العمليات الترميمية.. ضرورات تجميلية

شبكة أخبار الإمارات ENN

تحقيق: راندا جرجس

انتشر في السنوات الأخيرة العديد من التقنيات الحديثة في عمليات التجميل، للجسم والوجه والأسنان، وأصبح الكثير من الأشخاص يسعى إلى الحصول على مظهر مثالي، دون الانتباه ما إذا كانت تتناسب مع حالته الصحية أم لا، أو مدى تأثيرها الضار ومساوئها، ونتيجتها التي ربما تأتي عكس المتوقع، وخاصة أنها أصبحت بأسعار تناسب جميع الطبقات، وتصنف كعمليات جراحية بسيطة، وفي المقابل نجد أن عمليات التجميل يتم الاستعانة بها لمجموعة كبيرة من الإصابات التي تحتاج إلى الترميم بعد الخضوع لعملية جراحية كبرى، وهذا ما سنعرفه في السطور القادمة:
يقول الدكتور ماهر الأحدب استشاري جراحة التجميل، إن إعادة ترميم الثدي من الجراحات المهمة، التي ربما تحتاج لها النساء الشابات أو السيدات المتقدمات في السن، إثر تشوه خلقي في الثدي أو بسبب الأورام السرطانية، وما يتبعها من استئصال جزئي أو كامل للثدي، وتتعدد سبل الترميم، ويتم اختيار الأنسب لكل حالة بحسب مقدار التشوه، وكمية الأنسجة المستأصلة، وأيضا سماكة الجلد، والأنسجة المتبقية، و تنقسم طرق الترميم إلى:
* طبيعية خالصة تستخدم فيها أنسجة وعضلات من البطن أو الظهر لتعويض ما تم فقده من الثدي.
* حالات الاستئصال التي يحُافظ بها على جلد المريضة، حيث يمكن استخدام حشوات السيليكون للثدي لإعادة ملئه وإكسابه البروز الذي فقده.
* هناك بعض الحالات التي تستدعي الدمج بين الأنسجة الحية الطبيعية، وحشوات السيليكون لإعطاء النتيجة المرغوبة.
جراحات الوجه والأطراف
يذكر د.الأحدب جراحات الوجه التي تجرى لإصلاح العيوب الخلقية مثل الشفة الأرنبية، حيث إنها تعتبر من أكثر التشوهات الخلقية شيوعاً والتي تحتاج إلى عملية تجميل، خاصة أنها لا تؤثر على الشفة فقط بل يمتد تأثيرها إلى الأنف، الحلق، وعظام الوجه، كما أن أثرها لا يكون في الشكل فقط ولكنه يعوق النطق، التنفس، القدرة على الأكل، التخاطب، وكذلك نمو الأسنان، كما أن علاج هذه الحالات يكون معقداً، ومتكوّناً من عدة مراحل يدخل فيه جراح التجميل، جراح الفم والأسنان وطبيب الأنف والأذن والحنجرة، وغيرها من الاختصاصات، وتستمر الخطوات العلاجية والعمليات الجراحية إلى أن يكون عمر المريض 18سنة، كما تدخل العمليات التجميلية الترميمية في علاج المشاكل التي تنجم عن الحوادث مثل عمليات تجميل الأنف عند تعرضها للضربات أو الكسر، الذي يسبب ميلاناً، واعوجاجاً في حاجز الأنف، ما يسبب تشوهاً في الشكل، صعوبة في التنفس، وفي هذه الحالات يجب أن يحرص جراح التجميل على العناية بوظيفة الأنف، كما الشكل، حيث إنه يقوم بجراحة تفتح مجرى التنفس، بالإضافة لتعديل الشكل الخارجي. ويستكمل: الجراحات الترميمية لليدين والقدمين في معظمها تعنى بتشوهات الأصابع الخلقية مثل الأصابع الملتصقة ببعضها، وهي التي تفتقد لحرية الحركة المستقلة أو لتشوه نقص عدد الأصابع، وهنا يأتي دور الطبيب الجراح، حيث يقوم بإعادة توزيع الأصابع لإكساب المريض أفضل قدرة على الحركة إلا أنه في بعض الحالات يقوم بنقل إصبع من القدم إلى اليد ليعوض الأصابع المفقودة.

العناية بالجروح

يفيد د.الأحدب بأن الإنسان يتعرض في حياته للكثير من الجروح، التي يكون أغلبها بسيطاً، ولا يحتاج سوى التنظيف، وبعض العناية السطحية، إلا أنه في بعض الأحيان تنتج جروح بليغة بسبب الحروق، الالتهابات، الإصابات، والحوادث، وهنا يجب اللجوء للطبيب المختص لعمل تنظيف وتعقيم، واختيار الغيار المناسب، حيث تتوفر اليوم مجموعة كبيرة من الغيارات الحديثة مثل ألياف الفضة، الطحالب الطبية وغيرها، ثم يأتي دور العناية بالندب بعد شفاء الجروح لتخفيف آثارها، والأهم هو الترطيب الجيد للجلد، واستخدام واقي الشمس عند الخروج من المنزل لتفادي اسمرار الندبة كما يجب تدليك الندبة بعمق للوقاية من الندب البارزة، وفي حالة عدم الاستجابة الكافية يمكن استخدام لاصقات السيليكون أو ليزر الفراكشنل لتحقيق تحسن أكبر في الندبة.

تجميل الحروق

يشير الدكتور مازن عرفة، مختص جراحات التجميل، إلى أن الحروق التي يتعرض لها الإنسان يمكن أن تترك آثاراً على الجلد ما يجعلها تحتاج إلى عملية تجميل، وهي تنقسم إلى ثلاث درجات:
الدرجة الأولى هي عبارة عن احمرار بسيط ومؤقت للجلد، يشفى تلقائياً، ولا يحتاج إلا للترطيب بالمراهم.
* الدرجة الثانية ربما تكون سطحية، وكذلك تشفى تلقائياً، ولكنها تترك بعض الآثار (الندب الخفيفة) إذا تم إهمالها، أو تكون عميقة وتحتاج إلى العناية الطبية أو حتى العلاج الجراحي، حيث إن تركها يؤدي إلى تلوثها، ووجود تشوهات دائمة يصعب جدا علاجها لاحقاً.
* أمّا الدرجة الثالثة من الحروق، فهي عميقة، وفي الغالب تحتاج إلى العلاج الجراحي، وخاصة عندما تكون منتشرة على رقعة واسعة من الجلد، حيث يمتد علاجها عدة أشهر، ولا بد من مكوث المصاب في المستشفى حيث تكون هناك خطورة على الجسد بأكمله، وليس فقط على المناطق المحروقة، وربما تؤدي إلى الوفاة في الحالات الصعبة، أو التي لم يتم معالجتها بالطريقة الصحيحة.

ترميم إصابات الحروق

يبين د.مازن أن الجراحات الترميمية تتعامل مع الحروق باستبدال الجلد المصاب بأجزاء أخرى سليمة، من مكان آخر من الجسم وهو ما يسمى «زراعة الجلد»، ولا يتقبل الجسد جلداً من شخص آخر، حيث يرفض جهاز المناعة أي جلد لغير الشخص نفسه حتى لو كان من الأخ التوأم، وفي بعض الحالات، إذا كانت الإصابة عميقة أو تتواجد في مكان هام على الجسد (مثل الوجه – الرقبة – المفاصل) فيجب تغطية المنطقة بطبقة سميكة من النسيج، ما يعني أن جزءاً كاملاً من مكان معين من الجسم ينقل إلى المنطقة المصابة، ولذلك يعتبر هذا النوع من الجراحات مركباً، ويحتاج إلى عدة أشهر للتعافي، وتجدر الإشارة إلى أن هناك بعض المناطق التي يصعب علاجها عند الحروق وخاصة إن كانت عميقة مثل: المفاصل باختلاف أماكنها في الجسم، اليدين والقدمين، وكذلك الأعضاء التناسلية، حيث إنها تحتاج للمتابعة المكثفة للمصاب، ومن جهة طبيب مختص، ومن أهم المناطق التي يجب الحفاظ على سلامتها الأطراف، نظراً لأهميتها في الأداء المهني للإنسان، كما أن لها التأثير الأكبر في استمرار الحياة الطبيعية بعد التعافي من تلك الإصابات.
يضيف: يمكن إخفاء آثار الحروق بعد العمليات التجميلية بنسب متفاوتة، ويرجع ذلك إلى نوع البشرة والمكان المصاب، وربما تصل في بعض الحالات إلى 80 أو حتى 90%، وتتلخص مبادئ العلاج بعد الحروق إما بصقل الندب الناتجة عن الحرق، أو بإزالة تلك الندب تماماً، واستبدالها بجلد سليم من مناطق أخرى من جسد الإنسان نفسه، بالإضافة إلى ضرورة ترطيب الندب، وتطبيق الضغط بطرق ومقادير محددة، حيث إن ذلك يؤدي إلى تفادي التشوهات الكبيرة، خاصة عند الأطفال الذين يستمر النمو عندهم بعد الإصابة، ما يزيد من صعوبة العلاج.

تجميل الأسنان

تذكر الدكتورة دعاء السامرائي طبيبة علاج وتجميل الأسنان، أن تجميل الأسنان هو مفهوم عام عن الابتسامة البيضاء المثالية والصحية ولا يعني بالضرورة أن كل تجميل للأسنان يحتاج الفينيرز أو ما يسمى بعدسات الأسنان أو ابتسامة هوليوود، حيث إنها تعتبر العامل الأساسي الذي يؤثر في طريقة العلاج المتبعة للوصول للنتيجة المثالية، فهناك بعض الأشخاص يتمتعون بأسنان جميلة المظهر، ولا تحتاج أكثر من تنظيف وتلميع أسنان عند الطبيب كل ستة أشهر للتخلص من التكلسات والتصبغات الخفيفة، أما من يعاني من تغير لون الأسنان بسبب الصبغات الخارجية الشديدة بسبب التدخين أو كثرة تناول المشروبات الغازية والمنبهات، فربما يحتاج لتبييض الأسنان بالليزر مع القوالب المنزلية للمحافظة على لون أسنان جميل.

تقنيات تجميلية ضرورية

تشير د.دعاء إلى أن الحاجة الحقيقية لتجميل الأسنان بالأسطح الخزفية «الفينيرز» كحل دائم للمشكلات التي تكمن في تآكل الأسنان وخاصة الأمامية المعالجة بالحشوات أو علاج العصب، ما يؤدي إلى تغيير داخلي بلون الأسنان، وكذلك المصابون بالتصبغات الداخلية في الأسنان، إما بسبب عوامل وراثية أو أمراض أصيبت بها الأم الحامل، أو أثناء فترة نمو الطفل، أو تناول بعض الأدوية أثناء تكون الأسنان، أما النوع الثالث الذي يحتاج لهذه التقنيات التجميلية الحديثة فيكون عند وجود اعوجاج، فراغات، أو تراكب في الأسنان، وأيضاً مشاكل التقويم البسيطة، حيث تقوم هذه التقنية بتسوية وتعديل شكل الأسنان، كما يعد استخدام تيجان الأسنان أو الجسور الخزفية أو زراعة الأسنان ضروري لتعويض الأسنان المفقودة، حيث إنه جزء لا يتجزأ من عمليات تجميل الفك المتقدم، والشفاه واللثة.
وأخيراً: يجب الانتباه قبل الانقياد خلف هذه التقنيات، إلى معرفة أن بعضها يمكن أن يكون من الأنواع الرديئة التي تسبب ضررا للأسنان والتهابات في اللثة، وتشوهات في مظهر الوجه بسبب البروز أو الحجم الكبير غير المناسب للوجه، اللون، والمظهر غير الطبيعي، الذي يؤثر بصورة سلبية على مظهر الابتسامة، فلذلك ننصح بعمل بحث واستشارة طبيب أسنان خبير بالتجميل حول مدى احتياجك لأي تقنية تجميلية من عدمه، وعدم تقليد الآخرين وخاصة فيما يخص ابتسامة هوليوود، حيث إن اختلاف قياسات الوجه ولون العينين والبشرة وحالة الفك والأسنان تجعل النتيجة التي تظهر جميلة على شخص ما ولا تناسب الشخص الآخر.

ترهل الجفون

يعانى بعض الأشخاص مشكلات في الأجفان، ويرجع ذلك إلى العامل الوراثي، التقدم في السن، أو الإرهاق الناتج عن فترات العمل الطويلة، وتظهر علامات ترهل جفون العين على شكل ارتخاء الجفن العلوي عن وضعه الطبيعي، ما يؤثر على مستوى الرؤية، أو ينتج عنه كسل في العين وضعف شديد في البصر، ويتطلب علاج هذه الحالات التدخل الجراحي، بإجراء عملية لترميم الجفن الأمامي المتهدل، أما في حالة ترهل الجفن الخلفي فتكون الجراحة عبر الملتحمة لا تستغرق أكثر من 30 دقيقة، وتتم تحت تأثير المخدر العام للصغار، وموضعي للكبار.

شاهد أيضاً