يحاول الكثير الالتزام بممارسة بعض التمارين الرياضية، ولكن سرعان ما يضعف هذا الحماس بعد مرور أسبوع على هذه المداومة، نتيجة الانشغال وتضارب مواعيد الرياضة مع العمل والارتباطات الحياتية الأخرى، حتى رياضة المشي البسيطة لا يستطيع الكثير الاستمرار عليها، وكشفت دراسة حديثة أن ممارسة الرياضة 60 دقيقة في الأسبوع تؤدي إلى تحسين مشاكل الأشخاص الذين يعانون التهاب المفاصل، ويمثل مرض هشاشة العظام أحد مسببات حدوث التهاب المفاصل انتشاراً، لأنه يسبب تدمير وتآكل الغضروف الذي يحمي المفاصل من الاحتكاك ببعضها عند نهاية العظام، ثم تبدأ مرحلة العذاب من الإحساس بالألم، وتظهر الالتهابات والتورمات في المفاصل وتتأثر الحركة بشكل كبير.
يتعرض كبار السن أكثر إلى مشكلة هشاشة العظام وتصل أحيانا إلى درجة الإعاقة الجسدية، ويجد المسنون صعوبة كبيرة في الحركة خاصة الذين يعانون الهشاشة، ورغم ذلك فإن الحركة تعمل على تعزيز الوظائف الجسدية لديهم، فممارسة بعض التمارين الرياضية تقلل من خطورة مهاجمة الكثير من المشاكل الصحية، ومنها مرض السكري من النوع الثاني ، وكذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، وتؤكد الإرشادات المعنية بأن كبار السن في المرحلة العمرية من بداية 64 عاما فما فوق لابد من ممارسة الرياضة المعتدلة لفترة تصل إلى 2 ساعة ونصف على مدار الأسبوع، ورغم ذلك لا يلتزم الكثير بهذه التوصيات الهامة، وهو ما دفع فريق من الباحثين الأمريكيين لدراسة مدى استفادة كبار السن المرضى من ممارسة بعض الأنشطة البدنية، والتي تقل في معدلها عن التوصيات التي حددت بوقت معين.
قام الباحثون بفحص وتحليل معلومات تم الحصول عليها من دراسات سابقة، لعدد 2000 شخص بالغ تصل أعمارهم إلى 50 وما فوق، وكلهم يعانون الآلام وتيبس في مفاصل الفخذ والركبة والكاحل، وفي بداية الدراسة تم تقييم الحالة الجسدية، وبعد انتهاء 2.5 عام من الدراسة أيضا، تبين أن حالة 33% تقريبا حدث لها تحسن، وذلك بعد ممارسة النشاط البدني، ولكن ارتفعت درجة التحسن بصورة كبيرة لدى الأشخاص الذين يمارسون النشاط الجسماني بشكل منتظم، على الرغم أنه كان يقل عن 150 دقيقة في الأسبوع، وتبين أن كبار السن الذين حافظوا على أداء نشاط بدني متوسط مثل المشي السريع، لمدة وصلت إلى 45 دقيقة فقط على مدار الأسبوع تعززت لديهم الوظائف الحركية وتم الحفاظ عليها بين حوالي 83% منهم، بالآخرين الذين قاموا بأداء تمارين جسمانية لفترة كانت تقل عن 45 دقيقة.