أكد عدد من الخبراء والأكاديميين، أن الإمارات باتت أمل الشباب العربي في المستقبل، إذ تتمتع بالأمن والأمان وتوفير الحياة الكريمة، لجميع المقيمين على أرضها، فضلاً عن ترسيخ قيادتها الرشيدة لمفاهيم الحب والسلام والإيجابية والسعادة بين الأفراد والمؤسسات في المجتمع.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية موسعة، لمناقشة أبرز 10 نتائج في استطلاع الشباب العربي، وضمت الشيخة هنادي بنت ناصر آل ثاني، مؤسس ورئيس شركة أموال، ومحمد العبار، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية. وفادي غندور، الشريك المؤسس ورئيس مجلس إدارة «ومضة»، وأدارها الإعلامي علاء شاهين، المتخصص في شؤون السياسة والاقتصاد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في بلومبيرج، و روي حداد، الرئيس التنفيذي لشركة «دبليو بي بي» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
في البداية قالت الشيخة هنادي بنت ناصر آل ثاني، إن نتائج الاستطلاع حملت العديد من الوقائع والحقائق التي تخص شريحة كبيرة ومهمة في المجتمعات كافة، وعكست واقع تفكير الشباب في المستقبل، فضلاً عن أهم وأبرز المعوقات التي تسبب القلق لهم، مثل البطالة والتفاؤل والتشاؤم والتعليم ومتطلبات سوق العمل.
وأضافت أن الاهتمام بالشباب أمر غاية في الأهمية، لاسيما أنهم منارة المجتمعات وسبب اساسي في نهضتها في المجالات كافة، وعلى الجميع مسؤولية التعاطي مع ملف الشباب بمنهجية تتيح لهم فرصاً نوعية للتنمية، والتطوير، وتوظيف طاقاتهم في المجتمع، ومن أبرز النتائج اللافتة في الاستطلاع تراجع استخدام اللغة العربية بين الشباب، لاسيما ان هناك جهوداً مستمرة لتعزيز مكانتها وترسيخ مفاهيمها بين لغات العالم.
طموحات الشباب
من جانبه أكد محمد العبار، أن الإمارات تحتل مكانة كبيرة في نفوس وعقول الشباب العربي، وبات لديها شعبية مجتمعية، بلغت طموحات الشباب المستقبلية، وهذا ما جسدته صفحات الاستطلاع الذي استهدف الشباب العربي في مختلف البلدان.
وأكد ضرورة الاهتمام بالتعليم الذي يعد المحرك الرئيسي للتنمية في جميع دول العالم، والمورد الحقيقي للكفاءات في مختلف المجتمعات، فعلى الحكومات مسؤولية تطوير التعليم وتوفير سبل الأمن والأمان، ومنحهم الفرص المتنوعة التي يستطيع من خلالها إثبات ذاته والمشاركة في مسيرة التنمية، فضلا عن تحقيق الديمقراطية الحقيقية، وينبغي ان يبتعد التعليم عن الربحية، لاسيما أن هناك العديد من الحكومات التي نجحت استنادا إلى التعليم، ومساراته، والاستناد إلى تجارب عالمية ناجحة كنماذج تستطيع الدول العربية الاستفادة منها في نهضة مجتمعاتها بسواعد شبابها.
وأوصى بوضع خطة لإدارة الإعلام لخدمة تأهيل وتنمية الشباب في المجتمعات، مما يخفف الضغط عن الحكومات، لاسيما أن المسؤولية تقع على عاتقها كاملة، ومن المفترض أن تكون تلك الخطة على فترة كبيرة تتراوح بين 10 و 15 عاما، فضلا عن أهمية وضع سياسات واستراتيجيات اقتصادية ناجحة، ترتكز على طاقات الشباب الفاعلة.
وجهة مفضلة
من جانبه أكد سونيل جون، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «أصداء بيرسون- مارستيلر»، أن نتائج الاستطلاع أظهرت أن دولة الإمارات نموذج يحتذى به ووجهة مفضلة للعيش لدى الشباب العربي، مضيفاً أن النتائج تشير إلى نجاح نموذج الإمارات للتنويع الاقتصادي، وتركيزه على توفير فرص العمل، وتشجيع ريادة الأعمال لدى الشباب، إذ ينظر الشباب العربي إلى الإمارات كمنارة للأمل؛ لذلك يؤيدون نموذجها التنموي، ويشيدون أيضاً بالرؤية الحكيمة لقيادتها.
وأضاف جون: «يقدّر الشباب العربي الشعور بالأمن، وإمكانات النمو الاقتصادي، وفرص العمل المجزية، والتعليم رفيع المستوى. وباعتبارها توفر جميع تلك العوامل، فلا عجب أن ينظر الشباب العربي إلى مسيرة ازدهار الإمارات كنموذج إقليمي يحتذى به».
وأوضح جون: «قد يكون من السهل أن نرجع هذا الانقسام إلى اتساع فجوة الدخل بين الدول النفطية المزدهرة والبلدان الأخرى التي لا تملك مثل هذه الموارد، ولكن الأمر ليس بهذه البساطة، فدول مثل ليبيا والعراق على سبيل المثال غنية بالنفط، ومع ذلك فإن شبابها هم من بين الأكثر قلقاً حيال البطالة، والأقل ثقةً بقدرة حكوماتها على مواجهة هذه المشكلة».
آراء وتوجهات
من جانبه، صرح روي حداد، مدير شركة «دبليو بي بي» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «يعطي استطلاع رأي الشباب العربي صوتاً لمن لا صوت له، ويتيح لفئة الشباب فرصة ايصال آرائهم وتوجهاتهم لشتى أنحاء العالم. كما يقدم لنا مؤشرات واقعية عن أفكار وتصورات الشباب العربي تجاه الماضي والحاضر والمستقبل. وبناء عليه، يعد الاستطلاع أحد الأدوات المهمة للحكومات والشركات، والمجتمع بشكل عام، اذ يوفر معطيات وبيانات دقيقة تتمحور حول الشريحة المجتمعية الأكبر في العالم العربي وهي فئة الشباب.»
مسار فاعل
أما فادي غندور، فيرى أن البطالة مسار فاعل يقود إلى التطرف، لذلك جاءت ضمن أهم وأبرز الأسباب التي تسبب القلق لدى الشباب، مؤكداً أهمية حشد جهود الحكومات ومؤسسات المجتمع، بما فيها القطاع الخاص لتوفير فرص عمل جيدة للشباب، تواكب احتياجات السوق المستقبلي، فضلا عن الاهتمام بالتعليم والحرص على تطويره وفق الاتجاهات الحديثة والمتطلبات المستقبلية، مؤكداَ أن النتائج قدمت نظرة ثاقبة ورؤى هامة عن آمال وتطلعات أكبر شريحة سكانية في المنطقة.
اقرأ المزيد