والكبار، ويتميز بكم هائل من الخصائص الإيجابية لصحة الدماغ وتعزيز وظائف القلب والصحة عامة، وله فوائد أيضاً في مجال التجميل ويعمل على وجود حالة من الشباب الدائم، ويحتوي اللوز على عناصر غذائية مهمة وبكميات كبيرة، ويحتاج الجسم إلى هذا النوع من المكسرات بشكل دوري، ويستخرج منه زيت اللوز الحلو الذي له دور كبير في تغذية البشرة وخصلات الشعر.
تناول اللوز يومياً يساهم في الحماية من المشاكل الصحية وبعض الأمراض، ويستخدم اللوز منذ العصور القديمة بسبب فوائدة الكبيرة، وينصح الأطباء بوضع اللوز ضمن النظام الغذائي المعتاد، لأنه غني بالألياف الغذائية والبروتين والفيتامينات والمعادن، حيث يحتوي اللوز على فيتامين «أ» وفيتامين «هـ» الذي يلعب دوراً مع المواد المضادة للأكسدة، ومجموعة فيتامينات «ب1» و «ب2» و «ب3» و «ب6»، ويحتوي أيضاً على بعض المعادن مثل الحديد والكالسيوم والمغنسيوم والصوديوم وكذلك بيتا كروتين، ويتوفر اللوز في الأسواق بأنواع وأشكال متعددة، ومنها زبدة اللوز وحليب اللوز وطحين اللوز واللوز المقشر، ويستخدم اللوز في علاج مشكلة السعال وحالة الإمساك، وكذلك مشاكل فقر الدم وأمراض القلب، وفي هذا الموضوع سوف نستعرض فوائد اللوز الصحية والغذائية، والمميزات الجمالية التي يوفرها للبشرة والشعر والأسنان.

الكوليسترول والضغط

يعتبر شجر اللوز من أقدم الزراعات ويصنف ضمن فصيلة المشمش والخوخ وتحيط الثمرة قشرة صلبة، ولونها بني مثل الجوز وعين الجمل وتحتوي على 28% من مكوناتها على الكربوهيدرات، وحوالي 22% من وزنها بروتين، كما يحتوي على الأحماض الأمينية الرئيسية، بالإضافة إلى الأحماض الدهنية الأساسية.
وأصل زراعة اللوز كان في منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط، ومنها انتقل إلى جميع دول أوروبا وأمريكا، ويتم إنتاج حوالي 2.5 مليون طن في السنة وتعد الولايات المتحدة أكبر منتج للوز في العالم، ثم تأتي إسبانيا في المركز الثاني وتليها إيران، ومن فوائد اللوز المهمة أنه يساعد على تقليل معدل الكوليسترول الضار في الجسم، عند تناول حصة بسيطة من اللوز يومياً، ومعروف أن هذا الكوليسترول يرتبط بحدوث بعض الأمراض مثل تصلب الشرايين ومشاكل القلب، وفي دراسة أجريت على 73 شخصاً تبين أن اللوز يحمي من ارتفاع الكوليسترول بنسبة 23%، في حالة تضمن النظام الغذائي هذا النوع من المكسرات، ويعمل تناول اللوز على ضبط معدل ضغط الدم المرتفع، ومعروف أن ارتفاع الضغط أحد المسببات الأساسية للإصابة بالسكتات الدماغية والجلطات وأمراض الفشل الكلوي، وبينت الدراسة ارتباط نقص المغنسيوم بارتفاع ضغط الدم، وتعويض نقص المغنسيوم يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم المرتفع.

السكري والدماغ

تناول اللوز يعمل على الحماية من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى فوائدة الكبيرة لمرضى السكري، حيث أثبتت الأبحاث أن تناول اللوز بانتظام يؤدي إلى انخفاض معدل الجلوكوز في الجسم، وبينت دراسة أخرى أن تناول ما يقرب من 65 جراماً من اللوز يومياً، يعمل على تقليل معدل السكر في الدم، وتم عمل حساب السعرات الحرارية الأخرى أثناء إجراء الدراسة، لتكون النتيجة الصادرة ناتجة عن تناول اللوز فقط
كما كشفت دراسة حديثة أن تناول اللوز يساعد على زيادة ما يعرف بحساسية الأنسولين، وذلك لدى الأشخاص الذين يعانون مرض السكري، والذي تكون فيه الخلايا ضعيفة الاستجابة للأنسولين، أو لدى الأشخاص الذين في بداية مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري، فيمكن أن يعمل تناول اللوز على الوقاية من هذا المرض، وزيادة تحفيز خلايا الجسم على الاستجابة بالأنسولين.
وقامت الدراسة بتغذية مجموعة من المتطوعين بوجبات تتكون من اللوز مع الطعام العادي، وبعد عمل الفحوص اللازمة قبل وبعد تناول الغذاء، تبين أن اللوز ساعد على انخفاض ارتفاع معدل السكر في الدم، كما ظهر مؤشر ارتفاع معدل مضادات الأكسدة في الجسم، وعلى جانب آخر ثبت أن اللوز وزيت اللوز الأكثر صحة للدماغ، واتضح أن تناول حبات قليلة من اللوز يومياً يساهم في تحسين الذاكرة والتركيز، وهذه النتيجة أكثر وضوحاً في حالة الأطفال، ويرجح الباحثون أن تناول اللوز يحول ذاكرة الأطفال إلى الحالة النشيطة والحادة، كما أنه يعزز وظائف الدماغ بفضل احتوائه على فيتامين «ب» والكاروتين، وكل هذه الخصائص تساهم في تراجع فرص الإصابة بمرض الزهايمر.

العظام والوزن

يساعد تناول اللوز على تقوية وتحسين صحة العظام، على اعتبار أنه مصدر جيد للمعادن الضرورية للعظام مع الفيتامينات والفوسفور، والذي يلعب دوراً كبيراً في تقوية العظام والأسنان، ويمنع الإصابة بالأمراض التي تتعلق بمسألة التقدم في السن، كما يقي من حدوث مشكلة هشاشة العظام
يحتوي اللوز على حمض الفوليك الذي يجنب حدوث تشوهات الجنين، ووقايته من العيوب الخلقية أثناء فترات الحمل، ولذلك يوصي الأطباء الأمهات الحوامل بتناول اللوز خلال فترات الحمل، كما يفيد في علاج حالات الإمساك المرتبطة بالحمل أيضاً، وللوز فائدة كبيرة في عملية التخلص من الوزن الزائد، لأن اللوز يحتوي على بعض المواد والمركبات صعبة الهضم، فالمعدة لا تستطيع هضم اللوز بصورة تامة
وثبت علمياً أن اللوز يساعد على تحسين عملية الأيض داخل الجسم، ففي دراسة سابقة تبين أن تضمين 80 جراماً من اللوز إلى الوجبة الغذائية يومياً، وعلى مدار 3 أشهر، يؤدي إلى التخلص من 65% من الوزن، مقارنة بالأشخاص الذين اتبعوا حمية غذائية مختلفة، وفي دراسة حديثة أجريت على 150 امرأة ممن يعانين مشكلة الوزن الزائد، وتوصلت النتيجة إلى أن السيدات اللاتي تناولن اللوز بانتظام انخفض لديهن الوزن بصورة أكبر من الأخريات، وكانت من النتائج تحسين قياسات محيط الخصر، ويساهم اللوز في الشعور بحالة الشبع أيضاً، نتيجة احتوائه على كمية أكبر من الألياف الغذائية التي تمكث أكبر فترة في المعدة، وكذلك كمية جيدة من البروتين وأقل من الكربوهيدرات
وكشفت دراسة جديدة أن اللوز يساهم في بث الشعور بالشبع، وأنه من المكسرات المضادة للجوع وفي نفس الوقت يجعل المستهلك يتناول كميات قليلة من السعرات الحرارية خلال اليوم، وبينت الدراسة التي أجربت على 158 شخصاً لفترة امتدت إلى 30 يوماً أن تناول 45 جراماً من اللوز يومياً، يساهم في تقليل الشعور بالجوع ويحد من الرغبة في تناول مزيد من الأكل.

البشرة والشعر

يتميز اللوز بفوائده الكبيرة للبشرة إذا تم وضعه في النظام الغذائي، فهو يساهم في الحصول على البشرة النضرة، وذلك من خلال وضع زيت اللوز مباشرة على الجلد ليعطي بشرة ناعمة وصحية، كما يعالج زيت اللوز مشاكل البشرة ويخفف من التجاعيد، ويساعد على التخلص من الهالات السوداء تحت العينين، وكذلك مشكلة الرؤوس السوداء والبثور وجفاف الجلد وغيرها.
وزيت اللوز يدخل في كثير من زيوت التدليك كعنصر رئيسي، ويمكن استخدام مزيج من زيت اللوز مع عصير الليمون والعسل في التدليك، للحصول على بشرة جذابة ونقية، ويستعمل في الوقاية من جفاف الجلد وتشققه على بشرة الأطفال، ويستخدم زيت اللوز في علاج الكثير من مشاكل الشعر، وخاصة تساقط الشعر وجفافه والشيب وقشرة الشعر، وذلك من خلال وضع زيت اللوز على فروة الرأس والتدليك به يومياً، ويعالج حالة الشعر الجاف ويمنع الخشونة، بالإضافة إلى أن اللوز له خصائص مضادة للالتهابات، نتيجة احتوائه على حمض اللينولينيك الذي يعمل علي تقليل الالتهابات في جميع أنحاء الجسم.

تقوية المناعة

تشير دراسة حديثة إلى أن تناول اللوز يعمل على تقوية جهاز المناعة، لأن اللوز يساعد على تكوين بيئة قلوية جيدة، نتيجة احتوائه على المواد القلوية التي تحقق هذه المهمة الجليلة، والتي تساهم في تحسين مستوى الصحة بشكل كبير، فالجسم الذي يغلب عليه الوسط القلوي يصبح أقوى وأفضل، ويستطيع مقاومة الأمراض والوقاية من السرطانات، والبيئة القلوية تعزز عمل جهاز المناعة وتقويه.
كما يحتوي اللوز على فيتامين «إي» المضاد القوي للأكسدة، والذي يقوم بمقاومة تأثير الجذور الحرة وتحييد آثرها المضرة لكل أجهزة الجسم، كما يقاوم هذا الفيتامين الإصابة بمرض السرطان، وبينت الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون هذا الفيتامين بشكل دوري من خلال اللوز، يصبحون أقل تعرضاً للإصابة بخطر أمراض القلب بنسبة تصل إلى 37%، ودراسة أخرى توصلت إلى أن الأشخاص الذين يتناولون اللوز 3 مرات الأسبوع، يحافظون على الوزن المثالي، لأن الألياف الغذائية الموجودة بها تعمل على تسهيل حركة الأمعاء بانتظام والتخلص من السموم.
كما أوضحت دراسة أخرى أن حوالي 2.5% من الأفراد حول العالم يعانون حساسية تناول المكسرات بما فيها اللوز، وتنصح الدراسة بعدم تناول الأطفال للمكسرات عموماً إلا بعد الوصول إلى عمر عام.

شاهد أيضاً