التنبؤ بإعاقات الخدج قبل حدوثها

يحاول الأطباء والمتخصصين كشف المشاكل والمضاعفات التي يمكن أن تصيب الأطفال المولودين مبكراً أو الأطفال الخدج، من أجل العمل على علاج هذه السلبيات مبكراً والوقاية من حدوث أخطار أعمق، وتوصلت دراسة أمريكية جديدة إلى أن تتبع خريطة دماغ الطفل الخديج يساهم بصورة كبيرة في معرفة الإعاقات التي يمكن أن يتعرض لها هؤلاء في فترة الطفولة، أو التنبؤ بإعاقات الخدج قبل حدوثها، من أجل عمل اللازم للوقاية من المشاكل المستقبلية.
يتعرض الصغير الذي يولد قبل اكتمال الأسبوع 37 للإصابة ببعض المشاكل، والتي تهاجمه في فترة الطفولة، ومن مضاعفات الولادة المبكرة حدوث الوفاة قبل الوصول إلى عمر الخامسة، والسبب هو حاجة الطفل إلى قضاء مدة الحمل بأكملها، لينمو بصورة سليمة وينضج تماماً، حيث تتطلب بعض الأعضاء المهمة هذه الفترة للنمو، ومنها الدماغ والكبد والرئة.
ويمكن أن يعيش الطفل الخديج ولكنه سوف يعاني من بعض المشاكل الصحية، مثل صعوبات التنفس، وكذلك ضعف النظر أو السمع ومعاناة في التغذية، نتيجة التضرر الذي حدث بالدماغ، والناجم عن نقص إمداد الأكسجين إلى الدماغ، وتسبب في تلف بالمنطقة البيضاء داخل الدماغ، وهي المسؤولة عن التواصل بين جميع مناطق المادة الرمادية ببعضها.
وينتج عن هذا الخلل في التواصل حدوث مشاكل كبيرة في التواصل، ومنها ضعف انتقال الإشارات، والذي ينعكس على كل أنحاء الجسم، وقام الباحثون بالبحث في العلاقة بين تضرر المادة البيضاء لدى الطفل الخديج، وبين المشاكل والإعاقات التي تصيبه في مرحلة الطفولة.
ضمت الدراسة مجموعة من الأطفال الخدج المصابين في المادة البيضاء بالدماغ، وخضعوا لفحص الدماغ بواسطة التقنيات الحديثة، لتحديد مدى الضرر، وقام الباحثون بتقييم القدرات الحركية اللغوية والمنطقية عند وصولهم إلى عمر عام ونصف العام، والمتابعة المستمرة حتى سن 8 سنوات.
وتبين من النتائج النهائية وجود ارتباط بين الإصابة المبكرة داخل المادة البيضاء، وبين الإعاقات الحركية وصعوبات التفكير في وقت لاحق، ويكشف العلماء أن الإصابات الكثيرة المنتشرة في المنطقة البيضاء بصرف النظر عن مكانها، يؤدي إلى المعرفة الدقيقة بالمشاكل الحركية المتوقعة في المستقبل، والتي سوف تصيب الصغير في عمر العام ونصف العام، كما أن تعرض المنطقة البيضاء بالفحص الجبهي لأعداد كبيرة من الإصابات، يدل على حدوث مشاكل في المهارات المنطقية للصغير.

شاهد أيضاً