«الشخير» مشكلة مزعجة وحلول متعددة

يعاني الكثيرون مشكلة الشخير أثناء النوم حتى في الفترات القليلة التي يخلدون فيها للنوم، ويعتبر البعض هذا الأمر مدعاة للسخرية، على الرغم من أنه يمثل عرضاً لمرض يجب أن تتم معالجته، ولا يكاد بيت أو أسرة وعائلة تخلو من حالة مصابة بالشخير.
الظاهرة تزعج الجميع خاصة في حالة الزواج الحديث، والتي يمكن أن تؤثر في العلاقة الزوجية وتصل بها إلى الطلاق، ويعد الشخير أثناء النوم من المشكلات التي لا تقتصر على فئة عمرية دون غيرها، حيث يعاني هذه الظاهرة بعض الأطفال، وإن كانت نسبة كبيرة ممن يشكون منه من البالغين، ويمكن التخلص من هذه المشكلة ببعض التغييرات البسيطة في حياة الشخص المصاب بالشخير، مثل تقليل الوزن والتوقف عن التدخين.
ويعرف الشخير على أنه صوت صاخب يخرج بسبب اهتزاز الأنسجة في مجرى الهواء عند الدخول والخروج أثناء عملية التنفس، ويكون ذلك في الجزء الخلفي من الفم أو الأنف أو الحنجرة أثناء النوم، وذلك بسبب وجود انسداد جزئي في الشعب الهوائية، يؤدي إلى ارتخاء العضلات التي تفتح ممرات الهواء
ويكون هذا الصوت في بعض الحالات ناعماً، وفي حالات أخرى عالياً ومزعجاً، ويمكن أن يكون الشخير علامة على انقطاع التنفس أثناء النوم، ويتضاعف الشخير عند الرجال مقارنة بالنساء وذلك يعود إلى ضيق الحنجرة عند الرجال، كما أنه يرتبط بالتقدم في العمر.

السمنة وكبر السن

يوجد عدد من العوامل والأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمشكلة الشخير، ومنها السمنة المفرطة التي تسبب الإصابة بهذه الحالة، وذلك لأنها تعمل على ضيق وانسداد مجرى الهواء، وبالتالي يحدث انسداد في البلعوم يؤثر في التنفس الطبيعي، خاصة عندما ينام الشخص على ظهره، ويصاب كبار السن بالشخير لأن الحلق يصبح أكثر ضيقاً، كما أن وصول المرأة إلى سن اليأس يمكن أن يكون عاملاً مؤثراً في إصابتها بهذه المشكلة، نتيجة ضعف قوة العضلات لديها.
تزيد نسبة الشخير لدى الرجال والنساء على السواء بعد الخامسة والستين، وتلعب أيضاً الأسباب الخلقية دوراً في الإصابة، فنجد أن حنجرة الرجل أضيق من المرأة، ولذلك يظهر الشخير أكثر لدى الرجال، ويمكن أن يكون للوراثة دور في الإصابة به، حيث تزيد احتمالات إصابة الأطفال 3 أضعاف في حالة معاناة أحد الوالدين هذه المشكلة، كما أن الأطفال الذين يعانون الحساسية تزيد فرص إصابتهم بهذه المشكلة.
تؤدي الإصابة ببعض الأمراض لحدوث الشخير مثل مرض الربو وانحراف الحاجز الأنفي، وأمراض الأنف والحنجرة وارتفاع ضغط الدم والسكري وحساسية الأنف، والتهاب الجيوب الأنفية ولحمية الأنف والتهاب اللوزتين، كلــها عوامل تؤثر في حدوث الشخير، وأخيراً الأدوية المرخية لعضلات الحلق والتدخين لهما دور في الإصابة، ويمكن أن يصدر البعض أصوات الشخير عند القيام ببذل مجهود بدني كبير، وبالتالي عند النوم تصدر منه هذه الأصـــوات بسبب إنهـــاكه وتعــبه، ولا تكـــون بالضــرورة عادة مستمرة.

الفم والأنف والحلق

تختلف أنواع الشخير بحسب المنشأ، فيمكن أن يكون الشخير من الفم أو الأنف أو الحلق، ويجب فهم المنشأ للحصول على العلاج المناسب، ويحدث الشخير الفمي عندما يتنفس المصاب من فمه أثناء النوم، ويمكن أن يكون ذلك بسبب أحد الأسباب المرضية مثل التهاب الجيوب الأنفية ونزلات البرد، ويمكن الحد منه بغلق الفم أثناء النوم أو استعمال أجهزة معينة تجعل الفم مغلقاً.
يتسبب احتقان الأنف في الشخير الأنفي، ويمكن للشخص المصاب أن يتعرف إليه بالضغط على أحد جانبي الأنف، والتنفس من الفتحة الأخرى مع قفل الفم، وإذا لم توجد الأسباب السابقة فإن الشخير يكون سببه الحنجرة، نتيجة اهتزاز لسان المزمار والتهابه.
أسوأ الأنواع هو الشخير الخلفي، ويحدث عندما ينام الشخص المصاب على ظهره ما يؤدي إلى التنفس من الفم، ويتعرض المصاب بالشخير أو الشخص النائم بجواره لعدد من المخاطر، حيث يسبب الشخير إزعاجاً وقلقاً للمصاب به وكذلك لمن ينام بجواره، وتصبح المشكلة الرئيسية هي الإحساس بالخمول والنعاس، كذلك يشعر بالصداع عند استيقاظه من النوم، ويمكن أن يفقد التركيز ويتعرض لكثرة النسيان، ويتعرض المصاب بالشخير إلى خطر الإصابة بالسكري والشيخوخة المبكرة والتبول اللاإرادي لدى الأطفال، كذلك يمكن أن يصاب بارتفاع ضغط الدم، ومجرد تقاسم الفراش مع شخص مصاب بالشخير يكون له دور في الإصابة بضغط الدم المرتفع.
وأخيراً يمكن أن يؤدي الشخير إلى بعض المشاكل العائلية التي تصل إلى درجة الطلاق، وتعتبر بعض الأعراض دليلاً على الإصابة بتوقف التنفس، لذا يجب الحصول على استشارة طبية، وذلك إذا كان صوت الشخير متقطعاً في القوة، وعند ظهور علامات التعب وشحوب الوجه على المصاب بالشخير، وكذلك إذا أحس بجفاف الفم والحلق مهما شرب من ماء، وإذا أحس بتهيج في منطقة الحلق، وإذا تعرق في النوم حتى أثناء الشتاء، وعند فقدان القدرة على أداء المهام المكلف بها.

التشخيص أولاً

يعتمد علاج الشخير على التشخيص الذي يقوم به الطبيب المعالج، وفي الغالب يكون طبيب أنف وأذن وحنجرة حيث يقوم بالتشخيص من خلال رؤية البلعوم بالمنظار، لمعرفة مدى ضيق المجرى التنفسي أو الحلق، ويكون وصف العلاج حسب المرض الذي أدى إلى الإصابة بالشخير.
ويصف الطبيب المعالج المضادات الحيوية لتحسين الحالة، إن كان التهاب اللوزتين سبباً فيها، وإلا كان التدخل الجراحي لاستئصالها، ويصف قطرات الأنف والبخاخ في حالة التهاب الجيوب الأنفية والذي يعالج الانتفاخ الموجود بها، وكذلك موسعات الأنف تساعد على التنفس بدون شخير، وتعطي الأدوية في حالة مرضى الربو أو وجود لحمية، لأنها تخفف من الالتهابات حتى يتم استئصالها لاحقاً.
ويكون التدخل الجراحي في حالة ارتخاء سقف الحلق، واعوجاج الحاجز الأنفي، وبالنسبة لمرضى السمنة فيجب عليهم اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة لتقليل الوزن، وإذا كانت الإصابة بالشخير بسبب ارتفاع ضغط الدم فتوصف الأدوية التي تحسن ضغط الدم من قبل طبيب الأمراض الباطنية.

نصائح مهمة

يوجد عدد من النصائح التي يمكن أن تكون مفيدة للتخلص من مشكلة الشخير، وبداية فعلى من يعاني هذه المشكلة إجراء الفحوص الطبية اللازمة للتأكد من عدم وجود أمر خطر، وعليه أيضاً تغيير وضعية النوم ويفضل النوم على أحد الجانبين أحسن من الظهر، كما أن رفع الرأس على مخدة يمكن أن يقلل من الشخير، ويفضل أن يكون العنق مستقيماً والأمر يختلف من شخص لآخر.
كما ينصح بالتوقف عن التدخين لأنه يزيد من مشاكل أنسجة الحلق وهو ما يزيد من المشكلة، وبعض الأدوية يمكن أن يكون لها دور، وينصح بعدم النوم مباشرة بعد تناول الطعام خاصة إذا كان دسماً، كما أن منتجات الألبان تزيد المخاط في الحلق، وهو ما يساهم في زيادة مشكلة الشخير، وبالتالي يفضل تجنبها ليلاً، وكثير ممن يعاني مشكلة الشخير يقل لديهم أو يختفي عندما يخلدون للراحة أو يقللون المجهود الذي يبذلونه، والبعض يمكن أن يصاب بهذه المشكلة نتيجة النوم غير المنظم، وبالتالي فإن تنظيم مواعيد النوم يكون له مردود طيب في علاج مشكلة الشخير.
وهناك مجموعة من التمارين تقوي عضلات الحلق التي تتسبب في الشخير، التمرين الأول حيث يتم مد اللسان لأقصى درجة ممكنة، ثم إعادته وتكرر هذه العملية 15 مرة، التمرين الثاني مد اللسان في محاولة للمس الذقن لأطول فترة ممكنة، ثم إعادة المحاولة للمس الأنف ويكرر هذا التمرين 15 مرة، التمرين الثالث الابتسام مع مد الشفتين لأقصى درجة، ويتم تثبيت الشفتين على هذا الوضع 15 ثانية مع محاولة تكرار هذا التمرين قدر المستطاع طوال اليوم.

ثلث العالم يعاني

تشير دراسة حديثة إلى أن حوالي ثلث سكان العالم يعانون مشكلة الشخير، ويبلغ المصابون بهذه المشكلة من البالغين أكثر من 40%، وتتضاعف هذه المشكلة لدى الرجال مقارنة بالنساء، وأشارت دراسة بريطانية سابقة إلى وجود علاقة بين الإصابة بالشخير وارتفاع ضغط الدم، بل إن الأمر يصل إلى مجرد مشاركة المصاب للفراش أو الغرفة يصيب الشخص السليم بارتفاع ضغط الدم.
وكانت دراسات سابقة أوضحت وجود علاقة طردية بين الشخير والإصابة بالنوبة القلبية، وبحسب دراسة جديدة أجريت على 1000 طفل تراوحت أعمارهم بين 6 إلى 15 سنة، وأظهرت زيادة احتمالات التبوّل اللإرادي لدى المصابين بالشخير، وأشارت الدراسة إلى أن الأطفال الذين يصدر عنهم الشخير أثناء النوم، تنتج أجسامهم كمية أكبر من البول في الليل، وخلص الباحثون إلى أن الطفل عندما يتنفس بصعوبة أثناء النوم، يسبب ذلك ضغطاً باطنياً يؤدي إلى التبول.

شاهد أيضاً